هل الحب فقط أساس الأسرة الإسلامية؟ السؤال: هل يجوز للأب ارجاع ابنته لزوجها إذا كانت ترفض، مع العلم أن الزوج من أميز الشباب وصاحب علم ودين وإمام مسجد «ليس له علاقات عاطفية من قبل» بحكم دراسته في جامعة غير مختلطة وهي تحب التحدث مع الرجال وكانت تحب رجلاً آخر وهذا هو سبب طلبها الطلاق مع أن الرجل الآخر أسرته مفككة ومشهور بعلاقاته الكثيرة مع النساء. 1/ هل يجوز للزوجة طلب الطلاق من غير سبب 2/ هل الحب فقط أساس الأسرة الإسلامية 3/ هل يجوز إجبار البنت على الرجوع لزوجها إذا رأى الأب أن ذلك من مصلحة البنت. ملحوظة البنت تكذب عليه وهو صامت وحسب قوله كان يقول إن الله يحب الستر الجواب: بداية أقول: لعل الأساس الذي قام عليه ذلك الزواج أساس واهٍ، لم تراعَ فيه الحدود الشرعية؛ أعني أنه ما كان ينبغي إجبار البنت على الزواج بمن لا تريد، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أمر باستشارتها إن كانت بكراً واستئمارها إن كانت ثيبًا؛ فقال «البكر تستأذن والثيب تستأمر» فإذا كانت البنت موافقة على الزواج بذلك الرجل فلا يحل لها طلب الطلاق من غير سبب مبيح؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم «أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس فإن الجنة عليها حرام» وعلى البنت أن تعلم أنه ليس كل البيوت يبنى على الحب، وإنما يتعاشر الناس بالإسلام والأحساب، وكم من فتى هوى فتاة وقام الزواج على الحب وحده، ثم سرعان ما انقلب الحب بغضاً والوئام شقاقاً؛ لأن الحب عاطفة تتبدل وتتغير وتخبو وتضعف، لكن الحال أن كثيراً من الشباب والفتيات يعيش مع الوهم ويحسب أن الحب بين الزوجين هو أساس كل شيء. وإني مخاطبٌ هذا الزوج قائلاً له: لا ترض لنفسك أن تعيش مع من لا تحب العيش معك، ولا ترتضيك زوجاً لها؛ بل خيرها بين البقاء والفراق، وكن شجاعاً في قرارك وسل ربك أن يبدلك خيراً منها، فالنساء سواها كثير، وما جعلك الله بأرض مضيعة، والله الموفق والمستعان. الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأول السؤال: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته. بدأتُ أصلي العصر وفي التشهد الأول بدأت بقراءة الصلاة الإبراهيمية، ولكن تذكرت قبل أن أُكملها أن هذا ليس موضعها؛ فتوقفت خشية أن تكون زيادة متعمدة فتبطل الصلاة، وأكملت حتى وصلت التشهد الأخير، وسجدتُ سجود سهو للزيادة «بعد السلام» ما صحة صلاتي هذه؟ الجواب: صلاتك صحيحة، وما كان ينبغي لك أن تسجد للسهو؛ لأن زيادة الصلاة الإبراهيمية في التشهد الأول لا حرج فيها ولا يترتب عليها سجود سهو؛ وقد قال أهل العلم في قوله صلى الله عليه وسلم «إذا فرغ أحدكم من التشهد قبل إمامه فليتخير من الدعاء أطيبه» بأنه لا حرج في التشهد الأول أن تأتي بالصلاة الإبراهيمية لأنها دعاء ليس إلا، ومهما يكن من أمر فصلاتك صحيحة ولا تحتاج لإعادتها، والله تعالى أعلم. حكم عمل صندوق للصلاة على الرسول السؤال: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد. ظهرت في الآونة الأخيرة ظاهرة؛ وهي: قيام مجموعة من الأفراد بعمل صندوق للصلاة على الرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، وذلك بأن توزع الأدوار عليهم، ويقوم كل شخص في هذا الصندوق بالصلاة على الرسول على حسب العدد المتفق بينهم، وذلك بنية الشخص الذي عليه الصندوق فنرجو الإفادة بحكم الشرع في هذا الأمر وشكراً. الجواب: الأصل في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أنها قربة وعبادة، وهذه العبادة شرطها الإخلاص، وكلما استطاع العبد أن يجعلها سراً بينه وبين ربه فذلك أدعى للقبول عند الله تعالى، ثم إن هذه الصفة محدثة لم يكن عليها المسلمون فيما مضى، وما لم يكن ديناً بالأمس لن يكون ديناً اليوم، والله تعالى أعلم. لبس طالبات الثانوي السؤال: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته لبس طالبات الثانوي ما حكم الشرع فيه؟ «علمًا أنه عبارة عن بنطلون وقميص تحت الركبة بقليل»، وما حكم الصلاة به؟ فلبس طالبات الثانوي الصلاة به صحيحة لكونه قد ستر العورة التي أمر الله بسترها في الصلاة حين قال «يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد» لكنه ليس اللباس الأمثل لكونه مشابهاً للباس الطلاب الذكور، ولا يختلفان إلا في هيئة التفصيل، أما اللون ونوع القماش فهو مشترك بينهما، وقد كان حرياً بالقائمين على أمر التعليم أن يميزوا بينهما من أجل أن ينشأ الجميع ذكوراً وإناثاً وهم يدركون بداهة بالفروق الطبعية والشرعية بين الذكر والأنثى، وأن لكل مواهبه وخصائصه واستعداداته؛ فنقضي عملياً على ما ينادي به المبطلون من المساواة التامة بين الذكور والإناث، أو ما يسمونه الآن «بإزالة كافة أشكال التمييز ضد المرأة»، خاصة أننا معشر المسلمين نقرأ في القرآن قول ربنا جل جلاله «وليس الذكر كالأنثى» ونعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل. نثريات الشركات للمسافرين السؤال: إخوتي القائمين على موقع المشكاة؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أسأل الله أن يبارك في شيخنا أبي عمر وفيكم؛ لما تبذلون من جهود جعلها الله في ميزان حسناتكم أود أن أستفسر عن موضوع النثريات التي تعطيها الشركات لموظفيها عند السفر إلى الخارج في مهام رسمية فالكثير من الموظفين يقتصدون في هذه النثريات بغرض الاستفادة منها حين العودة ولكن هناك من يقول: إنه يجب إعادة أي فائض من هذه الأموال إلى الشركة، فما هو حكم الشرع في هذا؟ نفعني الله وإياكم ووفقنا لما فيه الخير. الجواب: هذه المسألة ونظائرها ليس فيها نص من كتاب ولا سنة، وإنما هي عائدة للتراتيب الإدارية التي قامت عليها النظم الحديثة في الشركات والمؤسسات والوزارات، ويحكمها قول النبي صلى الله عليه وسلم «المسلمون على شروطهم» فإذا كان النظام يقضي بأن هذه النثرية تملك للموظف المبتعث ثم بعد ذلك يصرف منها ما يشاء ويدخر ما يشاء فلا حق للشركة في مطالبته بالفائض، وأما إذا كان النظام يقضي بأن ينفق منها على نفسه في سبيل الاستفادة المثلى من رحلته العلمية أو العملية، وما بقي منها فإنه يعاد إلى الخزينة العامة فينبغي الالتزام بهذا الشرط، والله حسيب كل امرئ، وهو يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، والله تعالى أعلم