جدّدت جمعية حماية المستهلك السودانية دعوتها للمواطنين لمقاطعة شراء اللحوم لإرغام التجار الجشعين على خفض أسعار السلعة التي تشهد ارتفاعاً جنونياً، حيث وصل سعر كيلو الضأن إلى «36» جنيهاً و«27» جنيهاً للعجالي و«19» جنيهاً للدواجن. والعودة إلى الإرادة الشعبية في حسم كثير من القضايا المرتبطة بمعيشة الناس يحسب لصالح جمعية حماية المستهلك وهي تعلن حملتها للدفع بمقاطعة اللحوم بعد ارتفاع أسعارها بصورة غير معقولة لا تتناسب مع واقع الحال ووفرة المواشي، وكغيرها من السلع التي يقف الجشع وراءها مع تساهل وتراخي السلطات عن وضع حد ولجم لهذا الانفلات الذي أضر أيما ضرر بمصالح الناس وأقواتهم.. ونرى في تفاعل الناس مع هذه الحملة دورًا مطلوبًا لإعادة القرار للعامة من أجل تصحيح كثير من التشوهات والاستغلال لأشياء هم أول المتضررين من تمريرها، وليعي كذلك أصحاب هذه السلع بأن للمواطن رأي في وضع نهاية للأمور التي تخص معيشته. الغالي متروك أعلن الأمين العام للجمعية دكتور ياسر ميرغني، عن بداية حملة شعبية لمقاطعة اللحوم تبدأ يوم الأحد القادم بجميع ولايات السودان وتستمر لمدة ثلاثة أيام، ودعا د. ياسر المواطنين وخاصة ربات البيوت إلى عدم شراء اللحوم في الثلاثة أيام دعماً للحملة التي قال إنها ستؤدي إلى خفض الأسعار وتعجيل تدخل الحكومة في معالجة فوضى الأسعار وتضع حداً للانفلات الذي تشهده الأسعار بالأسواق.. ولفت نظر الحكومة لغلاء الأسعار الذي أصبح غير محتمل والعمل على تمكين المستهلكين من معرفة حقوقهم وكيفية الدفاع عنها وكذلك ضرورة مقاطعة كل السلع الغالية التي يمكن الاستغناء عنها شعار الحملة «الغالي متروك» ونحن على ثقة كاملة بأن الحملة ناجحة والدليل على ذلك أن معظم المستهلكين قد قاطعوا اللحوم فعلاً بينهم الشريحة المستهدفة بالحملة هم القادرون على شرائها أردنا منهم الوقوف تضامنًا مع حملة «الغالي متروك». يقول المواطن شكر اللّه محمد تاج الدين «موظف» يجب تعميم الحملة ونحن كمواطنين نؤكد أن هناك ضروريات عديدة بديلة لهذه الأصناف كالبقوليات بأنواعها كبديل للحوم والصمغ العربي كبديل للبن لاحتوائه على مكونات مثل مكونات اللبن.. «وبعدين منو القال اللحوم مهمة في كل طبخة؟» البروتين موجود في غير اللحوم.. مطالبًا بمحاربة الغلاء في أسعار اللحوم. الحملة خطوة ستجر خطوات أخرى يقول الفاتح علي زبد البحر «صحفي» إن الدولة عندما لا تقوم بواجبها من أجل رفاهية وحماية شعبها وبيدها كل السلطات تصبح دولة فاشلة.. ومع كل الحديث عن المواطن وحقوقه وحرصها إعلاميًا على ذلك.. إلا أن الواقع يكذب ادعاءاتها؛ لأن الحكومة لم تعد تلك المؤسسة أو الأجهزة المنوط بها ضبط الدولة ودولاب أدائها كما هو متوقّع وذلك لدخول الكثير من مفاصلها في عمليات البيع والشراء والمضاربة والاحتكار عبر شركات خاصة أو استغلال لنفوذ ما غيب دولة القانون بهيبتها وصولجانها.. ومن جهة أخرى هنالك بدائل عديدة للحوم ولنتجه اتجاهًا آخر باللجوء إلى تربية الدواجن من دجاج وأرانب والاعتماد على البقول وفي ذلك تنويع في النظام الغذائي.. لهذا أرى في الحملة خطوة ستجر خطوات أخرى وليصبح شعارها نحن أغلى ومزيد من الضغط. أما الأستاذ محمد أحمد مدني «المحامي» فعبّر عن مساندته للحملة قائلاً: سعر اللحوم السودانية المصدرة إلى الخارج أرخص منها في السودان. يمكن لهذه الحملات أن يكون لها التأثير الفعال إذا تعاون الجميع الغني والفقير حيث إن الغلاء لا مبرّر له والسودان غني بثروته الحيوانية، وسعر اللحوم السودانية المصدرة إلى الخارج أرخص منها في السودان في مفارقة غريبة والأعجب والأغرب هو في عجز الحكومة في جهاتها المختلفة من إيقاف هذا العبث وهذه الفوضى التي لا يشعر المسؤولون بها مطلقًا وبالتعاون مع الحملة يرعوي هؤلاء ومصاصو دماء الغلابة وقد تحسن الدولة في تغيير سياستها لمحاربة الغلاء ومسؤوليتها عن المواطن. عائشة يوسف «خريجة» قالت يجب تعميم الحملة لكافة المنتجات لضمان نجاحها مشيرة إلى اتجاه البعض لمقاطعة اللحوم واستخدام البدائل كالعدس والفاصوليا والفول. وقالت «الأستاذة» سناء إن الجشع وعدم الرقابة الحكومية هما السبب في وصول سعر كيلو اللحم إلى 34 جنيهًا، وأكدت أن الاستغناء عنها أصبح ضروريًا داعية للجوء إلى الخضروات وغيرها ورأت أن أصحاب المواشي لهم أسبابهم التي يرون أنها منطقية ولكن أيضاً لنا أسبابنا المنطقية بأن هذه الأسعار غير مبررة واللحوم في دول الجوار أرخص من السودان ونحن من نقوم بتصديره. والجشع وعدم الرقابة الحكومية أصل المشكلة ونادت بحلول عاجلة والوقوف على التكلفة الحقيقية لأسعار اللحوم..