ظلت الخدمة الوطنية بالسودان تطور من برامجها عامًا بعد عام ففي السابق كان لا يُعرف عن الخدمة الوطنية غير الجانب العسكري البحت ولكن المراقب لهذه المؤسسة يجد أنها تغلغلت داخل المجتمع وتمكنت من تنفيذ مشروعات كانت ستكلف خزينة الدولة الكثير، ويرى مراقبون أن مؤسسة الخدمة الوطنية ظلت تقوم بدور كبير في السلم والحرب كما دلت التجارب على ذلك اضافة إلى رفد هذه المؤسسة مؤسسات أخرى بالكوادر لسد النقص في هذه المؤسسات، غير أن العديد من شرائح المجتمع ألقت باللائمة على المشرفين على بعض مشروعات الخدمة الوطنية خاصة مشروعي «التشجير ومحو الأمية» مشيرين في هذا الصدد إلى أن عملية التشجير من البرامج التي تبنتها هذه المؤسسة ونجحت مع وجود سلبيات تتمثل في عدم الاستمرارية والمتابعة للأشجار التي تم غرسها ليكون مصيرها الهلاك بالرغم مما يصرف عليها من أموال، أما فيما يتعلق بتعليم الكبار «محو الأمية» فيرى كثير من المتابعين أن مؤسسة الخدمة الوطنية استطاعت أن تقلل من نسبة الأمية الموجودة بالشمالية بينما يحتاج هذا المشروع للمزيد من الاهتمام خاصة ان القائمين بهذا الأمر من المنتسبين للخدمة الوطنية يحتاجون إلى المزيد من التدريب كما يحتاج المنهج إلى طريقة علمية فاعلة اضافة إلى أهمية متابعة الدارسين والتأكد من إجادتهم لما درسوه وتلقوه من دروس، من جانبه اقر منسق الخدمة الوطنية بالولاية الشمالية آدم سليمان بما ذهبت إليه هذه الآراء وأضاف «هذا صحيح لذلك هدفنا عبر هذا المؤتمر لتقييم مشروعات الخدمة الوطنية للوقوف على الايجابيات ومعالجة السلبيات مضيفًا انه خلال متابعتهم لهذه المشروعات أن هنالك إشكالية لذلك قمنا بدعوة كل المنفذين لهذه المشروعات بالمحليات وكذلك الملاحظين من بعيد وجهات الاختصاص وجهات الشراكة وكذلك الجهاز التنفيذي والتشريعي، واتضح لنا كذلك أن المجند الذي يؤدي الخدمة في مجال محو الأمية يحتاج لتدريب قبل التوزيع وكذلك الحاجة لتوفير البيئة للحد الأدنى التي تعين الدارس لأداء مهمته من حيث الأدوات والمنهج وكذلك المتابعة من الناحية الفنية والادارية، وكذلك مشروع التشجير الذي يحتاج إلى رعاية وتفعيل القوانين لحماية هذه الأشجار سواء كانت غرامات أو غيرها للذين يتلفون هذه الأشجار»، مشيرًا إلى أن الخدمة الوطنية أقامت قبل ذلك سبعه سمنارات بمحليات الولاية المختلفة وتم إفراد واحد من عناوين هذه المشروعات بكل محلية من المحليات كمشروع التشجير بمحليتي حلفا ومروي والذي حقق نجاحًا منقطع النظير عبر شراكه مع الغابات ووزارة التربية مشيرًا إلى أن المنسقية الآن بصدد القيام بحملات لإصحاح البيئة بعدد من محليات الولاية مضيفًا انه من خلال هذا التقييم اتضح أن هنالك تقدمًا ملحوظًا في مجال محو الأمية بالولاية كاشفًا عن خطة لزرع أكثر من «200» شجرة مثمرة عبر المجندات وهي أشجار ذات عائد اقتصادي مثل «الجاتروفا» وغيرها، ويرى والي الشمالية بالإنابة عثمان الشايقي أن هذه المؤسسة كانت تمثل هاجسًا وبعبعًا مخيفًا للشباب في الفترة السابقة وحاليًا أصبحت تشارك المجتمع في جميع مناشطه المختلفة موضحًا أن علامة نجاح أي مشروع أن يجد «القياس ثم التقييم ثم التقويم» وهذا ما تقوم به مؤسسة الخدمة الوطنية حاليًا موضحًا أن هذه الشراكات التي نوقشت في المؤتمر دليل على أن هذه المؤسسة تغلغلت داخل المجتمع، بينما يرى وزير الصحة بالشمالية حسن عطا السيد أن أكثر شراكات الخدمة الوطنية التي وجدت ارتياحًا من قبل المجتمع هي التي كانت مع وزاره الصحة خاصة ما قامت به تجاه المسح الشامل للسرطان بالشمالية والتي حققت عبرها أفضل النتائج إضافة إلى نجاح برامج إصحاح البيئة الذي نُفذ بنجاح منقطع النظير، بينما ترى وزيرة التربية الشمالية هويدا إبراهيم أن التنسيق الذي تم بين الوزارة ومنسقية الخدمة الوطنية أدى إلى نجاحات كبيرة خاصة فيما يتعلق بمشروع محو الأمية وتعليم الكبار إضافة إلى مشروع السجل الطبي للطلاب وهو من المشروعات المهمة لمعرفة السجل الطبي للطالب.