وانت في الشارع العام تشعل سيارة مصباحها لتنبهك الى خلل ما وآخر «يكنتك» شاكرًا وآخر يطلق «بوري طويل» غاضبًا للتخطي.. كل هذه التصرفات المرورية تعتبر من الظواهر الجميلة عند السودانيين وبالاخص عند سائق المركبات في الطريق العام.. اشارات مختصرة بالايدي او ب«المجمع» تدل على الشكر والامتنان وهي ظاهرة جميلة جداً أيضاً ولافتة أصبحت تطل برأسها وهي من الظواهر التي انتشرت واصبحت متعارفًا عليها بين سائقي المركبات العامة وهي ظاهرة رفع الايدي او تشغيل المجمع وهذه الإشارات تستخدم للشكر بين السائقين ونجد الان في المركبات العامة إشارة مختصرة بأصابع اليد من الراكب للكمساري داخل الحافلة تكفي ليعرف أن هذا الراكب دفع ثمن التذكرة لنفسه فقط أم لآخرين معه إشارة مختصرة بأصابع اليد من الراكب للكمساري تكفي ليعرف الثاني أن هذا الراكب دفع ثمن التذكرة له فقط أم أنه دفع لاثنين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة من زملائه أو رفقائه داخل الحافلة، ما على الراكب إلا أن ينصب أصابع بعدد الركاب الذين معه الإشارة في المواصلات تغنيك أن تسأل واستخدام الاشارات لم يقتصر على السائقين فقط بل الحافلة ذاتها يتم استخدامها في لغة الإشارة هذه وكأنها ترفض أن تكون وحدها الكلمة الشاذة، فإذا ما حرّك السائق «المنشات» يمنة ويسرة للوافقين على المحطة فهذا يعني أنه يعتذر بلطف عن التوقف، والعكس إذا ما أومض بالمصابيح الأمامية فهذا يدل على أنه «يستجدي» الركاب للركوب ولمعرفة هذه الظاهرة عن قرب ومعرفة ما اذا كان هناك اشارات اخرى متعارف عليها بين سائقي المركبات في الطريق العام التقت «تقاسيم» ببعض سائقي المركبات وخرجت بالافادات التالية: فتحي عثمان شوقي ابتدر لنا حديثه قائلاً إن استخدام مثل هذه الإشارات يدل على الشكر والامتنان للشخص الذي أفسح لك المجال لكي تدخل الى الشارع وهذا يدل على طيبة الشعب السوداني اما «المجمع» فاستخدامه يكون للشكر او اذا حدث عطل في العربة فانك تشغل المجمع على الفور ومثل هذه الاشارة معروفة بين السائقين ولكن هناك بعض «الغتاتة» من السائقين ولا ادري هل لا يفهمونها ام انهم يدّعون عدم المعرفة ولم تقتصر الاشارات على هذه فحسب بل هناك اشارات اخرى بين السائقين تدل على الشكر او الوقوف لفسح المجال للآخر كي يدخل وهي الغمز بالعين للشكر والاشارة بالابهام وكلها تستخدم للامتنان للشخص الآخر الذي افسح لك المجال. اما عمر ابراهيم حسين فقال إن هذه الاشارات اصبحت متداولة بصورة كبيرة بين السائقين وتدل على التفاهم والوعي المروري الكبير بينهم واستخدامها دائمًا يكون للشكر فمثلاً اذا اردت الدخول الى الشارع وافسح لي سائق آخر المجال فمن الطبيعي أن اشكره على هذا الفعل الجميل لان هذه خصلة وطبع فينا نحن السودانيين والشكر يتم برفع الايدي او بتشغيل المجمع في حالة أن زجاج العربة مغلق وصارت متعارفًا عليها ومتداولة بين كل من يقود عربة ولا توجد اشارات اخرى افضل من هذه للشكر وحاجة بسيطة جدًا تسر الشخص الآخر ولا تكلفك انت أي مجهود يُذكر. والله يا ابني اطيب واوعى من الشعب السوداني مافي.. هكذا ابتدر لنا امام درار بلال حديثه، واضاف أن هذه الاشارات سواء كانت بالايدي او المجمع فهي تدل على الشكر، وكذلك للاعتذار للشخص الذي افسح لي المجال، وان لم اشكره انا فربما يجد شخصًا آخر امامه ولايدعه يدخل لانه يخاف أن يلقى مثل جزاء الأول.