{ لدي آراء إيجابية عديدة عن شخص الدكتور عبد الرحمن أحمد الخضر.. والي القضارف الأسبق ووالي الخرطوم الحالي.. وللرجل اهتمامات بالرياضة قد لا يعرفها الكثيرون، ولكنني أعرف بعضها وكثيراً ما حكيت قصته مع الرياضة في القضارف التي صارت الآن ولاية الكرة الطائرة إن جازت التسمية، فالرجل بعد هبوط أحد فرقها من الممتاز وبخسائر كبيرة، طلب أن يكون الاهتمام بمنشط آخر »غير الكورة الما جايبة ثمنها« وكان هذا تعبيره، فأرشدوه لبعض شباب الولاية وكل همهم الكرة الطائرة، فاهتم بهم وتوسعت اللعبة، وكان الشباب فريق ديم حمد والشايقية الممثل الأوحد للكرة الطائرة للسودان في البطولات الخارجية، ثم زاد عدد الفرق وصار معظم ممتاز الطائرة من القضارف بل رئيس اتحادها من القضارف. { أجبرتنا الكرة الطائرة في القضارف على أن نقلنا مرة برنامج «عالم الرياضة» في عصره الذهبي من القضارف، وفي نفس اليوم قمنا ببث نهاية بطولة الجمهورية للطائرة من القضارف بين فريقي ديم حمد والشايقية والسجانة الخرطومي، وكان الحشداً هائلاً رغم إقامة المباراة بملعب عادي في مركز الشباب، ولكن سعادة أولاد القضارف خاصة في الخارج كانت كبيرة.. وكان الوالي الدكتور عبد الرحمن الخضر في أوروبا واتصل بوزيره المختص، وتحدث معي سعيداً بما تابعه، وذكرت له أن المشكلة الوحيدة في الملعب لعدم وجود صالة، فقال ستكون الصالة من أولوياتنا إن شاء الله. وتابعت في نفس السنة وضع حجر الأساس لصالة بمواصفات دولية، ولكن لم يكتمل العمل كما هو الحال عندنا في السودان برحيل الوالي.. »نبي الله الخضر«، ورحلت الفكرة ولكن بقي حجر الأساس، والحمد لله سمعت أخيراً أن المشروع تضمنه صندوق دعم الشرق ذو المليارات الدولارية من الكويت. ومرة داعبت مساعد الرئيس السيد موسى محمد أحمد في أحد اجتماعات اللجنة العليا لدعم المدينة الرياضية بأن يدعم المدينة »بحاجة من مليارات الشرق« فابتسم الرجل، ولكن لاحقته بحقيقة أن صالة القضارف الدولية متضمنة في مشروع الشرق. { أعود لوالي الخرطوم ولا يفرق أن شبهت أحداً بالأنبياء فهم قدوتنا وأسوتنا الحسنة، وكثيراً ما يقول أهلنا لزيارة عزيز »بأن نبي الله الخضر زارنا«. والوالي الخضر له اهتمام كبير بالرياضة، ودعم استاد الخرطوم بثمانية مليارات جنيه لإعداده لبطولة الشان الإفريقية الأخيرة بجانب اهتمامات أخرى في الملاعب، ووعده بدعم خاص للرياضة في قناة المستقبل إن شاء الله »فضائية الخرطوم«. { حين جاء في الأخبار أن الوالي ود الخضر في زيارة للبرازيل ويبدو أنها بغرض »بصات الوالي« كما يسميها ناس الخرطوم والاستفادة من الخبرة البرازيلية، توقعت ألا يعود الوالي من البرازيل »بلد ملوك الكورة« خالي الوفاض، وبالفعل أعلن في المؤتمر الصحفي بعد عودته أن ضمن برنامج التوأمة بين ولاية الخرطوم ومقاطعة برازيليا كرة القدم عبر زيارات متبادلة، ودعم بالخبرة الكروية البرازيلية للخرطوم، فكان أول الغيث من برازيليا الذي هو معنا حالياً لتقديم فنون الكرة البرازيلية اليوم أمام منتخب الخرطوم ثم مع القمة. نقطة.. نقطة { زيارة فريق برازيلي للسودان هي الثالثة.. فالأولى كانت زيارة فريق فاسكو دي جاما في عهد حكومة عبود وطلعت فريد رحمهما الله، ثم الزيارة الثانية لفريق سانتوس الشهير الذي ضم بيليه ونستاو وكارلوس البرتو في عهد حكومة نميري وعهد رئيس الهلال أحمد عبد الرحمن الشيخ رحمهما الله، وأخيراً هذه هي الزيارة الثالثة في عهد حكومة البشير وعبد الرحمن الخضر والفاتح تاج السر والطيب حسن بدوي.. أطال الله أعمارهم. { من شهد تدريب الفريق البرازيلي عبر عن دهشة وسعادة لا حدود لها بما شاهده من فنون الكرة ومداعبتها، والبعض توعد فرقنا بخسائركبيرة.. ولكننا نؤمل في منتخب الخرطوم بقيادة المدرب الكبير صلاح مشكلة.. وفي الهلال بعد غدٍ السبت وفي المريخ مساء الإثنين.. وألف أهلاً بالكرة البرازيلية في بلادنا. { بعثتا فاسكو دي جاما في الستينيات وسانتوس وبيليه في السبعينات، وصفتا الكرة السودانية بأنها برازيلية ومتطورة، وبعد ثلاثين سنة من زيارة آخر فريق برازيلي لبلادنا تتجدد الزيارات، ولكن الذي حدث خلال هذه الثلاثين كان كبوة وتدهور وفوضى وأزمات كروية.. ويتوقع العودة للأمجاد طالما فكرنا في زيارة الفرق البرازيلية.. وحقيقة زارنا النبي الخضر.