خلال زيارته لإسرائيل التي استغرقت خمسة أيام، قال بايدن نائب رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية: إن الحقائق السكانية تجعل من الصعب على إسرائيل أن تكون وطناً يهودياً وديمقراطياً في نفس الوقت. وقال في الخطاب الذي ألقاه في جامعة تل أبيب، لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على الطرفين أن يتحلّيا بالشجاعة التاريخية. وكان النائب بايدن قد أدان قبل ذلك قرار الحكومة الإسرائيلية بناء ألف وستمائة وحدة سكنية بالقرب من القدسالشرقية، وقال إن ذلك يُقلّل فرص التفاوض بين الجانبين والذي يجب أن يستمر. وتوقفه يُغري المتطرفين باستغلال خلافاتنا. وطمأن بايدن الإسرائيليين بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية ملتزمة باتخاذ موقف قوي من المشروع النووي الإيراني، وأعلن أن بلاده مُصممة على منع إيران من الحصول على السلاح النووي، وقال إن الإيرانيين يعانون ويقاسون من قيادتهم التي تؤيد الارهاب وأن إيران رفضت أن تتعاون، ولذلك فإن الولاياتالمتحدة مصممة على استمرار الضغط عليها حتى تُغيّر موقفها. ويقولون إن هذه هي أول مرة تصدر فيها إدانة رسمية أمريكية لإسرائيل. إن الرسميين الأمريكيين لم يدينوا إسرائيل منذ نشأتها في عام 1947م إلا هذه المرة.. وإذا كان عدم الإدانة على مدى ستين عاماً رغم الفظائع والخروقات التي ارتكبتها إسرائيل في حق الفلسطينيين والعرب يعكس حجم الإنحياز الأمريكي للدولة اليهودية، إلا أن إدانة بايدن لقرار الحكومة الإسرائيلية ببناء ألف وستمائة وحدة سكنية في القدسالشرقية لا يُعتبر تحوُّلاً جذرياً في الموقف الأمريكي لصالح الفلسطينيين والعرب. فمازالت المودة بل العلاقة الخاصة العجيبة النادرة الاستراتيجية بين الولاياتالمتحدة وإسرائيل في ذروتها وما أكثر الأدلة.. ففي الخطاب الذي ألقاه نائب الرئيس الأمريكي بايدن في جامعة تل أبيب حرص على تذكير مستمعيه بالموقف الأمريكي الثابت من البرنامج النووي الإيراني، وهو الرفض والإصرار على منع الإيرانيين من امتلاك السلاح النووي... ولم يتطرق قط إلى السلاح النووي الذي امتلكته إسرائيل منذ سنوات ومازالت هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي تملك سلاحاً نووياً.. ولو لا أن العالم العربي الآن في أضعف حالاته، لكان من الممكن أن تطلب الشعوب العربية من حكامها أن يطالبوا بجعل الشرق الأوسط كلّه منطقة خالية من السلاح النووي وإلا فإنهم سيوظِّفون البترول في تحقيق هذا المطلب. ولكن هيهات.. والآن تحديداً ورغم ذلك فإن الأمل موجود!! وثمَّة مطلب أو أمل آخر هو أن يستثمر العرب بترولهم لإقامة علاقة شبيهة بتلك التي أقامتها إسرائيل مع الولاياتالمتحدةالأمريكية التي هي القوة الأولى في العالم أو في أسوأ الفروض علاقة مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المتبادلة بين الطرفين العربي والأمريكي.