الفنان الشاب طه سليمان لا يختلف اثنان على موهبته بصوته الطروب وإمكانياته الهائلة فهو يعرف تماماً كيف يحقق النجاح، ولكن تلاحظ أن طموحه الزائد أوقعه في المحظور. فتارة نراه يهدد مستمعيه بالقنابل، وتارة أخرى ب(كاتبني وين عند ياتو شيخ)، وثالثة يغض مضاجع النائمين بحرامي القلوب تلب في دينا الغناء الهابط.. لا أدري حقيقة لماذا يلجأ طه ومعاونوه لهذا النوع من الغناء المبتذل الرخيص؟! فهو الفنان الذي تهافتت عليه المعجبات قبل المعجبين فهو الصوت القوي الحنون الذي ندخره لأيام قادمات، آخر أخطاء طه ونتمنى ألا تكون مقصودة اندفاعه المحموم نحو ترديد أغاني البنات، وكأني به يخرج لسانه ساخراًلانصاف مدني وأخواتها من المغنيات ويقول (انتو برضو ما براكم)! ولنا في ساحة الغناء النسائي أيضاً متسع، ليت طه سليمان يدرك أنه بخوضه لغمار الغناء النسائي يخصم من رصيده ولا يضيف أبداً شيء لإبداعه.. طرح مؤخراً الفنان المثير للجدل طه سليمان أغنية جديدة يتغنى من خلالها ب(الدلوكة) مع مصاحبة كورس نسائي في عدد من المواقع الإلكترونية وأجهزة ال (أم بي ثري) وحققت أصداء واسعة ويقول مطلعها (جناي البريدو.. وأحضر جديدو واحننوا في إيدو يا الله حضرني يخلص مدرستو.. الليها حمستو.. يكبر ونستو.. بي مناي حدثتو ما أسمع الخاينة تقول لي جكستو.. بس أسمع بت الناس تقول لي عرستو يعزم الناس.. يغني لي ترباس.. جناي حبيب قلبي.. الراقي والحساس.. فهذه الأغنية تحمل دلالات ومضامين جميلة لامرأة تحنو وتخاطب ابنها الصغير.. ولكننا لم نهضم أداء طه لها فهي الأنسب لأدائها صوت نسائي ولم نكن نريد له أن يدخل في منافسة في مضمار هو الخاسر الأكبر فيه. نتمنى صادقين أن يعود لنا طه سليمان الذي نعرفه الفنان الشامل الذي رفد الساحة الفنية بأغنيات رصينة قدمها له كبار الشعراء أمثال عبد العال السيد ومشروعات ناجحة خاصة في مجال الفيديو كليب وتكفي أغنيته التي تبث خارجياً (عايز أعيش) في قناة مزيكا من إخراج الجبالي والعمل الاستعراضي الكبير الذي قدمه بالمسرح القومي مع طلاب كلية الدراما والموسيقى والمسرح والكثير من الأفكار والتجارب الرائعة. ختاماً لا يسعنا هنا إلا أن نقدم نصيحة لوجه الله لأننا نؤمن تماماً بموهبة الفتى وتفهمه واحترامه للصحافة الفنية بأن يهتم بتقديم ما هو جديد من أعمال ذات معنى ومضامين حتى ترسخ في وجدان الناس، وأقول ذلك باعتباري من أوائل الذين تنبأوا لطه بمستقبل مشرق في مجال الغناء، وكان وقتها بفرقة أولاد البيت، وعندما شقَّ طريقه لوحده وقفنا معه ولم يخذلنا واستطاع أن يخطو من نجاح إلى نجاح حتى تبوأ مكانته من بين نجوم الصف الأول من فناني الشباب.