{ رغم التباين الكبير في انطباعات الحجاج العائدين من الأراضي المقدسة – تقبل منهم الله - حول مستوى الخدمات التى قدمت لهم من قبل شركات الطيران المختلفة دون تفصيل ما بين السخط والرضا, يكادون يجمعون – حسب ما سمعناه منهم –على الرضا التام الذي يغمرهم تجاه مستوى النظافة والتطور الكبير والملفت الذى طال معظم أنحاء مطار الخرطوم الدولي القديم حتى تحول نسبياً إلى مطار (جديد) كلياً. { وكنت قد شهدت بأم عيني وحرصت على متابعة المشاريع الحيوية التي شرعت فيها إدارة المطار من أجل هذه الوثبة, وكان الأخ (صلاح عمار) مدير مطار الخرطوم الدولي قد قطع لنا وعداً ذات يوم بأن يتحول المطار عما كان عليه من تردٍ وإهمال في تاريخ محدد كنا نراه قريباً ويراة بعيداً، حيث إننا لم نتوقع أن يحدث ذلك التغيير الكبير في تلك المدة الوجيزة المقررة.. ولكنه حدث. { وها هم حجيج هذا العام الذين التقيت العديد منهم داخل وخارج المطار يشيدون بمستوى النظافة تحديداً، لا سيما (الحمامات) التي تعد المقياس الحقيقي لمدى تطور ورقي المرافق العامة في كل العالم بل إن العرف الاجتماعي قد درج على قياس نجاحنا كسيدات في إدارة ممالكنا داخل البيوت بما يكون عليك كل من (الحمام) و(المطبخ) من حال سلباً أو إيجاباً. والشاهد أن إدارة مطار الخرطوم قد وفقت كثيراً على ما يبدو في الاستعانة بشركة (كلين آن كلير للخدمات) صاحبة الباع الطويل في مجال خدمات النظافة والصيانة لتكون المسؤولة عن العناية والاهتمام بنظافة وتعقيم المطار بكل مبانيه وصالاته ومكاتبه وساحاته وحماماته. وأشدد على الأخيرة لأن أحد الحجاج حدثني بسعادة وتقدير عن أنه من المصابين بمرض السكري وكان يعاني الأمرين من عدم قدرته على استخدام الحمامات في السابق وساوره القلق الشديد من ذلك الأمر حتى وجد نفسه أخيراً مضطراً لاستخدام حمام المطار الذي فوجئ بأنه يضوع برائحة البخور الطيب والمنظفات وينتظره على بابه عامل مراقبة يحييه بابتسامة ويشرع في العناية بالمكان حالما فرغ من استخدامه. وقد كان لذلك بالغ الأثر في نفس هذا الحاج وغيره من المسافرين من وإلى مطار الخرطوم بمختلف رحلاتهم وأعمارهم وطائراتهم. { وكانت (كلين آند كلير) بعد فوزها بعطاء نظافة المطار قد استعانت بفريق من الخبراء البريطانيين لإجراء تقييم لمستوى النظافة العام وإجراء دراسة بحثية حول المسببات ليخرجوا بنتيجة تؤكد أن أكبر أسباب تردي مستوى النظافة هو سوء استخدام العاملين ولا مبالاتهم، لا سيما وأن أعدادهم كبيرة وتواجدهم مستمر على مدار الساعة. فكان أن شرعت الشركة في تقليل العمالة والاستعاضة عنها بآليات متطورة جداً مع التركيز إلى جانب نظافة الأرضيات والجدران والزجاج على قتل البكتريا واستخدام المبيضات, وتركيب أحدث أدوات السباكة عملاً بمبدأ ضرورة ترقية المواطن وتطويره أياً كانت ثقافته ومستواه الاجتماعي دون النزول إلى ما هو عليه. ولهذا استجلبت أدوات واكسسوارات تبدو قيمّة وباهظة الثمن ولكنها أيضاً على مستوى عال من الجودة وتعيش طويلاً. { وبعد.. أمام هذه الانطباعات الإيجابية والرضا التام من المسافرين والحجاج, لا يسعنا إلا أن نرفع القبعة احتراماً لسعي إدارة المطار الدءووب في التجويد ونجاح (كلين آند كلير) الكبير في ترقية المستوى العام وتحسين الصورة الذهنية لدينا.. فقط يبقى أن نناشد الجميع بضرورة الحرص على المرافق العامة والاستخدام المسؤول والسليم للمعدات والأدوات والحرص على المحافظة على النظافة, لننعم بمطار (جديد) بينما ننتظر المزيد. { تلويح: المحافظة على النظافة أحد أبرز ملامح الإحساس بالوطنية والانتماء.. وخليك سوداني.