٭ رغم أن الساعة تجاوزت العاشرة مساءً، لكنني حرصت أن يجتمع أولادي أمسية الخميس أمس الأول ليشاهدوا قناة الشروق ليس لأنها كانت تنقل مباراة لكرة القدم التي يعشقونها بجنون، ولكن لأنني ومن خلال الترويج الذي شاهدته قبلاً لسهرة «الوجه الأجمل» أضمرت في نفسي أن أمنحهم محاضرة قيّمة ومن (خشم سيدها) لأنه أحياناً الكلام الشفهي والنظري يدخل (بهنا ويطلع بهناك) وربما لا يبقى منه إلا القليل. والمحاضرة العظيمة والدرس الأجمل كان من ضيف الوجه الأجمل مولانا عز الدين الصبابي الذي تحدث بفخر وزهو عن كفاح والدته وكيف أنها كانت تصحو مبكراً لتعد (اللقيمات) ليبيعونها قبل أن يتجهوا إلى مدارسهم. قال مولانا الصبابي إن والده كان عاملاً بسيطاً استطاع أن يحتضن بل ويخرِّج للمجتمع أسرة صالحة بكفاح وشرف. (وصدقوني صفقت) لمولانا الصبابي حينما قال إن والدته السيدة حاجة آمنة أمدّ الله في أيامها قد زجرته وشقيقه حينما طلبا منها أن تكف عن صناعة (الفسيخ) وقالت لهما بالحرف (أحسن أشتغل وأعمل الفسيخ، أم نوفر المال بطرق غير شريفة وملتوية)؟.. بالله عليكم هل هناك نماذج أفضل وأجمل وأنبل من (كده) نجعل أولادنا يشاهدونها ويستمعون لها ليعرفوا قيمة أن يظل الإنسان فخوراً بنفسه وبأسرته مهما وصل من المراتب والدرجات؟ لأنه وللأسف أن نماذج (أنا لا أكذب ولكنني أتجمل) هي نماذج موجودة في المجتمع تصوّر نفسها على أنها دائماً مولودة في (عِز وأكل الوِز) ناسية ومتناسية (وياحليل) أمثال هؤلاء إن أشرف للإنسان ألف مرة أن يكون ناجحاً وابن كادح لا يتبرأ من أصله ولا ينكر ناسه!! ٭ نعم مثل مولانا الصبابي وقصة نجاحه تستحق أن نمنحها آذاننا لأننا (محتاجين) والأجيال الحالية والقادمة لدروس من نوع البيان بالعمل. ولكابتن الصبابي أقول مذكرة إيّاه إنه ليست أسرتك وحدك هي من تفخر بك، وليست أسرتك وحدك من تعتز بحاجة آمنة، فأنا أول المعجبين ومؤكد غيري الآلاف وأحسب أن الصبابي بأهلها وناسها هم أول (الواقفين في الصف). ٭ كلمة عزيزة ٭ لا أدري هل هي الصدفة وحدها، أم أنه سر النجاح جعل اسم نسرين يرتبط باثنين من أكثر البرامج نجاحاً؟ الآن على الشاشات السودانية الأولى هي نسرين سوركتي التي هي أنموذج المذيعة التي عرفت كيف تطوّر من أدواتها وكيف تحترم نفسها ببرامج ذات قيمة تستحق المشاهدة. وأظن أن نسرين قد استفادت كثيراً من النقد الذي وُجِّه لها فغيّرت شراعها نحو الوجهة الصحيحة. وها هي تُبحر نحو بر الأمان بتقديم برنامج مفيد ودسم وهو برنامج «الوجه الأجمل» وقبله تميزت وتألقت في برنامج «فن السياسة» الذي أظن أنه قد قدم الكثير من النماذج لأشخاص تعاطوا هم السياسة من خلال ما قدموه من فنون تخصهم وإن تفاوتت الشخصيات في الأهمية، لكن يبقى للبرنامج طعم ولون ورائحة. على فكرة أنا معجبة بنسرين لأنها مدركة أن أدوات المذيعة التي تتعامل بها مع الجمهور تتعدد من الشكل والطلة والأناقة والحضور وحتى الثقافة والعمق وامتلاك مفاتيح الحوار. فلم تهمل (ده على حساب ده) لتظل نسرين واحدة من أجمل المذيعات السودانية وآمل أن تظل دائماً في حالة تطور وبحث عن الأفضل. ٭ أما نسرين الثانية فهي نسرين نمر التي تقدم برنامجها على شاشة النيل الأزرق «عشرة الأيام» وإن كان البرنامج يميل إلى التوثيق أكثر من إثارة القضايا، لكن تعجبني طريقة نسرين في اختيار ضيوفها واختيار مداخل ومخارج محاورها. ولعلي معجبة بصفة خاصة بآخر حلقاتها مع الموسيقار بشير عباس ولو أنها أفلحت في استضافة البلابل معه، لكانت قد نجحت في سبق إعلامي كبير (وضربة معلم من النوع الثقيل). بالمناسبة نسرين نمر هي الأخرى أطلت في الآونة الأخيرة «بلووك» جميل أرجو ألا يكون على حساب اهتمامها (بلُب) ما تقدمه من مواضيع. ٭ كلمة أعز ٭ يا مخرجي الإعلانات السودانية.. الإعلان يعتمد على الإبهار البصري واقناع المشاهد بأن (الفسيخ شربات) وما تقدمون الآن في معظم الإعلانات السودانية (سمك، لبن، تمر هندي، وكمان تونة)!!