مثل الدفاع الشعبي منذ تأسيسه قبل اثنين وعشرين عاماً قوة إسناد رئيسة للقوات المسلحة، حيث أنه تشكل من قاعدة الحركة الإسلامية خاصة الشبابية والطلابية التي كانت بمثابة الرافد الطليعي الذي لازم نداءها الأول بجانب الوطنيين الذي التفوا حول تجربة الإنقاذ منذ عام 1989م، واكتسبت قوات الدفاع الشعبي زخماً كبيراً أثناء فترة الحرب في الجنوب، حيث اشتهر عبر متحركات صيف العبور ومسك الختام تتقدمها كتائب الإسناد الخاصة التي تعتبر العمود الفقري للقوة الشعبية المساندة للجيش في عملياته العسكرية، غير أن هناك من يرى أن الدفاع الشعبي قد فقد كثيراً من رصيده خلال الفترة التي تلت تحولات السلام على عكس ما كانت التجربة في بدايتها الأولى، حيث أننا نجد أن الدفاع الشعبي لعب دوراً بارزاً في آخر معركة بين الحركة الشعبية الحاكمة في دولة الجنوب والحكومة في مدينة «توريت»، وكذلك أيضاً مثل أولوية أساسية استندت إليها تجربة الاسلاميين باعتبارها عنصراً مهماً في الدفاع والمرابطة، والملاحظ أن الدفاع الشعبي في فترة العشرية الأولى من الانقاذ له رصيد مقدر تعاظم خلال الفترة التي تلتها، تمثل في تضحيات الطلاب والشباب. والمتتبع لمسيرة الدفاع الشعبي في السودان يلاحظ أنه دائماً متجاوب مع صد أي عدوان على السودان دوماً، وقد وجدت أصداء الحرب التي شنتها الحركة الشعبية وفلول قطاع الشمال على أم روابة اهتماماً كبيراً وتتابعاً مثمراً، ولكن نلاحظ غياب الدور الذي كان يقوم به الدفاع الشعبي في السابق من انتصارات وشعارات وطنية وحماسية. وفي هذا الصدد يقول منسق الإعلام بالدفاع الشعبي معز عباس: أولاً الدفاع الشعبي موجود وكتائبنا الآن في أية منطقة في السودان مع كتائب الجيش في مطاردة المتمردين، مضيفاً أنه عندما جاء نبأ الهجوم على مدينة أم روابة تم تحريك كتائب لحماية المواطنين بجانب القوات المسلحة، ونحن الآن نعمل ميدانياً وليس إعلامياً، وأثرنا الحقيقي تمت مشاهدته من حرب الجنوب حتى هجليج الأخيرة، وهذه هي شيمة المجاهدين عندما يتعرض الوطن إلى محنة فإنهم يكونون دائماً في المقدمة، مبيناً أن قوات الدفاع الشعبي الآن تطارد العدو خارج المدينة (أم روابة). وأضاف المعز أن التعليمات تأتي من القيادة العسكرية «من وزير الدفاع». وأضاف قائلاً: إن الإعلام لا يسند القوات المسلحة إلا من خلال وجوده في الميدان، مشيراً إلى عدم وجود صحافيين مع الجيش لعكس ما يحدث، ويمضي المعز قائلاً: لابد أن يكون الإعلام رأس الرمح في المعركة، لأن المعركة جزء منها حرب إعلامية، ولا بد أن تقوم الصحافة برفع الروح المعنوية للقوات المسلحة والمجاهدين وإزاحة الشائعات السالبة التي يروج لها أعداء الوطن وأعداء القوات المسلحة، وسوف يظل الدفاع الشعبي سنداً قوياً للقوات المسلحة. وأكد المعز قائلاً: عندما جاء النداء من قائد القوات المسلحة تم تحريك قوات المجاهدين نحو العمليات، وهذا بتكليف من أمير المجاهدين بالسودان المنسق العام للدفاع الشعبي عبد الله الجيلي، حيث أنه وجه بالتدريب المتقدم لكل المجاهدين في كل ولايات السودان لردع المتربصين والمتمردين أعداء الوطن، حيث أكد جاهزية الدفاع الشعبي لمطاردة فلول ما تُسمى الجبهة الثورية والحركة الشعبية التي اعتدت على المواطنين في أم روابة وأبو كرشولا وغيرها من المناطق الآمنة حتى تعود التنمية والازدهار. وأكد المعز أن التدريب المتقدم مفتوح والمعسكرات الآن تعج بالمجاهدين المخلصين، وكثير من الطلاب والعاملين لبوا النداء متطوعين منذ نشأة الدفاع الشعبي وحتى الآن، وشعارهم «جهاد، نصر، شهادة». أما منسق الولاية الشمالية مدثر ميرغني فقد قال إن الدفاع الشعبي موجود في أي موقع في المؤسسات الحكومية والمزارع والخدمة المدنية، مضيفاً أن الدفاع الشعبي مؤسسة طوعية ومرابط في الصفوف الأساسية مع القوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى. وأكد مدثر وجود قطاع المرأة في المجالات المختلفة ومساهمتها في زاد المجاهد وكساء العائد وكل الأعمال التي تناسب طبيعتها وتكوينها، مبيناً أن الولاية الشمالية قامت بتجهيز كتائب بالمدن والمحليات لحماية الولاية، وأن اللجنة العليا للتعبئة والاستنفار بالولاية برعاية الوالي عقدت اجتماعاً من أهم مخرجاته فتح معسكرات الدفاع الشعبي وتدريب المواطنين تدريباً عسكرياً وحمل السلاح واستنفار الجهد الشعبي والرسمي وتسيير قوافل الدعم والزاد ورفع الحس الأمني للمواطنين وتنويرهم بما يدور في الساحة وتفعيل دور الخلاوى والمساجد للدعاء والتضرع لله، مشيراً إلى أنهم في حالة استنفار كبير بمحلية «الدبة» وغداً في محلية «البرقيق» في نفس المنشط، وقد نفذوا برنامج رماية للمجاهدين للكتيبة الإستراتييجية بالولاية.