الله سبحانه وتعالى جعل سورة كاملة للنساء عدد آياتها «176» آية بيَّن فيها كل أمور النساء ثم جعل لهنّ كذلك سورة الطلاق والنور وسورة مريم فكل هذه السور تخص شؤون النساء لكن الكثيرين من الناس لا يفرقون بين المرأة والزوجة رغم أنهما يجتمعان في المعنى ويختلفان في المقصود والفرق بينهما في استدلال الحديث. وذكر القرآن الكريم اسم امرأت بالتاء المفتوحة وكل اسم امرأت مقرونة بزوجها وخاصة إذا كان أحدهما غير مؤمن فيستعمل لفظ امرأة وذكر كلمة أمرأة في القرآن في 7 مواضع في قوله في سورة آل عمران: «إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا» «35» سورة آل عمران ثم امرأة نوح في سورة التحريم وأمرأة لوط وأمرأة فرعون الآية 10 و11 التحريم، «وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا» «30» سورة يوسف، « قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ» «51» سورة يوسف، « اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ» «11» سورة التحريم. والمتأمل لكتاب الله يجد أن كونهن لسن أزواجًا لهم في الآخرة وإنما زواجهن في الدنيا فقط، ولأن التزويج من أمور الشرع ونهى الإسلام عن زواج المشركين ولأن الحياة الزوجية أساسها المجانسة والمشاكلة ولأن الله قطع المشاكلة بين الكفار والمؤمنين فهم لا يتوارثون ولا يتناكحون ولذلك ورد في آية المواريث لفظ الزوج ولم يذكر اسم امرأة وقد ورد لفظ الزوجة في حق امرأة زكريا عليه السلام في قوله تعالى: «فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ » «29» سورة الذاريات والدليل على ذلك كونها امرأتين إحداهما عاقر لا تلد والثانية كبيرة السن انقطعت عن الولادة وعمران عليه السلام كان قد مات قبل أن تلد زوجته السيدة مريم بدليل ما ورد في القرآن في قوله في الآية: «فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» «36» سورة آل عمران والدليل على وفاة عمران أن زوجته هي التي سمتها مريم والمعروف أن الأب هو الذي يسمي ابنته لأنها منسوبة إليه والدليل الثاني في قوله تعالى: «وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا» «37» سورة آل عمران ولو كان عمران حياً لما كفلها زكريا لأن الكفالة إلا لليتيم هاتان الآيتان تثبتان وفاة عمران قبل ولادة زوجته. والزوجة في القرآن هي المؤمنة المتجانسة ليسكن إليها وجعل بينهم مودة ورحمة ويرثون بعضهم وجعل لهم ذرية فهي الأم التي تنجب عكس المرأة العاقر وقد حث الإسلام على الزواج وتعظيمه في آيات بينات في كتابه الكريم في قوله تعالى في سورة النساء: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا» «1» سورة النساء وفي الآية من سورة النحل: «وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ» «72» سورة النحل، وفي قوله تعالى في سورة الشورى: «فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ» «11» سورة الشورى، وفي سورة الرعد قوله تعالى: «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ» «38» سورة الرعد، ومن أعظم النعم التي أنعمها الله على عبده أن جعل الزواج مودة ورحمة بين الناس وخلق منهم شعوبًا وروابط بين الأسر وجاء في قوله تعالى: «وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ» «21» سورة الروم، والله سبحانه وتعالى خلق الإنسان من تراب ونطفة ثم جعلهم بعد ذلك أزواجاً يرثون الأرض ويعمرونها وورد ذكره في سورة فاطر قوله تعالى: «وَاللَّهُ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ جَعَلَكُمْ أَزْوَاجًا وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلَا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِهِ وَمَا يُعَمَّرُ مِن مُّعَمَّرٍ وَلَا يُنقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ» «11» سورة فاطر، وكذلك بين الله خلق الزوجة من نفس واحدة في سورة الأعراف في قوله تعالى: «هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ» «189» سورة الأعراف، والله أمر آدم وزوجه أن يسكنا الجنة تكريماً لهما لكن ابليس اللعين وسوس لهما وأخرجهما من الجنة وأمرهم الله بالهبوط إلى الأرض أعداء بعضهم لبعض وجاء في قوله تعالى: «وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ» «35» سورة البقرة