{ المهرجان السنوي لكل التلفزيونات المحلية والعربية في رمضان والعيد يظل عامراً بالجديد الذي هو نتاج طبيعي للجهود الكبيرة التي تبذل والاجتماعات التي تعقد قبل شهور وأسابيع.. وذلك من أجل إرضاء المشاهدين من جهة وإرضاء جهات أخرى مهمة من جهة أخرى، وهي شركات الإعلان والرعايات. { لظروف وجودي طيلة شهر رمضان في العاصمة البريطانية ضمن الفريق العربي الموحد لتغطية الدورة، لم أشاهد من التلفزيونات العربية سوى قناة MBC فقط، وحتى هذه حلت لنا داخل غرف فندق كراون بلازا الشهير في وسط لندن بعد ضغوط من الاعلاميين العرب الذين كانوا ضمن قاطني الفندق بل ربما كلهم.. ونجحت الضغوط في تحويل وجهة الافطار الصباحي الى سحور، وكان في الثانية والنصف بعد منتصف الليل.. أما الافطار الذي كان في التاسعة والنصف مساءً فكان كيفما يتفق، وما بين الإمساك الثانية والنصف صباحاً وافطار التاسعة والنصف كانت هنالك تسع عشرة ساعة صيام كامل ولكنه صيام لندني حيث لا جوع ولا عطش. { في قناة MBC شاهدنا من برامج رمضان بعض برامج التواصل والهدايا للمشاهدين وهي هدايا سيارات وأجهزة غالية.. وأعجبتني ثلاث مسلسلات هي عمر بن الخطاب، والخواجة عبد القادر، وفرقة ناجي عطا الله.. لأن ثلاثتها كانت لمعالجة قضايا مهمة وذات رسالة واضحة في تاريخنا الاسلامي وأهمية التصوف في حياتنا وما يجب أن تكون عليه العلاقة مع الصهيونية الغاشمة، وأتمنى أن تتاح لنا فرصة أخرى للتعليق والنقد حول مسلسلات رمضان ما شاهدناه وما شاهده غيرنا. { كانت تغطية الفريق العربي الموحد لدورة لندن الأولمبية شاملة لكل الأنشطة للرجال والسيدات، وبما أن قناة النيلين الفضائية كانت الوحيدة في السودان صاحبة الحقوق، فقد اجتهدنا حتى نحول ما بين المناظر المؤذية للصائمين والشهر الكريم لمشاهدينا.. ولكن بمتابعة التقارير عن القنوات العربية الأخرى وجدنا أنا وحدنا للأسف.. وحسبنا الله. نقطة.. نقطة { برامج العيد في التلفزيونات المحلية راعت ظروف شهداء طائرة تلودي.. وقدمت خدمة كبيرة في هذا الأمر.. وفعلت ذلك بنسبة كبيرة قناة التلفزيون القومي وفضائية الخرطوم والنيل الأزرق وأم درمان بنسب مختلفة، ولكن كانت فضائيتنا القومية والخرطوم في المقدمة لأنهما فقدتا نفراً عزيزاً من منسوبيهما.. واضطر هذا الأمر أخانا محمد حاتم سليمان ليلغي رحلته للصين، وظل مرابطاً ما بين مكتبه وغرفة التحكم واستقبال المعزين.. ونسأل الله الثواب. { برامج أيام العيد الثلاثة بدأ بثها بعد نهاية العطة، وظهر الجهد الكبير الذي بذل في إعدادها.. وطغت عليها برامج الذكريات واستضافة رجال الاعلام.. وعشنا الأيام الخوالي مع السادة البروف شمو وعلم الدين حامد ومحمد سليمان وإدمون منير ويسرية محمد الحسن وفتحية إبراهيم وفريد عبد الوهاب.. وكان من حظي أن شاركت في أحدها، مما فتح شهيتنا للمواصلة وتذكير جيل اليوم بما فعله جيل الأمس المؤسس، لاسيما أن الأسابيع والشهور المقبلة ستشهد احتفال التلفزيون بيوبيله الذهبي.