{ تحايلاً على واحدة من معوقات تأخير سن الزواج ومسبب رئيسي من مسببات العنوسة هي ارتفاع نفقات الزواج والمطالب الباهظة لأهل العروس من شيلة ومهر وحفلة زفاف وبالمقابل مطالب أهل العريس العايزين موية رمضان وفطور العريس وما أدراك ما فطور العريس تحايلاً على ذلك قام عروسان مصريان بإقامة حفل زفافهما على (الفيس بوك) حيث اقتصر الحفل فقط على المعازيم عبر الإنترنت ولأن الدعوة كانت عامة وعبر الهواء مباشرة فالمؤكد أن العريسان لم يكلفا نفسيهما بالعشاء أو البارد أو حتى الحلوى بل إنهما قالا إن مصاريف الاحتفال التي كانت ستكلفها شي وشويات الأولى بها عش الزوجية الذي يحتاج منهما لكل مليم. { وللأمانة الفكرة راقتني باعتبار أن فيها تسهيلاً للشباب على تجاوز عقبات تكاليف الزواج الباهظة خاصة ونحن السودانيين ديل الواحد ممكن يقطع من لحمه حتى يكرم من دعاهم لمناسبة تخصه وليس بالضرورة أن يكون الموضوع من باب (البوبار) لكن مجرد إحساس الشخص أنه يحتفل بفلذة كبده أو شقيقه أو قريبه ربما يوقعه في المحظور وأعني المبالغة فيما يقدم طوال أيام الزواج أو ما يتخللها من مناسبات على شاكلة قيدومة وحنة وصبحية ودي يصرف فيها ما يصرف من النوع الذي يمكن أن نصفه بأن صرف على الهواء وممكن الاستفادة منه في تفاصيل أخرى. { أعتقد أن التغيير الحقيقي يحتاج إلى ضحايا وتضحيات لذلك لابد من أن يتقدم بعض الشباب بالقدوة ويا حبذا لو كانوا من القادرين مادياً عشان ما نشكك في نواياهم ونقول هم أساساً ما عندهم عشان كده عايزين يعملوا لينا خطب وزعامات لأنه الموضوع يفرق كثير إن قام به من يتيسر له أن يسوي البدع ويجيب ثلاثة قدور صندلية!! وبين الغلبان ود الغلابة. { على فكرة مصطلح العنوسة في مجتمعنا لم يعد قاصراً على البنات إذ أنه طال حتى الرجال باعتبار أنه البنت (العانس) زمان (بتحنن) يعني المسكينة قاعدة في البيت لا تدخل لا تمرق في انتظار فارس الأحلام الذي يخطفها بجواده لتخرج إلى العالم الخارجي. لكن الآن وبخروج البنات إلى الجامعات وللعمل في المرافق المختلفة أصبح هناك نوع من الندية الفكرية، وربما المالية أيضاً، لذلك تغيرت نظرتها نحو الرجل (المنقذ) وتعددت خياراتها فأصبح الشاب نفسه داخل دائرة العنوسة طالما أنه أصبح محلاً للرفض أو القبول. { لذلك حتى نتجاوز هذه المشكلة الاجتماعية الكبيرة باعتبار أن ديننا الحنيف حرضنا على التزواج والتكاثر حتى يفاخر بنا نبينا الكريم الأمم، علينا أن تغيِّر من المفاهيم المعضلة والمحبطة التي تجعل الشاب والشابة أسيرين لها باعتبار أن المجتمع عايز كده والمجتمع نفسه هو أول من يمد لسانه ويسأل إنتو فلان ده لسه ما عرّس؟ وسجمي فلانة دي ما بارت! { وليس بالضرورة أن نعقد زيجاتنا على (الفيس بوك) لأن حيشانا ممدودة تجمع الجيران والحبان والما قادر يجيب فنان كارب فإن زغرودة ندية من خشم والدة حنينة مع سيرة أخوات فرحات يغنن بالعديل والزين كفايه جداً جداًَ والفرح الحقيقي في القلب والسعادة اللامتناهية في عشة تجمع اثنين على الصدق والوفاء وجميل الخصال أما أن تكون مناسبة الزواج فرصة للتباهي بأنه سوينا وسوينا فإنها تفرغ حالة إنسانية من محتواها وتجعلها مجرد مسرحية أبطالها العريس وأهله والمتفرجون بالطبع هم المعازيم. كلمة عزيزة { مهما كتبت فإنني لن أوفي الفنان السني الضوي حقه ليس لأنه فقط فنان معجون فناً وإبداعاً ولكن لأنه إنسان رائع ودواخله جميلة وعندما يتداخل الإنسان الراقي بالفنان المبدع فإنهما يكونان خلاصة كائن متفرد اسمه السني الضوي فهو رجل لا يعرف الأنانية ولا يعرف الأنا إذ أنني ما سمعته يتحدث عن أحد ممن رافقوه في دربه إن كان على الصعيد الفني أو الصعيد الشخصي إلا وتحدث عنه بمحبة وشفافية وكادت دموعه أن تسيل، وهو على الصعيد الفني رجل معطاء وهو يهب أغنياته وألحانه لشباب يتلمس الطريق في بداياته فكان إن احتضن (تومات خيري) ثم الآن هو يربِّت بحنو ظاهرة على موهبة المطربة الفنانة (صباح) وأخيراً أعلن تنازله عن أغنية (بلادي بلادي) للشاب هاني السراج. بالله عليكم من منّا يستطيع أن يكون عطاءً غير ممنوع ولا محدود كالسني الضوي هذا الذي يستحق أن يُكرم من الدولة ومن الفنانين ومن كل المبدعين لأنه لا يوجد سوداني ليس بقلبه خدش طفيف تركته كلمات على شبيكة وألحان وأداء السني الضوي والراحل إبراهيم أبودية. ويا أستاذ السني مثلك نادرون وقليلون يتوارى أمامهم التواضع خجلاً وتتواضع أمام حنِّيتهم كل العواطف الجميلة، أطال الله في أيامك ومنحك الصحة لتظل نخلة ترمينا بالبركاوي والقنديلة والتمور وللا شنو يا طارق عبد الله!! كلمة أعز { للأسف الشديد فاتني سماع ومشاهدة اللقاء الذي أُجرى مع السيد وزير الثقافة السموأل خلف الله على النيل الأزرق وكنت أتوق أن أستمع لأُطروحاته ورؤاه لبرامج وزارته خاصةً وقبيلة المثقفين تنتظر منه الكثير وهي التي هُمّشت وهُضمت حقوقها كثيراً وإن شاء الله الجايات أكثر من الرايحات!!