معوقات حقيقية تواجه تطور القطاع الزراعي بولاية كسلا على الرغم من أن ,ولاية كسلا تأتي في مقدمة الولايات الزراعية فقد خصها المولى عز وجل بمقومات زراعية مهولة فأنعم عليها بأراضٍ تعد من أخصب الأراضي الزراعية فقد ظلت كسلا تتمتع بسمعة منتوجاتها الزراعية الجيدة التي تغطي العديد من أسواق ولايات السودان بل وتسهم في دعم الصادرات الزراعية للبلاد... ولا تختلف مشكلات القطاع الزراعي بولاية كسلا عن سائر ما يواجه القطاع الزراعي بالبلاد من ضعف الاستثمار وعدم الاستغلال الأمثل للموارد والمقوِّمات الزراعية التي تزخر بها الولاية إضافة إلى عدم وجود خيال إبداعي خلاق للقائمين بأمر الزراعة بالولاية من جهات رسمية في رسم خطط واضحة المعالم لتطوير وترقية الزراعة بجانب عدم الاستفادة من التقانات الحديثة وتسخيرها لخدمة الزراعة الأمر الذي يؤدي بدوره إلى اتساع دائرة الفقر فالزراعة مصدر الأمن الغذائي الأمر الذي يوجب إرادة سياسية من قبل حكومة الولاية لتحقيق التنمية المستدامة وتوفير الاستقرار وحل كل المعوقات التي تواجه المزارعين وتنزيل برنامج النهضة على أرض الواقع والعمل على إيجاد البيئة المواتية للإنتاج وخلق بنيات تحتية بجانب أهمية رفع القدرات وتطوير قاعدة المنتجين في القطاع المروي والمطري ونقل البحث العلمي واستخدام التقانة.. ولعل هذه ذات القضايا التي طرحها الأستاذ محمد عثمان كرم الله رئيس اتحاد مزارعي الخضر والفاكهة بولاية كسلا في حديثه ل«الإنتباهة» حول هموم وقضايا المزارعين بولاية كسلا حيث أكد أن الاتحاد قدم ورقة متكاملة لتطوير القطاع البستاني للجنة الزارعة والري بالمجلس الوطني لدى زيارتها للولاية مؤخرًا وأشار فيها إلى إشكالية الكهرباء البستانية والكهرباء بصورة عامة والطرق بجانب حديثه عن أهمية التصنيع الغذائي وإيجاد معامل للشتول المحسنة وتطوير الأبحاث فضلاً عن إيجاد وسائل حديثة للتخزين بشقيه الجاف والبارد وانتقد كرم الله برامج النهضة الزراعية وتساءل أين النهضة الزراعية بولاية كسلا، وقال: لا وجود لها على أرض الواقع فليس هنالك جسم ولا هيكل ولا أشخاص مسؤولون يمكن الرجوع إليهم لإنفاذ برامج النهضة الزراعية فهي ليس لها مقر ولا نعرف شيئًا عنها الحديث لكرم الله وحول مشكلات التمويل أفاد رئيس الاتحاد أن برنامج الترميز والذي يشترطه البنك للأهميه إلا أن الأمر يستقر زمنًا طويلاً والإجراءات تأخذ فترة ويكون بذلك الموسم قد شارف على الانتهاء الأمر الذي يجعل المزارع يعرض عن التمويل برمته، وأضاف أن عدم المتابعة أوجد ظاهرة الكسر بين بعض المزارعين وعبر عن شكره لحكومة الولاية وصندوق إعمار الشرق في إدخال الكهرباء ومازلنا في انتظار تنفيذ المشروع، وأكد أن إشكالية التخزين أسهمت في رفع أسعار المنتجات الزراعية، وحول إشكالية الجازولين أوضح رئيس الاتحاد أن المزارعين مع الضوابط ويقفون ضد عمليات التهريب إلا أن توزيع الجازولين بتصاريح أضر بالقطاع الزراعي وقال: «لا نستطيع ان تنحدث بوضوح حول هذا الموضوع»، وأضاف أن التصاريح ليست حلاً. وأشار محمد الطاهر محسوس الأمين العام للاتحاد إلى إشكالية الآفات وحمل القائمين بالأمر مسؤولية انتشار مثل هذه الآفات مبينًا أن الآفة التي تواجه الزراعة حاليًا تُعرف ب«توته أبوسرتوته» فهي تصيب الطماطم والبطاطس والعديد من المنتجات الزراعية، وقال إن حكومة الولاية كونت لجنة لإبادة المنتجات المهربة إلا أن اللجنة لم تجتمع وذلك لتعنت إدارة مكافحة التهريب وذلك لأنهم ملتزمون بتحقيق ربط، وقال إن هنالك بعض المواد المهربة تأتي ويتم دفع تسوية ويُعاد إطلاق سراحها مما قد يؤدي إلى ظهور آفات غريبة «توته أبوسرتوته». كل هذا في الوقت الذي يؤكد فيه وزير الزراعة بولاية كسلا دعم وزارة الزراعة الاتحادية لولاية كسلا بمبلغ فاق المليار جنيه، وأن بالولاية أكثر من «2,5» مليون فدان مؤهلة للزراعة علمًا بأن الوزارة ظلت تحقق مدخولاً إيراديًا مقدرًا، وتفيد بعض المصادر المطلعة بوزارة الزراعة أن الوزارة تخصص مبالغ مقدرة لبرامج وقاية النباتات حيث بلغت جملة المبالغ المستلمة خلال النصف الأول ما يقارب «50000» جنيه فيما تشير ذات المصادر إلى قيمة ما تم رصده للنصف الأول في مجال مكافحة الآفات ما يقارب «30000» جنيه، وعلى الرغم من ذلك تظل تلك الجهود غير كافية للارتقاء بالقطاع الزراعي بولاية كسلا، فقد حاولنا أن نورد آراء وإفادات مسؤولي وزارة الزارعة إلا أنه تعذر ذلك نسبة لسفر الوزير وعدم رغبة المدير العام في ذلك فقد وقفنا في بابه طويلاً ولم يتسنَّ لنا لقاؤه ولا نلوم غير أنفسنا؟