وجه الرئيس عمر البشير بفتح الحدود وفق اتفاق الحريات الأربع للجنوبيين، وتسلم في ذات الوقت رسالة من نظيره سلفا كير ميارديت بعث بها عبر وزير خارجيته برنابا بنجامين تتعلق بمسار العلاقات بين البلدين أمس. وقال وزير الخارجية علي كرتي إن الخرطوموجوبا ناقشتا خلال زيارة بنجامين موقف تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك في عدد من النقاط من ضمنها وجود الجنوبيين في السودان في الفترة الماضية بجانب وجودهم نتيجة الأحداث الجارية بدولتهم. وذكر كرتي في مؤتمر صحفي مشترك بالخرطوم أمس أن الجانبين ناقشا اتفاقيات التعاون والمعاشات وموضوعات الطلاب والخريجين والتدريب والتجارة والتحويلات المالية. من جهته قال برنابا بنجامين إنه أتى للسودان يحمل رسالة من الرئيس سلفا كير إلى نظيره البشير معربًا عن شكره للسودان على المساعدات التي قدمها، وقال: «لما الجار تكون لديه مشكلة الجيران يزورون بعضعهم» ولفت إلى أن دولة الجنوب تعتمد على السودان في أشياء كثيرة داعيًا إلى استمرار حركة التجارة، وأضاف «حتى الصعوط نشريه منكم». ودعا برنابا الصحفيين لزيارة جوبا، وقال: «صحيح ليس لدينا فنادق خمسة نجوم لكن تعالوا واجلسوا في الخيم واكتبوا القصص الحقيقية، لا يوجد ضرب في جوبا تعالوا لتتأكدوا من ذلك»، مؤكدًا أن الحكومة تسيطر على مناطق النفط ماعدا بعض المناطق بولاية الوحدة، منوهًا بأن الوضع الميداني في جوبا مستقر تمامًا لافتًا إلى أن إطلاق سراح المعتقلين وفق قانون جنوب السودان وبعد اكتمال التحقيقات معهم يُطلق سراحهم وفق قوانين الدولة، وذكر: «الدولة لا تطلق سراح أحد دون تقديمه إلى المحاكمة». وفي منحى ليس بعيدًا سيطر الجمود على مباحثات طرفي الصراع في دولة جنوب السودان بأديس أبابا، وشهد مقر المفاوضات أمس اجتماعات داخلية للوفدين، بالمقابل شهدت الأوضاع الميدانية بدولة الجنوب في ولايتي جونقلي والوحدة اشتباكات عنيفة خاصة بالقرب من بانتيو التي وقعت فيها اشتباكات حامية بالمدفعية الثقيلة مع تقدم لقوات الجيش الشعبي باتجاه المدينة، بينما وقعت اشتباكات دامية بين قوات موالية لمشار وقوات أخرى بالقرب من منطقة تور أمس، وفي غضون ذلك احتمى سكان بانتيو ومناطق حولها بمقر البعثة الأممية عقب توسع الاشتباكات بين الجيش الشعبي وقوات موالية لمشار تسيطر على عاصمة ولاية الوحدة. وفي هذا السياق أكد رئيس وفد حكومة جنوب السودان في مفاوضات أديس أبابا نيال دينق نيال في تصريحات ل«البيان»، أن سلفا كير لا يمانع من حيث المبدأ في إطلاق سراح المعتقلين السياسيين الذين يطالب رياك مشار بإطلاق سراحهم. وأشار نيال إلى «أنهم سافروا إلى جوبا خصيصًا للتباحث والتشاور في هذا الأمر مع الرئيس ومستشاريه وأركان الحكومة، ولكنه نفى أن يكون ملف المعتقلين سبباً في إفشال المفاوضات التي تقودها مجموعة الإيقاد حاليًا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا»، وقال في اتصال هاتفي مع «البيان» إن سلفا كير ومن منطلق مسؤولياته عن حماية شعب جنوب السودان وتحقيق السلام في ربوع البلاد مستعد للتوصل إلى اتفاق سريع وعاجل لوقف إطلاق النار حقناً لدماء شعب جنوب السودان، معرباً عن أمله في أن يقبل المتمردون وقف العنف لتهيئة المناخ للحوار، مشيراً إلى أن وفد الحكومة جاهز لمناقشة جميع المشكلات، غير أنه قال إن الطرف الآخر لا يزال يطالب بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين، معتبراً أن الأرواح التي راحت نتيجة للقتال أغلى بكثير من اعتقال عدد من السياسيين. إلى ذلك قالت الأممالمتحدة إن الأزمة الإنسانية في جنوب السودان تتفاقم، وإنها تسعى لتقديم معونات لأكثر من ثلاثة ملايين شخص بالبلاد، في حين أكدت منظمة «أطباء بلا حدود» أن آلاف المدنيين نزحوا من منازلهم جراء القتال. وقال مسؤول العمليات الإنسانية في الأممالمتحدة في جنوب السودان توبي لانزر إن المنظمة تواجه «كارثة إنسانية»، مضيفًا أن هذه الفترة «خطيرة بالنسبة للبلاد ويجب أن تتوقف المعارك». وفي ذات السياق، أعلن مكتب الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في السودان أنه يستعد لاستقبال عشرة آلاف لاجئ من جنوب السودان يُتوقع عبورهم الحدود إلى شرق إقليم دارفور.