} نقلت أخبار أمس وفاة أسطورة كرة القدم البرازيلية براسيليرو سامبايو دي سوزا فييرا دي أوليفييرا (سقراط) بعد صراع طويل مع المرض.. وسقراط للذين لا يعرفونه يعتبر قائد أفضل منتخب للسامبا مر على تاريخ الكرة العالمية قبل أن يتحول لعب المنتخب إلى الطريقة التجارية الحالية..!! } كان لي الشرف أن أزامل سقراط في العمل بصحيفة الصدى الليبية التي كانت تصدر من عاصمة كرة القدم العالمية ريو دي جانيرو بالبرازيل مطلع عام 2001 وحتى نهاية عام 2002، حيث كان يكتب عموداً راتباً أتولى صياغته بعدما تتم ترجمته من جانب المترجم..!! } كنت وزميلي السوري على خدور نتقاسم إعادة صياغة عمودي سقراط وتوستاو.. ونترقب، في كل أسبوع، خروج العمودين من الترجمة لنقوم بنقل فكرتيهما قبل أن يتم نشرهما بعد التعريب خاصة وأن الترجمة الحرفية من البرتغالية إلى العربية تحتاج للتدخل حتى تستقيم فهماً..!! } استعان الليبيون مطلع العقد الأول من القرن الحالي بالنجوم الكبار لفك الحصار الذي كان مفروضاً على بلادهم.. وأذكر أن سقراط كتب غير مرة عن الحصار وتأثيره على الرياضة وشباب ليبيا..!! } في أحد أيام مايو عام 2001 قام سقراط بزيارة إلى مقر صحيفة الصدى البرازيلية الكائن في حي (باهيا) أحد الأحياء الراقية بريو دي جانيرو.. كانت الساعة حوالي الثالثة ظهراً وهو الوقت المحدد للراحة بالنسبة للعاملين في الصحيفة..!! } ضج المكان بالسعادة والفرحة.. وتسابق الجميع على استقبال النجم الأسطورة والذي شهدت على تفوقه ملاعب الكرة الخضراء وقاعات كلية الطب في إحدى جامعات البرازيل.. هب الجميع لاستقبال الأسطورة والتحدث معه..!! } شخصياً كنت في قمة السعادة وأنا أتحدث مع النجم سقراط خاصة وأنني شاهدته يصول ويجول في كأس العالم 82، و1986 في وقت كانت البرازيل تلعب الكرة الممتعة وتسحر كل العالم بفن نجومها فالكاو وجونيور وزيكو وأيدير والبقية..!! } جلس سقراط مع أسرة تحرير الصدى.. وتعرف على أسلوب العمل.. وسألنا عن بلداننا التي ننتمي إليها.. وعندما عرف أنني من السودان سألني عن زيارة فريق سانتوس بقيادة الأسطورة بيلية.. فأكدت له أنني لم أولد حينها ولكني عرفت تفاصيل الزيارة..!! } حدثته عن وجه الشبه الكبير بين البرازيل والسودان.. وإعجاب السواد الأعظم من السودانيين بالكرة البرازيلية وعشقهم لها.. وأحضرنا له خارطة العالم وأشار كل منا إلى بلده على الخريطة..!! } أندهش من بُعد المسافة وأعلن إعجابه بطموحنا الكبير ورغبتنا في الاستفادة والبحث الدائم عن ما يطورنا مهنياً.. وتمنى لنا في ختام الزيارة التوفيق معلناً سعادته باللقاء..!! } ودعنا سقراط مشيداً بالعمل الكبير الذي نقوم به في صحيفة الصدى، مؤكداً أنه لن يدخر جهداً في سبيل نقل خبرته المتواضعة - كما قال - إلى القارئ العربي المهتم بكرة القدم..!! } شارك سقراط في 60 مباراة دولية سجل خلالها 22 هدفاً وكان قائداً للمنتخب البرازيلي في كأس العالم 1982 في أسبانيا و1986 في المكسيك لكنه أخفق في قيادة الفريق للتتويج باللقب العالمي. } بدأ سقراط مسيرته الكروية عام 1974 مع فريق بوتافوغو قبل أن يتنقل بين كورنثيانز (من 1978 حتى 1984) ثم فيورنتينا الايطالي (1984-1985) وفلامنغو (1986-1987) وسانتوس (1988-1989) ثم بوتافوغو مجددا (1989) قبل أن يعتزل لحوالي 15 عاماً ثم يعود إلى الملاعب عام 2004 كمدرب ولاعب ولمدة شهر فقط مع فريق إنكليزي من الدرجات الدنيا (غارفورث تاون). } إنها لمسة وفاء لا ولن توفيه حقه كنجم كبير قلما تجود الملاعب بمثله.