دوماً يتأكد أن موقف الرئاسة الأمريكية من الصراع العربي الأسرائيلي ثابت لا يتغير .. الآن وفي المستقبل المرئي.. تماماً مثلما كان ثابتاً منذ نشأة إسرائيل عام 1948. وهو موقف منحاز لإسرائيل .. سواءً كان الحزب الحاكم في الولاياتالمتحدةالأمريكية الجمهوري أو الديمقراطي. ولقد تتعرض العلاقات الأمريكية إلى أزمة وقد حدث ذلك من قبل لكنها سرعان ما تنقشع وتعود أقوى وأدفأ مما كانت عليه من قبل. ولما تولى رئاسة أمريكا العام السابق لأول مرة في تاريخها إفريقي الأصل من أب مسلم، تصوّر البعض أن السياسة الأمريكية سوف تتغير.. وإن يكن حجم التغيير قليلاً، إلى صالح العرب والمسلمين ولكن سعد باشا -الله يرحمه- قال (مفيش فائدة) ثم كانت الأزمة الأخيرة بين البلدين .. الولاياتالمتحدة وإسرائيل .. فبينما المفاوضات غير المباشرة بين الحكومة الإسرائيلية والسلطة الوطنية الفلسطينية وبينما كان نائب الرئيس الأمريكي بايدن يقوم بزيارة لإسرائيل صرّح رسمي إسرائيلي بأنهم قرروا بناء ألف وستمائة وحدة سكنية في القدسالشرقية. وصدرت عن الولاياتالمتحدة تصريحات مناهضة لذلك القرار.. ويقولون إن الاستياء بلغ بالرئيس الأمريكي حداً جعله يفض اجتماعه في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو مستأذناً لتناول الغداء مع زوجته وابنتيه. ولقد كانت أزمة فعلاً وكان العرب يغطون في نوم عميق.. وخلال الأزمة كان الأمريكيون على كافة المستويات حريصين على طمأنة الإسرائيليين باستمرار العلاقة الراسخة بين البلدين وبأن أمن إسرائيل خط أحمر. وأحدث ما يؤكد ذلك.. الخطاب الذي بعثه الرئيس الأمريكي أوباما إلى ألان سولو رئيس مؤتمر رؤوساء المنظمات اليهودية الكبرى، وجاء فيه (يجب على كل الأطراف أن يفهموا أن التزامنا مع إسرائيل غير قابل للإهتزاز ولا أحد يستطيع أن يدق اسفيناً بيننا). وكان رئيس المؤتمر اليهودي العالمي انتقد في الصحف سياسات أوباما الشرق أوسطية وفعل مثله أيلي وايسل الحاصل على جائزة نوبل فقد كتب في الواشنطن بوست (أن الضغط الأمريكي على إسرائيل لن يرغمها على التخلي عن بناء المستوطنات في القدسالشرقية) وأضاف (بالنسبة لي كيهودي فإن القدس فوق السياسة. لقد ذكرت القدس في كتابنا المقدس ستمائة مرة ولم تذكر مرة واحد في القرآن). أما أوباما فإنه لم يغير بعد أساسيات السياسة الخارجية الأمريكية ومنها الالتزام بأمن إسرائيل وتفوقها على جيرانها ويبدو أنه لن يستطيع.