"قطعت الصحفية بالتيار، شمائل النور، أن الرئيس البشير أستطاع إرسال رسالة إلى حيث يريد، وهي أن المؤتمر الوطني لم يعد يعنيه في شيء، وقالت أن الدلالة الكبرى في التشكيل الحكومي والحزبي الجديد تتمثل في أمرين مهمين، أولاً أن يُسمى إبراهيم محمود حامد مساعداً للرئيس ونائباً له في شؤون الحزب، ويوكل له شأن الحزب الحاكم بشكل كامل فهذا يعني على أقل تقدير أن الرئيس تحول من رئيس حزب حاكم إلى رئيس لكل الناس. وأضافت أنه من سوء التقدير أن نظن أن إعفاء عبد الرحيم محمد حسين من وزارة الدفاع وتسميته والياً للخرطوم يصب في خانة تقليص صلاحيات أو التخلص من عبد الرحيم كما يعتقد البعض، ووصفت أن توكل إدارة ولاية الخرطوم لعبد الرحيم بالمفاجأة، مشيرةً إلى أن الخرطوم ولاية مركزية وهي سودان مصغر، وكل السلطات تحتشد في مركز السودان الخرطوم، كما أن مركزية الحزب الحاكم وسطوته كلها ترتكز على الخرطوم، وربما السيطرة عليها تعني إحكام السيطرة على السودان وفق ما يُراد، أن تصبح الخرطوم تحت إمرة عسكري ومن الدائرة الضيقة للرئيس، ووصفت تولي عبد الرحيم لولاية الخرطوم بالرسالة المفاجئة التي أرسلها البشير حيث أراد. وأشارت الصحفية إلى أن الولادة المتعسرة التي أخرجت التشكيلة الوزارية والولائية بشكلها الأخير لم تكن وليدة فترة ما بعد الانتخابات، بل بدأت منذ الانتخابات وربما قبلها بقليل، وتابعت "لكن اللافت في ذلك كان خلال الأيام الأولى للانتخابات ومع بداية عملية الاقتراع انفجرت مواقع التواصل الاجتماعي بسيل جارف من صور ألتقطت من داخل مراكز الاقتراع أظهرت موظفي المفوضية وهم نيام في إشارة قاتلة أكدت العزوف الكامل عن التصويت". وأضافت أن هذه الصورة معززة بخطابات من المفوضية معنونة إلى مدراء مراكز الاقتراع تأمرهم بعدم السماح بالتصوير في المراكز التي لا تشهد إقبال كما توجه تلك الخطابات بعدم النوم، تلك الصور التي احتفل بها كثيرون لم يُطرح السؤال وقتها عن مصدرها، قطعاً ليس صحفياً ولا هاوي تصوير، ولا ناشط، لأن الصحافة ذاتها لم يكن مسموحا لها بالتصوير كما ينبغي، هناك من هم "داخل الصف" لهم مصلحة أن تظهر عملية الانتخابات -معركة الشرعية الكبرى – بهذا الشكل المحرج، ثم توالت تباعاً معركة تسريب المستندات الصامتة طيلة الفترة التي أعقبت الانتخابات. وأكدت أن الرئيس تابع كل ذلك بدقة واحتفظ بحق الرد. وختمت شمائل مقالها بأنه حينما ظهر شقيق الرئيس عبد الله البشير وتحدث للإعلام نيابة عن الحزب وكال النقد للحزب الذي أفشل الانتخابات، كانت الرسالة واضحة، لكنها وضحت أكثر بعد التشكيل الجديد.. هذا حزبكم رُد إليكم.