المخضرمون من أمثالنا الذين عايشوا الخدمة المدنية في حيادها ومجدها الزاهر والذين عايشوا الحكم المحلي والإداري في أيامه النضرة قد يتحسرون على الحاضر المعيش ويقولون يا حليل أيام زمان والماضي التليد ويا حليل ايام شرفي مدير المديرية الشمالية الذي كان يدير المديرية بأبعادها الجغرافية من حدود مديرية الخرطوم (السبلوقة) حتى دنقلا وحلفا يجوب هذه المديرية بعربة لاندوفر (Landru) واللاندوفر هذا موجود بوزارة التعليم وكان يقوده السواق الابن نفاع محمد أحمد الحاج إلى وقت قريب هذا اللاندوفر موجود كآثار تحكي عن إدارة السيد شرفي وأمثاله من الإداريين الأصلاء وأراني أتمثل بقول سيدنا حسان بن ثابت الصحابي والشاعر الجليل الذي قال:- لله در عصابة نادمتهم يومًا بجلق في الزمان الأول ارأيتم هذه المديرية التي كانت تدار بإداري واحد ومساعديه من الضباط التنفيذييين الذين انقلبوا الآن إلى كتبه ومقررين للمعتمد ولكنها بمكنة مدير باسمائها معتمدية شندي ومعتمدية المتمة ومعتمدية الدامر ومعتمدية عطبرة ومعتمدية بربر ومعتمدة أبو حمد ومعتمدية البحيرة وأظن هناك معتمديات قادمة إن لم تكن قامت هي معتمدية العبيدية والباوقة وهذه في طريقها للقيام هذا في نهر النيل وفي الشمالية معتمديات مروي وكريمة وحلفا ودنقلا العجوز ودنقلا الصغيرة يأتي إلى هذه المعتمديات المعتمد وهو ليس إداريًا وأن يأتي فقط ليقولوا له كن معتمدًا فيكون هكذا أيها المواطنون الأبرار كما قال الشاعر قديماً: إن الليالي من الزمان حُبالى مُثقلات يلدن كل عجيب وكما قال الشاعر ايضاً: هذا زمانك يا مهازل فامرحي قد عد كلب الصيد في الفرسان يا سيداتي سادتي «لتلد الليالي التي كانت حبالى من الزمان ولتمرح المهازل» والله يحفظنا ويحفظكم ويحفظ الله هذا البلد من الفتن والأهوال أرايتم هذه المديرية التي كانت تدار بمجلس المديرية الذي يجلس أعضاؤه فقط في السنة ثلاث جلسات يجيزون الميزانية ويضعون الخطوط لمسيرة الحكم والإدارة بإدارة المحافظ الناجح وهؤلاء أعضاء مجلس المديرية لا يتقاضون مرتبات فقط بل حق الترحيل وهو بضعة قروش نتركها للموظفين هبة منا «الآن هذه المديرية التي انقسمت إلى مديريات أو معتمديات تدار المعتمدية بمجلس محلي يتقاضى أعضاؤه مرتبات ورئيسه له عربة بوكس آخر موديل تحت تصرفه يحفظه بمنزله يتفسح بها ويصل البكيات والمناسبات، هذا المجلس المحلي الصغير ثم هناك برلمان المديرية يسمونه المجلس التشريعي يتقاضى أعضاؤه مرتبًا بالملايين وهناك الوالي والوزراء عربات ليلى علوي وليلي العامرية وليالٍ أخرى كل هذا الصرف على حساب محمد أحمد دافع الضرائب يا حليل محمد أحمد شيال الحمول وهي النتائج من هذه البرلمانات.. السودان فيه «27» برلمانًا وما هي النتائج من هذه البرلمانات سوى خطب ركيكة ولحن في القول «وزمان السودان فيه برلمان واحد مقره الخرطوم والآن الخرطوم بها ثلاثة برلمانات حتة واحدة» بما فيها البرلمان الكبير وبرلمان الولايات وبرلمان ولاية الخرطوم سيداتي سادتي إن نقدي هذا إن كان موضوعياً فالحمد لله على ذلك وإن كان غير ذلك فأنا بشر أخطئ وأصيب. وأن أي مسيرة للحكم فيها أخطاء وأشياء حسنة.. إن الحزبية في تاريخ الحكم يسمونها الديمقراطية ولكن يدير هذا الحزب شيخ طريقة له شطحات وبركات يستمد منها سيطرته على الحزب فهو الذي يوافق على المرشح.. أنسيتم نؤيد نؤيد مرشح السيد؟ أنسيتم إشارة إمام الأنصار بأن المرشح فلان ويصوتون له حسب إشارة سيدي؟ وفي الجانب الآخر نؤيد مرشح السيد.. وبعد ذلك جاءت الإنقاذ ببركاتها الشوارع والكباري والإنارة وهلمجرا.. ولكن في الجانب الآخر جانب الإدارة والحكم هذه الجيوش الجرارة من الوزراء ولست أدري من أين يأتي هؤلاء الوزراء والبرلمانات السبعة والعشرون وعربات ليلى علوي وليلى العامرية وليلى بنت السلطان.. لماذا هذا؟ ألا يمكن سيداتي سادتي وسيدي الرئيس الثائر إعادة النظر في هذا الهيلمان والصرف الكبير وهل بلغ السبل الزبى كما يقولون وهل لنا أن نقول هذا زمانك يا مهازل فامرحي؟ إن السيد البشير رجل مخلص ووطني فريد فأراه إن كانت تصله آراء الجماهير عبر الصحف أن يعيد النظر وأن يريحنا من هذا ولكنني في هذا المقام أثني على بعض الوزراء الملتزمين بالعمل ومقابلة الجماهير والاستماع إلى شكاواهم وأقوالهم.. أيها المواطنون الأحرار وأيها الوزراء الأبرار وأيها النواب الأشاوس: إن كان في قولي هذا خطأ أسأل الله أن يغفر لي وإن صحيحاً فأرجو تأييدي ولو بكلمات عابرة على الصحيفة المذكورة ولمعلوماتكم أنا أول رئيس للجنة الإنقاذ بالشمالية كلها ولم امتطِ عربة بل كنت «شغال» بالبوكس خاصتي حتى النهاية ولكنني الآن محتاج إلى عربة للعمل العام مش ضروري تكون ليلى علوي إنما بوكس جديد لاستمراري في العمل العام مع تحياتي وتقبلوا تحيات الحاج عبد الوهاب من بربر.. وإلى استراحة قادمة إن كان في العمر بقية.