«أرسلنا أكثر الناس ليناً»..«باقان يمتلئ قلبه بالكراهية لكل ما هو شمالي» عبارتان لم تخرجا من قيادات منبر السلام العادل بل خرجتا من القيادي بالوطني د.قطبي المهدي حملتا وغيرها اتهامات وانتقادات عنيفة لوفد التفاوض ولاتفاقية الحريات الأربع في حديثه في صالون الراحل سيد أحمد خليفة أول من أمس، ويبدو أن تصريحات قطبي تشيء لوجود تيارات داخل الوطني رافضة لاتفاقية نيفاشا وذلك ما ذهب إليه الكاتب الصحفي مكي المغربي خلال حديثه ل «الإنتباهة» مشيرًا إلى أنه من الحصافة أن يفسح الوطني المجال لرافضي نيفاشا والرافضين لأسلوب التفاوض الذي يلتزم به الوطني بتقديم تنازلات لصالح دولة الجنوب، ونبه مكي لقدم التيار الرافض لنيفاشا الذي صنّف قطبي على قيادته، وقال لم ينتعش فقط الآن بسبب الحريات الأربع، ولكن قطبي قبل إبرام نيفاشا ذكر لمجلة الخرطومالجديدة أن وجود قرنق في القصر الجمهوري أمر مخيف وهو يقصد أنه مخيف على الإسلام والعروبة ولهوية السودان الشمالي ولا يقصد الخوف معنى الجبن حسب تفسير المغربي . هجوم قطبي الأخير على وفد التفاوض وإقراره أن الحكومة أوفدت أكثر الناس ليناً يؤكد أن قيادات بالوطني رافضة بشدة لسياسة العلاقة مع الجنوب بالرغم من التأييد الحكومي القاطع لوفد التفاوض وما وصل إليه من اتفاق لحل القضايا العالقة، ويبدو أن الوطني فسح المجال أمام قياداته للتعبير عن مواقفهم الرافضة لبعض مواقف الحكومة، ويرى مراقبون أنها سياسية ونهج جديد يتبعها الوطني خشية أن تعبر تلك القيادات عن مواقفها من منابر أخرى ولم يستبعد مكي أن القواعد الإسلامية عملياً قد انقسمت بين الوطني ومنبر السلام العادل أكثر الأحزاب الرافضة للحريات الأربع. وكان قطبي المهدي من الذين أبدوا اعتراضهم على اتفاقية السلام نيفاشا، وكانت لديه تحفظات على إجراء المفاوضات مع الحركة الشعبية، وتشير مصادر أن شخصية سيادية كانت وراء إعفائه من منصبه كمستشار للبشير والمتتبع لتصريحات قطبي يلحظ كثيراً ما تخرج منه كلمات نارية يظهر فيها أسلوب النقد ومنها تعليقه على إقالة صلاح قوش من منصبه كمستشار رئاسي والتي أثارت ردود فعل واسعة، وكان قطبي قد قلل من إقالة قوش معتبرًا في حوار سابق مع الرأي العام أن إقالة قوش أمر طبيعي ولا يعني أن «القيامة قامت». ونتيجة لهذه المواقف المتضاربة وآرائه الرافضة في كثير من الأحيان من سياسات الحكومة تجاه التعامل مع دولة الجنوب مما جعل الكثير يعتقد أنه عضو سري في منبر السلام العادل وإن كان الرجل أبرز السياسيين الذين ناصروا مشروع المنبر وتأييده للعديد من سياسات وأهداف المنبر التي له آراء مناهضة تجاه دولة الجنوب وهذا أمر نفاه بنفسه في حوار سابق مع الزميلة «السوداني» مؤكدًا أنه لم يكن في يوم من الأيام عضواً في منبر السلام العادل، مضيفاً أنه كتب مقالات بصحيفة «الإنتباهة» عبّر فيها عن وجهة نظره فيما يتعلق بالجنوب والكلام ما عجب ناس الحركة. وهو كان عن السودان الجديد وأنه سيكون عنصرياً وإقصائياً لأنهم يريدون سوداناً جديداً غير عربي وغير مسلم وأنا رأيت ذلك عنصرياً. إلا أن مواقف الرجل مؤخرًا وخاصة عقب اتفاقية الحريات الأربع والتي وجدت مناهضة ورفضاً واسعاً ليس من منبر السلام وحده، فقد رأى قطبي أن تنفيذ هذه الاتفاقية لايتم إلا بتحسن العلاقة بين البلدين وهذا لايتم إلا بالإطاحة بوفد الجنوب المفاوض بقيادة باقان الذي يمتلئ قلبه بالحقد والكراهية لكل ماهو شمالي حد قوله .