في يونيو 5991م غيَّب الموت القيادي الشيوعي الدكتور عز الدين علي عامر. غيَّب الموت يوم الأربعاء 23 نوفمبر 2011م. القيادي الشيوعي التيجاني الطيب. كان والده المغفور له الطيب بابكر من ناشطي الحركة الوطنية. شيّع التيجاني الطيب من منزله بالحارة العاشرة بمدينة الثورة بأم درمان إلى مقابر البكري. توفي التيجاني الطيب عن (85) عاماً. كان التيجاني الطيب في حقبة التسعينات من قادة (التجمع الوطني المعارض). وقد حرص التيجاني الطيب في العاصمة الأريترية اسمرا، على حظر خصمه القائد الشيوعي المرحوم الخاتم عدلان من حضور أي اجتماع للتجمع الوطني. كلما وصل الخاتم عدلان أسمرا كان (ڤيتو) التيجاني الطيب بالمرصاد. كان الخاتم عدلان بأفكاره المستقلة عن (السلفية) الشيوعية، يرى أن من لم ينتمِ إلى الحزب الشيوعي في العشرين من عمره لا وجدان له، ومن لم يغادر الحزب الشيوعي في الأربعين من العمر لا عقل له. هذه مقولة شيوعي بريطاني. لذلك (أدّب) المرحوم التيجاني الطيب المرحوم الخاتم عدلان فأحسن تأديبه!. متوسط عمر السودانيين (57) عاماً. وقد توفي الخاتم عدلان في الخمسينات من العمر، بينما توفي التجاني الطيب عن (85) عاماً. ثمَّ غيَّب الموت القيادي الشيوعيّ محمد إبراهيم نقد في الثانية والثمانين من العمر، وذلك في 22/ مارس 2102م. كما توفي زعيم الحزب الشيوعي عبد الخالق محجوب في الأربعينات من عمره. بعد أن حكم عليه الرئيس جعفر نميري بالإعدام شنقاً. توفي السياسي الوطني مبارك بابكر زروق (مبارك زروق) في الخمسين من العمر. توفي الدكتور جعفر محمد علي بخيت عام 6791م في الأربعينات من العمر. وقد نعاه الرئيس جعفر نميري ووصفه ب (بصيرة ثورة مايو). كان جعفر محمد علي بخيت أحد الإسلاميين في الخمسينات، توفي المرحوم الإمام الصديق المهدي في منتصف الخمسينات من العمر. توفي الزعيم الوطني الإمام عبد الرحمن المهدي عام 1959م في الرابعة والسبعين من العمر، وقد كانت مرونته وطول نَفَسه في التعامل مع الإستعمار البريطاني تجربة حكيمة مبكرة سبقت تجارب (جومو كينياتا) في كينيا و(موغابي) في زيمبابوي (روديسيا الجنوبية) و(نيلسون مانديلا) في جنوب افريقيا. توفي الإمام الهادي المهدي في الأربعينات من العمر، بعد أن أطلقت عليه سلطة الرئيس نميري النار في الحدود السودانية الأثيوبية. توفي الرئيس والزعيم الوطني إسماعيل الأزهري في التاسعة والستين من العمر في أغسطس 1969م، بينما كان رهن الإعتقال. ومن الشعراء والأدباء توفي الشاعر التيجاني يوسف بشير في الخامسة والعشرين من العمر. وتوفي الأديب معاوية محمد نور في الثانية والثلاثين من العمر. وتوفي الشاعر إدريس جماع في الثامنة والخمسين من العمر. توفي رئيس الوزراء (الشاعر) محمد أحمد محجوب في الثامنة والستين من العمر. كان المحجوب صانع المصالحة التاريخية بين مصر والسعودية، بعد صراعهما المرير الدامي. تلك أكبر إنجازات المحجوب السياسية. كان السفير البريطاني في الخرطوم حينها يرى أن المحجوب متأثر بالأفكار اليسارية لصديقه (الشيوعي) أحمد سليمان المحامي. كشفت ذلك وثائق السفارة البريطانية التي تم الإفراج عنها. ولد المحجوب بالدويم في 17/ مايو 1908م وانتقل إلى رحمة الله في 22/ يونيو 1976م. توفي النابغة الدكتور التيجاني الماحي في التاسعة والخمسين من العمر. توفي وزير المالية والإقتصاد حمزة ميرغني حمزة في الأربعينات من العمر. هناك العديد من السياسيين السودانيين من الذين تجاوزوا اليوم السبعين والخامسة والسبعين والثمانين. لقد مدّ الله في آجالهم، عسى أن يصنعوا للسودان إنجازًا تاريخياً تحفظه الأجيال الجديدة. تلك الأجيال تأمل أن تتجلّى حكمة الآباء السياسيين في تقديم أنموذج في مسك الختام السياسي، يبقيهم خالدين في ذاكرة الوطن. فقد تجاوز الدكتور حسن الترابي (مواليد يونيو 1932م) الثمانين. السيد/ محمد عثمان الميرغني (مواليد 1934م) في التاسعة والسبعين. السيد/ الصادق المهدي (مواليد 1936م) في السادسة والسبعين. الدكتور منصور خالد (مواليد 1929م) في الثالتة والثمانين من العمر. الأجيال السودانية الجديدة تنتظر من آبائها السياسيين مثالاً في مسك الختام السياسي، مثالاً وطنياً في التقوى، مثالاً جديداً في الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والرّضى بالقليل والإستعداد ليوم الرحيل. أمدّ الله في أيامهم.