المهندس محمد صلاح من مواليد الخرطوم نمرة «2»، درس المراحل الاولية والمتوسطة والثانوي بالمملكة العربية السعودية، وتخرّج في جامعة السودان كلية الهندسة قسم الكهرباء، وعمل بشركة تابعة لبترول الجنوب، كما عمل في شركة مقاولات هندسية في مجال الكهرباء، ومن ثم سافر الي سلطنة عمان من اجل تحسين الاوضاع، ولم يمكث بها كثيراً واتخذ مساره الى المملكة العربية السعودية، «نافذة مهاجر» التقت به وخرجت بالحصيلة الآتية: ٭ بداية ما هي دوافع هجرتك؟ الدوافع كثيرة منها ضعف المرتبات وعدم وجود فرص عمل بالنسبة لخريجي دراسة الهندسة وخاصة هندسة الكهرباء، فاتخذت قراري بالسفر الى سلطنة عمان وعملت في مجال تخصصي الدراسي بالعاصمة مسقط لمدة عامين، ثم سافرت الى المملكة العربية السعودية الرياض وعملت في نفس المجال حتى الآن. ٭ هل وضعت سقفاً زمنياً معيناً للغربة؟ سنوات هجرتي لم تتجاوز خمس سنوات، وذلك نسبة لارتباط السوداني بالبلد والاسرة، وبعد الزواج يحرص على ان يربي اولاده في السودان، وان وجد استثماراً جيداً في بلده يستفيد منه ويفيد بلده رداً لجميلها. ٭ ما هي المشكلات التي تواجهكم بوصفكم مهندسين في دول الاغتراب؟ دول الاغتراب تتميز بالتطور في التقنيات، والدراسة غير كافية لممارسة العمل، مما يجعلنا نخضع الي التدريب بمهارات متقدمة ايضاً، اضافة الى ذلك هنالك بعض الاجراءات العقيمة التي توجد في التعامل في السعودية. ٭ كيف تصف علاقتكم باصحاب العمل؟ علاقة السودانيين باصحاب العمل علاقة جيدة جداً، فمنذ الهجرة الاولى للسودانيين الاوائل وضعوا بصمة واضحة في تاريخ المملكة العربية السعودية، ويتبادل الشعبان الاحترام والتقدير ويتواصلان في الاتراح والافراح، فالشعب السعودي يحب ان يشارك السودانيين في الجلسات العربية لتناول القهوة في المزارع والبوادي. ٭ كيف تقيّم أداء جهاز المغتربين؟ يقدم الجهاز خدمات جيدة، والضرائب التي تؤخد تتمثل في اسهامات وضريبة للوطن من اجل دفع الاقتصاد السوداني، ولكن لا يوجد نظام لتسهيل الاجراءات. ٭ كيف تقيم عمل الروابط هناك؟ عمل الروابط والعلاقات الحميمية تؤدي الى تقوية العلاقات مع بعضها البعض، وهذا بشهادة الاجناس المختلفة، واصبحت حديث المجالس في وصف قوة الترابط وعلاقة المغتربين السودانيين مع بعضهم البعض في المملكة، وعلى سبيل المثال عند قدوم مغترب تقوم الرابطة بتسهيل أموره من مسكن وإعاشة حتى يستقر. ٭ كيف تقيم تجربة الاغتراب؟ التجربة لم تكن كافيه لتقيم، ولكن الفرد منا عرف قيمة الزمن ، ففي السودان يذهب الزمن من غير استغلاله في الاعمال المفيدة، ولكن تقييمها يتضح في سرعة انجازنا لاكبر قدر من الاعمال، وايضاً يكتسب الفرد بعض الخبرات والتجارب وتحسين الوضع المالي. ٭ ماذا أضافت لك الغربة وماذا اخذت منك؟ بالتأكيد الغربة اضافت لي الكثير، مثل تحسين الوضع المادي، فالعائد المادي جيد، واكتساب الخبرات والتدريب والتأهيل في المجال، بالاضافة الى وجود حياة كريمة. ولكنها في ذات الوقت اخذت مني الكثير على سبيل المثال البعد عن الاهل والوطن الذي افقدته الكثير من الكوادر المؤهلة التي تقدم خدمات البلد في اشد الحاجة اليها، وتستفيد منها دولة أخرى، كذلك أفقدته الايدي العاملة المنتجة. ٭ كيف ترى الوضع الراهن في السودان؟ وضع سيئ ولم تتوفر فيه فرص العمل وغلاء المعيشة وتدني الخدمات التي تتمثل في الصحة والتعليم، وهي من اهم اسباب الهجرة والاغتراب.