ظل إنسان البطانة ولفترة ليست بالقصيرة يعاني الأمرين؛ فانعدام المياه في تلك المنطقة التي تعتبر من أكبر المناطق الرعوية في السودان والتي تتدافع عليها الماشية والرعاة من كل بقاع السودان الأمر الذي جعلها قبلة لكل الرعاة إلى جانب انعدام الخدمات الصحية وترديها داخل أروقة المنطقة إلى جانب انعدام المياه التي ظلت عقبة في طريق كل من يتولى مسؤولية إدارة المنطقة التنظيم للأراضي التي اكتشفت فيها المعادن الأمر الذي جعل من أهالي المنطقة والحكومة الاتجاه إلى الاستثمار الذي يعتبر أحد البدائل المطروحة فمشروع البطانة للتنمية الريفية أصبح نافذ المفعول منذ يوليو عام (2008) حيث استلم المشروع الإيداع الأول من مساهمة حكومة السودان في مايو ويوليو مبلغ (1,827,505) جنيه سوداني كما تم استلام إيداع الصندوق في نوفمبر (2008) مبلغ (1.300,000) يورو يغطي المشروع منطقة البطانة تلك البقعة التي تستقبل عددًا هائلاً من الماشية تقدر بحوالى (8,2) مليون رأس من الماشية حسب الإحصائيات الموجودة ويقطن هذه المنطقة أكثر من (800,000) نسمة ويرتبط ازدياد الماشية بمعدل هطول الأمطار خلال الأعوام الماضيه بل إن هناك غيابًا شبه تام للتنظيم للوصول لأراضي المراعي هو الذي أدى إلى التدهور الحاد للمناطق الرعوية بالبطانة، فالغاية من قيام هذا المشروع هي تحسين سبل الحياة المعيشية للأسر الريفية الفقيرة، والقدرة على مقاومة الجفاف وأهدافه الرئيسة هي إنشاء وسن إطار وقوانين تضمن الوصول المنظم إلى موارد الأرض والمياه في تلك البقعة، إلى جانب تحسين إمكانات وصول النساء والرجال وقدرتهم على المساومة في تسويق المواشي، وكان وفداً رفيع المستوى من بعثة الصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد) برئاسة الهولندية لوسي مارث قد وصل لولاية القضارف والتقى عددًا من المسؤولين في مقدمتهم والي القضارف ووزير الزراعة والغابات إلى جانب وزير الثروة الحيوانية والسمكية حيث بحثت سير المشروعات المشتركة المنفذة في منطقة البطانة لمجالات المياه والطرق والزراعة والثروة الحيوانية وأشاد الوفد بالعمل الكبير الذي يقدمه الصندوق والاهتمام بتنمية المرأة الريفية وتوعيتها وضرورة لعب دور إيجابي في المجتمعات للنهوض بإنسان تلك المنطقة الذي ما زال في حاجة إلى عمل وجهود إضافية للوصول للأهداف الإستراتيجية للمشروع، كما ثمن الوفد الجهود التي تبذلها الولاية في برامج الزراعة والثروة الحيوانية والتعدين، وطالب الوفد بضرورة توفير الأمن والكوادر البيطرية للقطيع من الحيوانات إلى جانب تنظيم أسواقها حتى تواكب الحداثة والعالمية، وقال راشد عبد العزيز مدير مشروع هيئة تنمية البطانة ل (الإنتباهة) إن هناك العديد من المشروعات الطموحة تم تنفيذها بنسب كبيرة وهي تشمل مشروعات تقوية التنظيمات المجتمعية والتي بلغ مجتمع المستهدفين فيها حوالى (420) مجتمعًا بنسبة (72%) إلى جانب المهارات الاجتماعية والإنتاجية.