تكمل ثورة الانقاذ الوطني اليوم عامها الحادي والعشرين بعد سنوات طويلة تباينت خلالها الآراء بين مؤيد ومعارض لحجم الانجاز والايجابيات والسلبيات في مجال الرياضة الذي يمثل القطاع الأوسع في السودان والمسنود بالاهتمام الكبير من معظم قطاعات المجتمع. وسنحاول في المساحة التالية استقراء درجات النجاح والفشل وحجم الايجابيات والسلبيات على لسان عدد من المرموقين في مجال الرياضة. استهل الحديث الخبير الكروي د. حسن المصري المحاضر بكلية التربية الرياضية بجامعة السودان فقال: الإدارة العليا للدولة وضعت استراتيجيات في كل المجالات ومن ضمنها الرياضة وكان يفترض في وزارة الشباب والرياضة ان تقوم بتنفيذ الاستراتيجية العليا للدولة وإنزالها الي أرض الواقع لكنها فشلت في تنفيذ الاستراتيجية ولم تتحول لواقع ونجد أن الرياضة الغيت في المدارس وتم اعدام جهازي الأشبال والناشئين. ورأى المصري أنه ليس هناك تقدم يذكر في المجال الرياضي خلال عمر الانقاذ بل على العكس تدهور الحال لعدم وجود متابعة للاستراتيجية، وأضاف: إذا لم تتبدل المفاهيم والوجوه الحالية لن يحدث تطور للرياضة بالسودان، نعم هنالك بعض التقدم يتمثل في تأهل المنتخب الوطني الى نهائيات أمم أفريقيا في غانا لكننا وبدلاً ان نخطط للأمام رجعنا خطوات للوراء لعدم وجود خطة طويلة المدى وإيه يعني وصول الهلال والمريخ لدور المجموعات في البطولات الأفريقية فالسودان باعتباره من المؤسسين للاتحاد الأفريقي يفترض أن يكون طموحه الوصول لمنصات التتويج وهناك ثروة ضخمة في هذا البلد ولكن كيف تدار وكيف تتغير المفاهيم التي تذكرنا بالعصر الحجري ولماذا لا يكون هناك أدب للاستقالة حال حدوث اخفاقات. وقال المصري في ختام حديثه: طالما الوجوه الحالية موجودة وكذلك المفاهيم لن نتقدم في مجال الرياضة فالأجهرة التنفيذية هي المسؤولة والإدارة العليا للدولة براءة. ٭ أبو سن: تقدم بطيء للرياضة المتحدث الثاني كان الباشمهندس التجاني أبوسن عضو مجلس ادارة نادي الهلال العاصمي وأدلى برأيه حول الرياضة في عهد الإنقاذ فقال: حدث تقدم لكنه بطيء نوعاً ما وهو ليس بالشيء المتوقع مثل الطفرة التي حدثت في مجالات البترول والطرق والجسور وخير دليل على التقدم البطيء هو المدينة الرياضية التي ظلت على مدى عقدين من الزمان في حالها لم تكتمل كما أن المنتخب الوطني ظل يغيب على مدار (30) عاماً عن بطولة أمم أفريقيا حتى عاد في غانا قبل عامين. وأضاف أبوسن: هناك تدهور واضح في مجال الشبال والناشئين وهو يوازي ما حدث في عهد نميري ممثلاً في (الرياضة الجماهيرية) فالبناء اذا لم يكن سليماً من القاعدة لن يكتمل وسينهار لذلك لابد من الاهتمام بالناشئين حتى تتطور الرياضة. وأرجع أبوسن نتائج الهلال والمريخ ووصولهما الى دور المجموعات في البطولات الأفريقية لجهود رئيس وأعضاء مجلس الناديين نتيجة تخطيط وبرامج وعمل متواصل كما أن السودان أصبح قبلة للمحترفين الأجانب. وطالب أبوسن في ختام حديثه بضرورة الاهتمام بالرياضة وإكمال المدينة الرياضية وإعادة قطاع الناشئين. ٭ الرضي: الإنقاذ لم تقدم للرياضة مولانا محمد الحسن الرضي عضو مجلس ادارة الاتحاد السوداني لكرة القدم كان آخر المتحدثين في هذا الاستطلاع فقال: الانقاذ بالرغم أنها نجحت نجاحاً منقطع النظير في مجالات عديدة الا أنها لم تقدم الشيء المطلوب للرياضة وهناك الكثير من الأشياء التي كان ينتظرها الرياضيون وعلى رأسها البنيات التحتية ومن ضمنها المدينة الرياضية التي مضى عليها عشرون عاماً دون أن تكتمل بالإضافة للميزانيات المخصصة للأنشطة الرياضية وهي أقل بكثير من أن يمثل عملية دفع لهذه المناشط وكذلك المنتخبات الوطنية وعدم وجود صالات رياضية بمواصفات عالمية للكرة الطائرة والسلة وغيرها، كما أن ملاعب كرة القدم ليست في المستوى المطلوب والميزانيات المخصصة للرياضة ضعيفة وما يقدم لا يقابل الاحتياجات الضرورية لتلك المناشط وثورة الإنقاذ وهي تستقبل عامها الحادي والعشرين لابد لها من مراجعة كل ما يتعلق بالسياسات الخاصة بالمجال الرياضي وبقدرما تدعم الدولة تتطور الرياضة وتحدث النتائج ولكن بالوضع الحالي سنكون في مؤخرة الصفوف فلابد من الاهتمام بالرياضة لانها تعتبر سفارة.