وقّعت الحكومة وحركة العدل والمساواة مساء أمس (الثلاثاء) اتفاقاً إطارياً ووقف إطلاق النار، بحضور أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، والرئيس التشادي إدريس دبِّي والرئيس الإرتري أسياس أفورقي، وبشهادة الوسيط المشترك من الأممالمتحدة والاتحاد الأفريقي جبريل باسولي، ووزير الدولة بوزارة الخارجية القطري أحمد بن محمود آل عبد الله، حيث وقع عن الحكومة رئيس الوفد الدكتور أمين حسن عمر، وعن حركة العدل والمساواة كبير مفاوضيها أحمد تقد لسان. وأعلن أمير قطر الشيخ حمد عن انشاء بنك لتنمية دارفور بمبلغ «مليار دولار» بمشاركة البنك الدولي والبنك الاسلامي للتنمية بجدة. وأعلن زعيم حركة العدل والمساواة، خليل إبراهيم، سريان وقف إطلاق النار من جانبه منذ الساعة الثانية عشرة من منتصف ليل (الثلاثاء). وأكد خليل إبراهيم التزامه بالسلام والعهود والمواثيق، مزجياً شكره لأمير قطر، ودعا أبناء جنوب البلاد إلى التصويت للوحدة، وقال: «لا يمكن أن نكون على قيد الحياة وينقسم السودان»، وعندها تجاوب معه الرئيس البشير والوفد الحكومي بتصفيق حاد، ودعا الحركات التي لم توقع الاتفاق إلى وحدة شاملة وشراكة مع العدل والمساواة. وبعد توقيع الاتفاق عقد مؤتمر صحفي تحدث فيه الرئيس البشير وأمير قطر والرئيس التشادي إدريس دبّي والأريتري أسياسي أفورقي، وقال البشير أن السلام قائم الآن في دارفور، وأشار إلى قيام الانتخابات في مواعيدها، وقال إن معظم دارفور آمنة الآن، وأضاف نأمل الوصول إلى اتفاق سلام نهائي قبل «15» مارس المقبل، وأضاف وقعنا اتفاق اطاري مع العدل والمساواة وسنوقع قريباً مع حركة التحرير والعدالة. وقد شكّل الحضور الدولي في حفلة توقيع «الاتفاق الإطاري» مشهداً يؤشر إلى حرص المجتمع الدولي على طي ملف دارفور، وسُجّل في هذا الإطار حضور مبعوث الرئيس الأمريكي إلى السودان سكوت غرايشن، إلى جانب ممثلين دوليين آخرين بينهم ممثل فرنسا الخاص بدارفور عيسى مارو. وشهدت الدوحة قبيل توقيع الاتفاق نشاطاً دبلوماسياً كثيفاً كشف دعماً إقليمياً ودولياً لدور الدوحة ووساطتها بين الأطراف السودانية، حيث جرت اجتماعات بين أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي رعى التوقيع على «الاتفاق الإطاري»، ورؤساء السودان عمر البشير وتشاد إدريس دبّي، وإرتريا أسياس أفورقي. وقالت مصادر متابعة للتطورات السودانية إن مشاركة هؤلاء القادة تؤكد دعمهم عملية السلام في دارفور ودور الدوحة كمنبر تفاوضي بين الأطراف السودانية. وسجّلت ليبيا أيضاً حضوراً داعماً للسلام في دارفور. وكان خليل إبراهيم التقى الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي قبيل وصوله الى قطر. وقال أمين حسن عمر إن الاتفاق النهائي لدارفور سيوقّع في فترة أقصاها الأسبوع الأخير من مارس. وأعلن رئيس حركة العدل والمساواة، د. خليل إبراهيم، التزامه بوقف إطلاق النار الفوري بعد عناق حار بينه والبشير عقب التوقيع وتبادل مسودة الاتفاق بين أمين وتقد. من جانب آخر انضمت للاتفاق الإطاري «10» حركات تحت مسمّى حركة التحرير والعدالة، وعدلت عن خطوة إعلانها الانسحاب من منبر الدوحة. وقال أمين حسن عمر لقناة الجزيرة إن الاتفاق يمهد الطريق نحو التفاوض، وأكد أن أهم بنوده الوقف الفوري لإطلاق النار وإطلاق سراح معتقلي العدل والمساواة.