تصاعد صباح أمس دخان كثيف غطى سماء الريف الشمالي للخرطوم بحري، وتصاعدت ألسنة اللهب الحارقة على قمم جبال تلك المنطقة، وذلك اثناء إبادة «50» طناً من بضائع إسرائيلية مسرطنة وبعضها مجهول المنشأ وغير مطابقة للمواصفات ومفسدة للأخلاق، حيث احتوت البضائع التي تمت إبادتها على كافة أنواع الخمور المستوردة والمنشطات الجنسية الضارة بالصحة ومستحضرات تجميل خطيرة ومدمرة.اللواء سيف الدين عمر مدير الإدارة العامة للجمارك أشعل النار، وقال إن البضائع تقدر قيمتها بأربعة مليارات جنيه، وتم ضبطها بمطار الخرطوم. وسوف تتواصل عمليات الإبادة للسلع التي تهدد حياة المواطنين ولها تأثير سلبي على اقتصاد البلاد وأخلاقيات الشباب. وأضاف أن هذه الإبادة تمت بحضور الجهات ذات الصلة مثل المواصفات والمقاييس والحجر الصحي والزراعي وإدارة الصيدلة. وأضاف أن الجمارك في كل أعمالها تقف سداً منيعاً أمام مثل هذه السلع التي تهدد حياة المواطنين، وأن هذا العمل يتم بالتنسيق مع كل الأجهزة الرقابية، مشيدا بهذا الجهد الكبير، وحذَّر مدير الجمارك كل الذين يحاولون العبث بمقدرات البلاد، مؤكداً حرص القائمين على هذه المنافذ، وقال لن يؤتى السودان من جهة الجمارك. وأضاف اللواء عبد المنعم طلحة مدير شرطة جمارك الخرطوم، أن الجمارك تمثل خط الدفاع الأول عن المستهلك، وأن هذه الإبادة تشكل واحدة من حلقات حماية المواطن من مضار هذه السلع المنتهية الصلاحية والمنافية للأخلاق والشريعة والآداب العامة، والخادشة للحياء لعلاقتها بأعمال الجنس والفاحشة. وأضاف أن المنع يأتي في إطار أعمال الحماية المجتمعية من كل اشكال المهددات. وفي ما يتعلق بمكان الابادة قال مدير جمارك الخرطوم، إنها تتم في مكان بعيد جداً وحول الجبال الموجودة في الخلاء الواسع، وذلك حماية للمواطنين من التلوث البيئي. وأضافت مصادر أن هذه البضائع تدخل بعدة طرق، وبعضها يدخل عن طريق حقائب دبلوماسية، ويتم التعامل معها وفقاً للإجراءات اللازمة، والبعض منها عن طريق تجار الشنط، وغالباً ما تكون ب «باكورد» وهمي وغير معروفة المنشأ. وأوضحت المصادر أن الضوابط التي تتبعها هيئة المواصفات تعتبر من الضوابط العالمية الصارمة والمتطورة، بحيث تتم عمليات التحريز والمقارنة بصورة دقيقة، ومتابعة شهادات التحاليل والكشف التخصصي بالمستودعات، وتتم إجراءات خاصة بالأدوية والسلع الاستهلاكية ومستحضرات التجميل وقطع الغيار، للتأكد من جودتها وسلامتها وصلاحيتها، ومراقبة الوضع التخزيني، ثم يتم الكشف عن دولة المنشأ ومراجعة «الباكورد» فاذا كان وهمياً أو من دولة معادية مثل إسرائيل فإنه يتم إخطار سلطات الجمارك بالممنوع والمحظور، وفي تلك الحالة يكون لصاحب الرسالة خياران إما الإبادة أو إعادة الصادر، وغالباً ما تكون الإبادة هي الخيار المحتوم. وقال العقيد عادل عبد الختم نائب مدير شرطة جمارك مطار الخرطوم، إن مثل هذه الإبادة تتم من حين لآخر، وهي لسلع يحاول أصحابها إدخالها البلاد رغم أنها مغشوشة وغير مطابقة للمواصفات، وتهدم الاقتصاد والأخلاق، مؤكداً أنهم يملكون كوادر مؤهلة ومدربة وقادرة على حماية البلاد من عبث العابثين، خاصة في ما يتعلق بالسلع المنافية للقيم والأخلاق، حيث أنها تحدث ضرراً كبيراً بمقدرات الأمة. وأكد أن الإبادة تتم بعد استيفاء الشروط اللازمة لذلك. وثمن العقيد عادل اهتمام شرطة الجمارك وجهودها في حماية البلاد من كل أشكال المهددات. وتشير «الإنتباهة» التي شهدت الإبادة ميدانياً، إلى وجود خمور غريبة، حيث تمت عمليات تصنيع للخمور البلدية «مريسة» وإعادة تعبئتها خارجياً ثم محاولة إدخالها السودان، كما لحظت الصحيفة بعض «الدمى» الخاصة لأغراض الرذيلة وقفل المهبل، ومساحيق ومستحضرات كيميائية خطرة لأغراض السمنة والرشاقة والإثارة.