الأستاذ الفاضل/ الشاذلي حامد المادح تحياتي وسلامى { سعدت وأنا افتتح هذا الصباح يومي وأنا أتكئ على جدار رواية أخرى والمقال الجميل (في وطني.. كل الممكن وبعض المستحيل) الذي نشرتموه الأحد الفائت، وأستميحك عذرا أن أصطحبك معي لنطوف ببستان الشاعر الرائع /محجوب شريف أو شاعر الشعب كما يحلو لمحبيه أن يطلقوا عليه هذا الاسم، ولنقطف من هذه الأزاهر عندما يقول محجوب شريف في السودان الحبيب شعراً فإنه يحملك على وسادة مخملية وإحساس تجد له لذة بدواخلك، ماك هوين سيد نفسك مين أسيادك . { وسيظل الإنسان السوداني الجميل متفرداً وهو يتلفح بالكبرياء والعزة والشموخ، متدثراً بالحب والسلام وهو الذي علّم الشعوب وألهمها معنى أن تكون حرة أبية، وأحسب أن نيودلهي تحسد أم درمان على الوطنية التي يتميز بها أبناؤها وتحرد نيويورك بمقاطعاتها ملامحها المصنوعة متوسلة للخرطوم أن تخبرها كيف أنها أضحت عاصمة بملامح دولة وهذا التمازج الفريد في نوعه الذي تميزت به عن سائر عواصم العالم وينوح الشعب الصيني ويبكي حرقة وغيرة على تجربة شعب بلادي المتآخي والعز والجاه الذي يرفل فيه والحرية التي يتوشح بها، وأديس أبابا زهرة المدائن تمنح بنها نكهة الفرح الوسيم وطعم الخبز وعمق العشرة والإلفة لهذا الشعب الكريم المضياف وكل العواصم العربية (تتاوق) خلسة ودهشة من فرط إنسانيتنا وقلوبنا الكبيرة مرفأ للعابرين الغلابة . ما أسعدنا بك أيها السودان الوطن الحبيب وقهوة الشرق وبوخ عصيدة غربنا العزيز ونخيل الشمال وقمح الوسط وكبرياء الخرطوم، واختزال المساحات المترامية في لمة فرحة وبيت دوبيت . { كل هذه المداخلة أستاذي شاذلي والقلة القليلة الذين لا يضعون كبير اهتمام لهذا الوطن الجميل بعد أن سرقتهم قشور الحضارات بعيداً عن سوداني الحبيب وقد رموا بأحمالهم على أكتاف شعوب هم أقل قيمة ووطنية وانتماءً للإنسانية، والله إنه لأمر عجاب ولا يعرف قيمة الأوطان إلا من فارقها وهو محب ملتاع لترابها... مسافر... لا مدن قدامي... غلبي القاسي ينفيني... لا زاد يكفيني ولا حضنا يدفيني... أغني وكم جرح فيني... وبحلم كنت بالإيام تعالجني... وتصادقني وتعافيني ولمن شفتك إتوهجت وإدللت ظنيتك تصافيني وتعافيني... حليلو العمر ما إنجم رجع للحزن والمر... عندي بس حبة أماني وحزمة درر باقتين أغاني وأنا بحترق قبال أواني وإنت يا سوداني قبلتي ومرتع صباي وعشقي الأولاني... عليك أمام لا جيتك قبيلة ولا رجيتك مال ولا مشحود بيك وإنت في عيني أجمل من بنات الحور... جيتك عاشق أتعلم من الأيام ومن سأم الليالي البور ومن مر الولف كتال... وستظل سوداني الحبيب بين الحنايا والضلوع مكانك صميم الفؤاد وباسمك أغني وتغني السواقي خيوط الطواقي سلام التلاقي... أحبك ملاذ وناسك عزاز بعزك جبالك ترك الشموس وما بين ظلالك أفتش وأكوس طفولتي وملامح صباي ... حسين الهادي عبد الرحيم ميرغني القضارف [email protected] { من المحرر.. سعدت أستاذ حسين بهذه الرسالة وهي تعقب على مقالة استجمعت فيها بعضاً من رحيق بين يدي وطن نكتشفه أكثر كلما غادرناه لبلاد أخرى والسودانيون وللأسف يصفع كثيراً منهم تواضع مقيت ودونية طمست معالم شخصيتهم الجميلة والعظيمة ويحطون من شأن وطنهم وآخرون للأسف يتآمرون عليه ويحتملون لؤم الآخرين الذي هو أقسى من احتمال أوطانهم وإن ظلمتهم بفعل البعض أو جهل البعض أو بفعل أوهامهم التي تصور لهم ظلمات لا وجود لها في الحقيقة . { عموما عزيزي حسين وأنت صاحب نظم فريد وصور وأخيلة تصعد بنا لنسعد وأنا أتابع كتاباتك في (الأهرام اليوم) وغيرها وجميل أن نتفق عند مقام الوطن وقد وجدته في سورية وغيرها كلما سافرت مغادراً أجد نفسي أتعجل ترابه ..