وصلتني هذه الرسالة من صديقي العزيز ودفعتي في الجامعة الأخ علي مصطفى حيث يقول: أخي إبراهيم السلام عليكم هموم المغترب كثيرة جدًا والموضوعات أكثر، الله يعينك على أرق وتعب الكتابة... فمثلاً علاقة السفارات والقنصليات السودانية واعني تحديدًا السعودية لسابق التجربة علاقة جباية وليست حلاً لمشكلات الرعايا السودانيين بهذه الدولة، فكثير من المشكلات تقف القنصليات مكتوفة الأيدي حيالها وما أكثرها خصوصاً فيما يتعلق بالعلاقة بين الكفيل والعامل حيث لا يجد العامل أي جهة تدافع عنه وتأخذ له حقه إذا ظُلم ومثل هذه الأشياء كثيرة في بلاد الغربة وفي غياب من يدافع عنك ويأخذ لك حقك تضيع الحقوق ويمكن أن تكون طلاقًا نهائيًا للغربة في ظروف صعبة خاصة أن كثيرًا من الناس باعوا ما لديهم من ممتلكات في سبيل تجهيز مصاريف السفر والإقامة... نتمنى أستاذي الفاضل أن تشير لهذه القضية الحيوية التي تعبر عن هموم ومشكلات المواطن السوداني في بلد المهجر. شكرًا لك أخي وحقيقة هذه تمثل أس المشكلات بالنسبة للمغترب خاصة فيما يتعلق بعلاقة الكفيل مع العامل أو الموظف حيث كثير من هؤلاء يفقدون حقوقهم ويهددون بالطرد بمجرد الاختلاف مع الكفيل. لذلك يفترض في السفارات أن تكون قريبة من رعاياها بالرغم من أن العقد الذي يوقع بين العامل والكفيل هو عقد شخصي ولكن هذا لا ينفي أن تساهم السفارة في حلحلة مشكلات رعاياها في تلك الدول حتى ولو بالاستشارة وكلنا نعلم أن للسفارات أدوارًا أخرى تؤديها في تلك الدول ولها همومها القومية إلا أن المواطن يظل دائمًا في حاجة لجهة رسمية تدعمه وتقف معه وتُشعره بوجودها حتى يطمئن ولا يشعر بأنه سيُظلم. وهناك الكثير من القصص المحزنة في هذا المجال سمعناها من أفواه أصحابها وسمعنا عنها من مقربين لنا تحكي عن مآسٍ يتعرض لها المغترب وإن كانت هذه القصص والحكاوي قليلة بالنسبة للسودانيين مقارنة بالجاليات الأخرى لأن السوداني كثيرًا ما يجد الاحترام والتقدير من الآخرين وهو مجدٌّ ومخلص في عمله حد التفاني.