ومن مهام الحركة الإسلامية العاجلة يا أخي الزبير بل من أوجب الواجبات اليوم أن تعمل الحركة الإسلامية وتبذل قصارى جهدها لتوحيد أهل القبلة على كلمة سواء. إن ما يحدث أيام الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بين الفئات الإسلامية لأمرٌ محزن لا بد من سبيل لإيقاف هذا التفتت في جسم الإسلام والتصدع في بنيانه، لا بد من عقلاء يستعملون الأسلوب الرشيد لجمع الشتات ولمّ الشمل وتأصيل بذور الوحدة وطرح حشف الفرقة ودفن الشقاق. هل كُتب علينا أن يختلف زعماؤنا اختلافًا لا اجتماع بعده وأن تتعدد جماعاتهم تعددًا مخيفًا يقوي أعداءنا الذين ينشطون في تجمعهم حول باطلهم؟ الأمر جد خطير ويحتاج إلى تفكير وتدبير والتعامي عنه نوع من الجهل المرير. المشكلة الرئيسة التي تتفرع منها المشكلات أن كل جماعة تعتبر نفسها صاحبة الحق الوحيد في الوجود على مسرح الحياة الإسلامية. أصيب قوم بداء العجب وأصبحوا يرون أنفسهم أوصياء على المجتمع الإسلامي وأنهم وحدهم أهل السنة وأهل الفهم الصحيح للعقيدة الإسلامية ولهم وحدهم حق الوجود أما القوم الآخرون فيرون أنهم هم الذين جاءوا بالإسلام الى السودان وأنهم هم الذين حفظوا الدين من الاندثار وأنهم هم الذين احتضنوا الحاكم الرئيس جعفر نميري ودفعوه إلى إعلان الشريعة في ليلة واحدة بجهود علمائهم فكانت الشريعة التي تظلل البلاد الى اليوم فهم يشعرون باستعلاء ثقافي ووجود جماهيري. إن لهذا الصراع المحموم إفرازات سالبة وخطيرة على المجتمع في كل الميادين، ميادين الفكر والتربية والاجتماع والسياسة، إن هذا السلوك من الفرق المختلفة أفرز خلق التعصب المذهبي الذميم مما أضاع الصومال كدولة وكانت قوية حتى في عهد الشيوعي بري فلما هلك أطلت على البلاد النعرات القبلية والمذهبية مع أن السكان مسلمون «100%» إن مثل هذه الخلافات التي نعيشها نحن صيرتها إلى دولة مفتتة لا تقوى على شيء. أيام اغترابنا في دولة الكويت نشرت صحيفة القبس رواية بتاريخ «22» «12» «1984م»: لن تنجح دعاة العقائد الإسلامية أومؤيدو القومية العربية في توحيد المنطقة أوحتى الجزء الأكبر منها ولذا سيستمرون في استغلال وإثارة الخلافات التاريخية بين مصر وبلاد الشام وبين فروع العقيدة الإسلامية وبين الآيدلوجيات السياسية». إن أكبر خدمة مجانية نقدمها لإعداء الإسلام والمسلمين هي هذه الخلافات فهم يستغلون الفرقة بيننا بل يخططون لذلك باعتباره ركيزة من ركائز التدخل في شؤون المسلمين عامة والعرب خاصة ألا ترون كيف استغلوا الفرصة التي أعطيناهم إياها في مالي والصومال. ألم تستدع الشيعة الحلف الصليبي الصهيوني لاحتلال العراق؟ إذن يا عقلاء المسلمين ويا قيادييهم لا ترفضوا التقارب والتواصل والتفاهم، فوِّتوا الفرصة على أعداء المسلمين الحقيقيين وقوموا لله قانتين.