الكسور لها أسباب عديدة وتختلف معالجاتها باختلاف مواقعها ولكن كسور الأطفال لها معالجات مماثلة لمعالجة كسور الكبار التي تتميَّز بسرعة التآمها أكثر من الكبار، فرغم أنها قد تحدث مع الولادة أو خروج الطفل من بطن أمه بكسور، وهذا النوع من الكسور يحدث بسبب هشاشة في عظام الطفل أو بسبب مرض وراثي وتسمى تلك العظام بالزجاجية ويصعب معها التعامل التلقائي للطفل ومن حوله، حيث إن الطفل يصبح عرضة للكسر لأقل سبب (حمله الخاطئ أو غيره من الأسباب) ولكن هنالك بعض الأسر تلجأ لمعالجة الكسور عن طريق البصير الذي لا يدري في كثير من الأحيان ما بين العظم الزجاجي وغيره ويتسبب جهله ذلك في إحداث كسور أخرى للطفل يصعب معالجتها مستقبلاً، حيث تجرى جراحة عظام الأطفال بعد سن الاثني عشر غالبًا بالإضافة لموت الخلايا بالعضو المكسور بسبب الشد القوي في الجبيرة (الطاب)، وللعظم الزجاجي علامات يدركها من هم حول الطفل مثل ذلك ميل لون بياض العين للأزرق بدلاً من الأبيض وهنالك علامات أخرى للإصابة بهذا المرض وأسباب أخرى يمكننا معرفتها من خلال الحوار الذي أجريناه مع د. سمير شاهين استشاري جراحة العظام حول العظم الزجاجي فإلى إفاداته: حوار: رباب حسن ٭٭ هل تختلف جراحة العظام عند الأطفال عن الكبار؟ نعم تختلف جراحة عظام الأطفال عن الكبار فمعظم جراحات عظام الأطفال تعنى بالطفل المعاق وغالبًا ما تكون الإعاقة مكتسبة أي يولد بها الطفل. ٭٭ وما هو سبب الإعاقة المكتسبة؟ تحدث الإعاقة بسبب جيني أو بسبب وراثي، وغالبًا ما تكون إعاقة مكتسبة مثل شلل الأطفال أو الشلل الدماغي. ٭٭ هل تختلف معالجة الكسور عند الكبار؟ الكبار غالبًا ما تكون الجراحة لمعالجة الكسور التي حدثت نتيجة للإصابات والحوادث أو الحركة والأمراض التي تحدث نتيجة لعوامل الزمان (مثل آلام المفاصل وهشاشة العظام). ٭٭ بعض الأطفال يتعرَّضون لكسور بصورة متكرِّرة فهل هذا يعني أن لديهم هشاشة؟ نعم ٭٭ ما السبب؟ الهشاشة عند الأطفال تحدث لمرض جيني أو وراثي في بعض الأحيان وهو ما يسمى بالعظم الزجاجي. ٭٭ متى تحدث الإصابة بالعظم الزجاجي؟ قد يولد الطفل من بطن أمه وبه عدة كسور وفي الغالب الأعم لا يسمح هذا المرض للطفل بالعيش لفترة طويلة. ٭٭ هل هنالك أطفال مصابون بهذا المرض وينجون؟ بعض حالات الأطفال التي تأتي متأخرة تُعطى بعض العلاجات التي تقلل من نسبة التكسر وتجرى لها عمليات جراحية تقومية تسمح للطفل بمشاركة فعالة في المجتمع وغالبًا ما يتوقف التكسر بعد سن «12» عامًا. ٭٭ هل يعني ذلك أنه عند حركة الأطفال المصابين بالمرض الزجاجي ووقوعهم يحدث الكسر؟ لا؛ لأن الكسر يحدث بمجرد حركة الطفل ووقوعه أو اصطدامه بالأشياء بل يكفي لحدوث الكسور عند تلك الشريحة أخذه من سريره خطأ. لذا ينبغي إلى الأمهات الحرص على حمل الطفل خاصة في الفترة الأولى بعد الولادة مباشرة ويؤخذ الطفل بطريقة معينة ويجب عدم ترك الطفل للأطفال الآخرين؛ لأن من شأنه حدوث عدة كسور تصعب عمليات تقويم الكسور مستقبلاً. ٭٭ هل لإصابة الأطفال بالعظم الزجاجي أعراض؟ نعم لها أعرض أخرى يمكن معرفة الأطفال المصابون به مثل أن يولد الطفل ويكون بياض العين مائلاً للون الأزرق. ٭٭ هل من أعراض أخرى؟ قد تحدث بالوجه بعض العلامات مثل بروز الجبهة للأمام وعرضها بالإضافة لقصر القامة. ٭٭ ما يجب فعله عند حدوث الكسر الزجاجي؟ في حالة حدوث مثل هذه الحالة يجب الحضور إلى المستشفى بسرعة لمعالجة الكسر. ٭٭ هل يقوم البصير بإرجاع الكسر؟ في حالات الأطفال يجب أن يرجع الكسر بواسطة طبيب؛ لأن وضع الجبيرة الخشبية (الطاب) التي يضعها البصير في مثل هذه الحالة تحدث كسرًا ثانيًا وثالثًا فإن من شأن إعادة الكسر إلى وضعه الأساسي مهم جدًا في هذه الحالة وذلك لعدم إمكانية إجراء عملية جراحية. ٭٭ ما السبب؟ لأنه لا يسمح بإجراء عملية جراحية إلا بعد أن يصل الطفل لسن ال «12» عامًا في الغالب الأعم. ٭٭ ما الذي يسمح به لإجراء عملية تقويم الكسر الزجاجي؟ عادة يوضع لعلاج تلك الحالات مسمار نخاعي. ٭٭ هل ذلك المسمار يخرج بعد فترة وما السبب؟ بعد نمو الطفل وبلوغه مرحلة معيَّنة يخرج المسمار النخاعي حيث يقصر المسمار. ٭٭ ألا يستخدم لإجراء عمليات تقويم العظم الزجاجي نوع آخر من معالجات الكسور؟ غير المسمار لا يوجد شيء آخر في علاج ذلك المرض ولكن في حالات أخرى يمكن استخدام مساطر ومسامير. ٭٭ هل تحدث كسور العظم الزجاجي مضاعفات؟ مضاعفات كسور العظم الزجاجي كثيرة فقد تحدث اعوجاج الصدر واعوجاج القفص الصدري واعوجاجًا بالظهر ويؤثر ذلك في مقدرة الطفل على التنفس بطريقة سليمة. ٭٭ ما الذي يترتب على ذلك؟ عدم إمكانية إجراء عملية جراحية لتقويم الكسر للطفل وذلك لصعوبة وخطورة التنفس مع إجراء التخدير. ٭٭ هل يعني ذلك أن يولد كل أطفال تلك الأسرة والتي بها العظم الزجاجي مصابون به؟ هنالك نسبة من الأطفال لا يكون المرض لديهم وراثيًا وإنما ولدوا به فليس بالضرورة أن يحدث بسبب وراثي إذ يولد طفل بالعظم الزجاجي وآخر بدونه ولكن إذا كان هنالك عامل وراثي في الأسرة فهذا يمكن أن يحدث. ٭٭ كيف يمكن معالجته لاتقاء ولادة أطفال آخرين به إن كان وراثيًا؟ عن كيفية معالجة العظم الزجاجي ومنع تكراره في المواليد فهذا هو موضوع البحث الذي يجرى الآن وهو ما يسمى بالعلاج الجيني ولكن حتى الآن لا يوجد علاج قاطع وناجع لمنع تكرار حدوث العظم الزجاجي. ٭٭ العلاج كيف يكون في مثل هذه الإصابات؟ إذا حدث كسر من هذا النوع لطفل يمكن معالجة عدم تكراره بإعطاء الطفل علاجات في شكل حبوب كالسيوم وحبوب أخرى مقوية للعظام على أن يستمر هذا العلاج حنى سن «12» وقد جرب هذا العلاج ونحن نعمل به في مستشفى سوبا الجامعي. ٭٭ يُقال إن كسر الطفل يرجع بسرعة عن كسر الكبار؟ سبحان الله إن هذه الكسور تلتئم (تبرا) بسرعة شديدة وأسرع من كسور الكبار الذين يكونون أكثر حرصًا. ٭٭ هل من نصح أو إرشاد لأمهات الأطفال المصابين بمرض العظم الزجاجي؟ على الأمهات الأخذ (الشيل) الصحيح لأطفالهن وعدم ترك الطفل للأطفال الآخرين فبمجرد محاولة أخذه من قبلهم يحدث كسر للطفل المصاب وإذا حدث كسر يجب أخذ الطفل للطبيب وعدم الذهاب به لبصير فهنالك كثير من الحالات التي قمنا ببتر أطرافها بسبب معالجة البصير الخاطئة. ٭٭ وماذا على البصير فعله فقد جرت العادة الذهاب له أولاً؟ إذا دعت الضرورة وحضر للبصير طفل مكسور فعليه أن يحوله مباشرة لأقرب مستشفى وذلك لسلامة الطفل ولحساسية عظام الأطفال في مثل هذه الأمراض.