اتهامات كثيرة طالت العامل السوداني في الفترة الاخيرة ولاحقته صفات الكسل والخمول وعدم الاجتهاد وامتدت اياد المؤسسات الحكومية والخاصة لاحتضان العمالة الاجنبية الوافدة من اثيوبيا واقصي شرق اسيا وصار اصحاب القامات القصيرة والعيون الدقيقة والاجور الضعيفة "والرخيص بي رخصتو يضوقك مغصتو" هم الغالبية في السودان خاصة بعض انفصال الجنوب لكن لاحت اخيرا في الافق بوادر عودة للعمالة المحلية "والغالي بي غلاتو يضوقك حلاتو" بعد ان طردت جدادة الخلا جدادة البيت. وكشفت جولة في مطار الخرطوم الدولي عن نجاحات كبيرة يحققها شباب وشابات في عمر الزهور من ابناء الوطن يعملون ليلا ونهارا دون كلل او ملل في نظافة مدخل المطار والساحات الخارجية والداخلية وصالات الوصول والمغادرة وكبار الزوار والحج والعمرة ودورات المياه ومواقف السيارات ومكان هبوط وصعود الطائرات ويرتدون زيا انيقا موحدا يتبع لشركة كلين اند كلير للخدمات المحدودة ويحرصون على كسب لقمة العيش الحلال بعرق الجبين، وقال العامل موسى ابراهيم انه نال شهادات متقدمة الا ان الضائقة المعيشية وضيق فرص العمل دفعته للعمل في تنظيف وغسيل الحمامات، مبينا انه لايجد حرجا في ذلك خاصة وانه يستخدم ماكينات وآلات حديثة تسهل مهمته ، اضافة الي المطهرات والديتول والبخور، وقال ان العامل السوداني يتفوق على البنقالي وغيره بالاخلاص والمثابرة والامانة ودعا الي اعطاء اليد العاملة المحلية فرصة كافية ، وكشفت العاملة افراح الحاج عن سعادتها بعملها الجديد، وقالت انها تركت ولايتها الفقيرة ووصلت الخرطوم وفضلت العمل في جمع النفايات حتي في ايام الجمع والعطلات ، مبينة ان حواء السودان لا بديل لها وانها تهتم بمكان عملها كما تهتم بمنزلها واكثر وقادرة على تحمل المسؤولية ، ونفت اتهامها بضعف الهمة والحماس .ولبس مطار الخرطوم حلة زاهية خلال احتفالات البلاد بالاستقلال ورأس السنة الميلادية حيث انتشرت بصورة كثيفة اعلام السودان ووضح دور العمال في تزيين المكان لاستقبال الضيوف ووداع المسافرين وانتظمت لاول مرة في اماكن مختلفة سلة المهملات التي تحمل مقولة حافظوا على نظافة مدينتكم الخاصة بجمع القمامة التي وجدت الاشادة من الجميع .