على وقع الاحتجاجات المتواصلة ضد قرار الحكومة الأردنية زيادة أسعار المحروقات، أصدر العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أمس قراراً يقضي بإلغاء الرواتب التقاعدية لأعضاء البرلمان ومجلس الأعيان (مجلس الملك)، بعد أن تسبب منحهم هذه الرواتب بموجة تظاهر عارمة في بلد يعاني عجزاً مالياً يقارب 21 بليون دولار. وقال مصدر في الديوان الملكي الأردني ل «الحياة» إن القرار «يمنع أي فئة من تحقيق مكاسب شخصية على حساب الوطن، وأن تتحمل الخزينة أعباء مالية إضافية، خصوصاً في ظل التحديات الصعبة التي تتطلب الحفاظ على المال العام». وتزامن القرار مع توجه جماعة «الإخوان المسلمين» للإعلان عن تظاهرات جديدة قبل نهاية الشهر يتوقع أن تكون حاشدة وفي موازاة ذلك، كثف العاهل الأردني اتصالاته بدول خليجية عدة لإطلاع قادتها على الأوضاع الراهنة التي تمر بها البلاد، وفق مصادر رسمية رفيعة المستوى أكدت ل «الحياة» أن «الاتصالات أشارت إلى إمكان حصول الأردن على مساعدات خليجية طارئة في أقرب وقت ممكن». وتسلم الملك عبدالله الثاني رسالة خطية من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء القطرية التي لم توضح مضمونها، فيما حمّل العاهل الأردني وزير خارجيته ناصر جودة رسالة شفوية إلى رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان. وفي هذا الصدد كشف وزير خارجية الإمارات عبدالله بن زايد أن بلاده تبحث مع باقي دول مجلس التعاون الخليجي كيفية مساعدة الأردن اقتصادياً، لكنه اعتبر أن ذلك «قد يستغرق بعض الوقت»، وفق ما نقلت عنه «وكالة أنباء الإمارات» الرسمية. ميدانياً، شهدت عمان ومدن أخرى أمس تظاهرات لليوم السابع على التوالي منذ قرار الحكومة زيادة أسعار المحروقات، وسط تراجع حدة أعمال الشغب التي شهدتها البلاد في الأيام الماضية. ويترقب الأردنيون انطلاق تظاهرات ضخمة دعت إليها جماعة «الإخوان المسلمين» آخر الشهر، تحت لافتة «الجبهة الوطنية للإصلاح» التي يقودها رئيس الوزراء الأسبق أحمد عبيدات، وتضم كيانات سياسية وعشائرية معارضة. وقال الرجل الثاني في الجماعة زكي بني أرشيد ل «الحياة» «سنكون جزءاً من تظاهرات الجبهة الوطنية، واستعداداتنا ستكون أكبر من تلك التي بذلناها في التظاهرات السابقة التي جمعت عشرات الآلاف». وأضاف «مَنْ يُرِد أن يجعل الأردن حقل تجارب فعليه أن يتحمل كامل المسؤولية». وفي تطور لافت، حذرت السفارة الأميركية رعاياها في الأردن من التنقل داخل المملكة بعد مغيب الشمس. وقال مسؤولون وعاملون في قطاع السياحة الأردني إن نسبة إلغاء الحجوزات السياحية الأجنبية والمحلية ارتفعت بعد ما شهدته البلاد من احتجاجات. وذكر مدير جمعية فنادق المملكة يسار المجالي أن نسب الإلغاء في الفنادق فاقت 30 في المئة.