قال تقرير نشره موقع «توبكس» الإلكتروني أمس تحت عنوان«قطاع الشمال.. الحسابات الخاطئة» إن متمردي الحركة الشعبية قطاع الشمال قد ارتكبوا خطأ فادحاً بالهجوم الأخير على مدن ولاية جنوب كردفان، في الوقت الذي تقوم فيه الحكومة السودانية بمفاوضتهم. وأشار التقرير إلى الهجوم الذي قام به القطاع ضد مدينة كادوقلي حيث تم ضرب المدينة باستخدام مدافع الكاتوشيا، في الوقت الذي كان فيه الرئيس السوداني عمر البشير يزور جوبا لمعالجة القضايا العالقة بين البلدين مع رئيس دولة الجنوب سلفا كير ميارديت. وبحسب التقرير فإن قطاع الشمال أراد من الهجوم الذي نفذه باستخدام مدافع الكاتوشيا التي تشبه الألعاب النارية، لفت الانتباه والتعبير عن عدم الرضا بشأن تطبيع العلاقات بين السودان ودولة الجنوب، أو أنه أراد أن يظهر لحكومة الخرطوم مقدرته العسكرية قبل الجلوس على طاولة المفاوضات، وهو تكنيك ورثه القطاع عن أبيه الروحي الراحل الدكتور جون قرنق دي مبيور، حيث اعتاد قرنق على مهاجمة المدن قبل الدخول في جولة مفاوضات. ومما لا شك فيه أن قطاع الشمال سيكون قد ارتكب خطأ فادحاً حال قارن نفسه بالحركة الشعبية إبان فترة قيادة قرنق لها، لجملة أسباب أهمها أن قطاع الشمال لم يعد يشكل تهديداً لنظام الخرطوم، حيث أنه يمر بظروف بائسة للغاية، كما أن الخرطوم غاضبة من جوبا بسبب الدعم المادي والعسكري واللوجستي للقطاع، فضلاً عن مده بالرجال والمساعدات الخارجية، حيث رصد الجيش السوداني عدداً من المقاتلين الأجانب وسط قوات قطاع الشمال تم استجلابهم بواسطة منظمات أمريكية وإسرائيلية للإسراع بحسم المعركة في منطقة النيل الأزرق، ولسوء حظ القطاع فإن الوضع قد اختلف كثيراً بعد التوقيع على اتفاقية التعاون المشترك التي تمخض عنها إنشاء منطقة عازلة منزوعة السلاح بطول «200» كيلو متر يتم مراقبتها بواسطة خبراء محللين وأجانب، فضلاً عن بدء تدفق النفط الجنوبي عبر الأنابيب السودانية وزيارة قريبة متوقعة للرئيس سلفا كير للخرطوم لاستئناف المفاوضات التي بدأت بجوبا. ويمضي التقرير قائلاً: في العام 2007 تبنت أريتريا المفاوضات بين الحكومة السودانية وجبهة شرق السودان التي أسفرت عن إنهاء الصراع على طول الشريط الحدودي السوداني الأريتري، وبنفس السياسة عرض الرئيس سلفا كير على الحكومة السودانية التوسط بينها وقطاع الشمال لقناعته أن القطاع دون دعم جوبا يساوي صفراً كبيراً، فضلاً عن أهمية السلام للمناطق الحدودية من حيث التجارة والتداخل الرعوي السلمي بين القبائل. ويرى التقرير أن قطاع الشمال بعد فقدان دعم جوبا أصبح يشبه إلى حد بعيد حركة العدل والمساواة بعد فقدان الدعم التشادي، حيث تحولت إلى حركة مفككة تنقصها الهوية والهدف المشتركين، كما أن القطاع لا يمكنه إلقاء اللوم على جوبا بسبب تطبيعها لعلاقاتها مع الخرطوم أو إلقائها السلاح بين عشية وضحاها من أجل التطور الإيجابي للعلاقات بين البلدين الجارين والشقيقين.