في ظل الارتفاع الجنوني الذي لازم جميع السلع الضرورية شرعت ولاية الخرطوم مؤخراً في فتح منافذ للبيع المخفض في أماكن متفرقة بالولاية، وبدأت الأكشاك بصورة جيدة حيث أن معظم أسعارها تختلف عن باقي الأسواق العامة، إلا أن هناك أزمة لاحت مؤخراً بين البائع والمشتري بعد أن اتجهت بعض الأكشاك إلى وضع قيمة إضافية على السعر المقرر، ونتيجة لهذا الأمر انصرف كثير من المواطنين عن هذه المنافذ وأحجموا عن الشراء. «الأهرام اليوم » تجولت داخل بعض هذه المراكز بغرض التحقق من الأمر واستطلعت بعضاً من التجار والمشترين: { البائع «صلاح الدين السري» بموقف جاكسون قال إن الهدف من المراكز هو تخفيض الأسعار وتثبيتها على تعرفة موحَّدة خصوصاً السلع الأساسية، وقد نجحت بنسبة 100% لكنها الآن لا تتوفر فيها السلع الأساسية كاملة، وهناك شح في السلعة خاصة وأن هذه المنطقة تتميز بكثافة في المواطنين، لذلك لا بد من أن يتم نقلها إلى الأحياء ويكون لكل حي منفذه الخاص، ولا بد من أن تكون هناك بطاقة تموينية للمواد الأساسية، فنحن لا نستطيع أن نحدد شريحة الناس. وقال صلاح إن الزيادة في تسعيرة السكر تأتي بدون إعلان وبذلك يفقد المواطن الثقة في المنفذ ويعتقد أن البائع به هو الذي يقوم بزيادة السعر، لذلك يجب على الدولة أن تقوم بتغيير الديباجة الموحدة على العبوة والإعلان عن الزيادة، فنحن متضررون من (كلام الناس). وأضاف: الإقبال على الشراء كبير خاصة على اللحوم نسبة لانخفاض أسعارها. مسؤول الجزارة بأحد المراكز أبان أن تسعيرة الحكومة لا تغطي الخسائر، حيث أنها لا تحسب بعض الأشياء مثل الأكياس وأسعار الترحيل، بالإضافة إلى الكهرباء، وقال إنهم اضطروا إلى وضع أسعار إضافية على سعر الكيلو وذلك لسد العجز الذي قد يحصل.. وزاد أن الإقبال كان في الأيام الأوائل كبير جداً حيث أن المواطن كان يتدافع نحو المنفذ من أجل الشراء إلا أن الوضع تغير.. مردفاً أن كمية العربات المتراصة أمام المنفذ قد أثرت سلبياً على نسبة الشراء، مقترحاً أن تكون المواقع في أماكن بعيدة عن الدكاكين والعربات. { المواطن «موسى محمد» قال إن مراكز البيع المنخفض مريحة لكنه اشتكى من أن «اللحمة» ليست بالجودة المتوقعة، وطالب بأن تكون البهائم المذبوحة أصغر سناً مثلما يتم في باقي الجزارات.. وعلق قائلاً: لا داعي إلى تخفيض الأسعار إذا كانت اللحوم ليست جيدة. { المواطنة «كواكب» أوضحت أنها لأول مرة تشتري من منفذ بالولاية، وقالت إن أسرتها كبيرة جداً ويشترون كيلو ونصف كيلو لحم في الأسبوع، إلا أنها استدركت بأنها وجدت أسعارها مثل بقية الأسواق وليس هناك أي فرق يُذكر. { المواطن «علي عبد اللطيف» شكا من البيئة المحيطة بأماكن البيع المخفض خاصة بموقف جاكسون وقال إن موقعها ليس مناسباً مع زحمة العربات والأوساخ المتراكمة حول المنافذ بالإضافة إلى «كسر المواسير» المتكرر وكلها أشياء قد تجعل من البيئة المحيطة بالمنفذ ليست صالحة، لذلك يجب أن تراعي السلطات لمثل تلك الأمور التي تتسبب في أضرار صحية للمواطن. { المواطن «إسماعيل عبد الكبير» اتفق مع سابقه في الرأي وأكد أن البيئة المحيطة بالمكان ليست صالحة على الإطلاق حيث أن هناك كمية من الأدخنة التي تخرج من عوادم السيارت تلوث اللحوم.. وزاد بأن مراكز البيع المخفض عندما بدأت عملها في الأيام الأولى كان الإقبال عليها كبيراً جداً إلا أن هناك تغييراً قد حدث في أسعار معظم السلع وأصبحت تقارب أسعار بقية الأسواق، وأضاف: ولا نعلم ما هي الجهة المسؤولة عن الإضافات.. وطالب بأن توضح الحكومة هذه المسألة وتبين ما هو السبب في الزيادات حتى لا يفقد المواطن الثقة وحتى لا تكون منافذ البيع المخفض بالولاية بغرض «التباهي» فقط وإسكات الناس من الثورة في وجه الحكومة.