هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته حضور طاغ: في نصوص القرآن الكريم هناك مكانة كبيرة لمريم العذراء، وحضوراً طاغياً لا يقارن بحضورها في أي موقع آخر، والقرآن الكريم تجنب أي حديث عن يوسف النجار بينما ذكر إسم مريم نحو 43 مرة، بينما لم تذكر في كتب العهد الجديد سوي 19 مرة، بل أن مريم العذراء تعد هي المرأة الوحيدة التي ذكرها القرآن الكريم بالإسم، بيما لم يذكر بقية النساء إلا وقد نسبن إلى أزواجهن، مثل امرأة عمرأن، وامرأة لوط، وامرأة فرعون، أو نسبت المرأة إلى ما أشتهرت به مثل ملكة سبأ. ويمكن رسم صورة لأحاديث القرآن الكريم عن مريم العذراء هكذا: 1. من أسرة منتقاة: والله هو الذي إنتقاها أو إصطفاها، فهي من أسرة عمران، أي أنها سليلة أسرة نبوية محترمة، جاءت بالأنبياء العظام مثل موسي وهارون، والله العظيم هو الذي يختار الناس لأعظم المواقع: (إِنَّ اللّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ) آل عمران33. ولأن مريم من أٍسرة منتقاة فهي أشرف وأنبل نساء الأرض قاطبة وهذا ما جاء في سورة آل عمران: (إِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ) آل عمران42. وعندما يكرر القرآن أن الله أصطفاها وأصطفاها إنما يؤكد مكانتها العظيمة عند الله. 2. فضائل مريم: ويذكر القرآن الكريم فضائل مريم العذراء فهي نموذج للتقوي والصلاح: (يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ) آل عمران43. وهي نموذج للطاعة لله وتصديق كلامه وهي بهذا حظيت بلقب من ألقاب التشريف الخاصة بالأنبياء وهي صَدَّيقَة وإبنها صَدَّيقَ بالشدة على الدال: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ الله شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ * وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ) التحريم 10-12. (مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلاَنِ الطَّعَامَ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ) المائدة75. (اذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقاً نَّبِيّاً) مريم 56. 3. مريم ضد الحظية: ويذكر القرآن الكريم أن أم مريم العذراء والتي لم يذكرها باسمها، طلبت من الله أن يحصن مريم ضد الشيطان ضد الخطية: (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَالله أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) آل عمران36. وتاتي الأحاديث الشريفة لتؤكد هذا عندما تقول: ما من إنسان يولد إلا ويمسه الشيطان فيستهل صارخاً إلا مريم وإبنها، أو إلا عيسي وأمه، ومن المعروف أن هذه الصرخة للطفل والتي لها أكثر من معني إنما توضح سلطان الشيطان على الناس، ولكن هذا الشيطان إنهزم أمام السيد المسيح في التجربة على الجبل. 4. دفاع عن مريم: ودافع القرآن الكريم عن البهتان الغليظ العظيم ضد مريم، حيث حاول اليهود تلطيخ سمعة مريم في ميثاقهم وكفرهم بآيات الله: (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً * وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَاناً عَظِيماً) النساء 155-156. وبينما حاول اليهود الإنتفاض من مكانة السيد المسيح بالحط من قيمة أمه، فأن القرآن الكريم دافع دفاع الشرفاء عن أم الشرف الكبير. / ع سودانويات هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته