سكك حديد السودان منذ السبعينيات ظلت تعاني تهالك البنى التحتية وتدهور الورش والوابورات الساحبة لعدم توفر الصيانة والتأهيل وأصبحت منسية في ظل وسائل النقل الأخرى والآن تبحث عن مخرج من نفقها المظلم، كما أن الحصار الاقتصادي الذي استهدفها كإحدى أهم ركائز الاقتصاد والنماء الأمر الذي أضعف من إرادتها في جلب قطع الغيار بالرغم من قرارات الحكومة المتواصلة وميزانيتها التي ظلت تقدمها لهذا القطاع الحيوي حيث شكلت لجنة لتطوير النقل الحديدي ورفعت هذه اللجان توصياتها بأن السكة حديد طالها تدهوراً مريعاً وقد تم بيع جزء من أصولها في وقت تقدمت فيه الجهات المختصة بوضع خطة تستهدف تأهيل الخطوط وتأهيل القوة الساحبة والناقلة والكادر البشري العامل وتمثلت مخرجاتها بخطة إسعافية في استجلاب وابورات جديدة للبضاعة من الصين إلا أن الأمر لا يزال يحتاج إلى الكثير من المعالجات والخطط والبرامج الإسعافية العاجلة والمستقبلية حيث كانت السكة حديد تشكل الناقل الإستراتيجي في نقل الأغذية والوقود والسلع والصادرات من الميناء إلى أقصى الغرب والجنوب، وتسعى هيئة السكة حديد عبر القطاع الخاص للدخول في تطويرها عبر «7» شركات تعمل في هذا المجال بهدف التشغيل والصيانة على أن تحتفظ الدولة بالبنى التحتية ولعل هذه مؤشرات جيدة للنهوض بقطاع النقل الحديدي الذي يساهم بصورة كبيرة في اقتصاد البلاد وهذا ما أكده وكيل وزارة النقل السابق مهندس/ مالك منير في حديثه ل (الإنتباهة) أمس أن السكة حديد هي الوسيلة الأولى في بلد واسع ومترامي الأطراف وتعتبر ذات أهمية اقتصادية وإستراتيجية بالدرجة الأولى مشيراً إلى أن التطوير الذي تسعى إليه الدولة سيكون بمثابة حل لكافة مشكلات قطاع النقل وبالتالي أن تطويرها يساهم بنقل عدد كبير من المواطنين بجانب نقل البضائع بأسعار أرخص كما أن هنالك اتجاهاً عالمياً للربط بين الدول عن طريق السكة حديد ولمواكبة ذلك التطور دعا مالك إلى ضرورة حل كافة المشكلات داخلياً حتى يتم ربط السكة حديد مع دول الجوار، وأشار إلى أن تصريحات المدير الحالي تؤكد أن هنالك مجهودات مقدرة ولكنه عاد ليقول إن عقبة التمويل تظل هاجساً يؤرق الدولة والقطاع لافتاً إلى أن القطاع في السبعينيات كان أقوى شبكات السكة حديد وكانت حصيلة النقل تفوق 5 ملايين طن، ولكن سرعان ما تراجع في السنوات الأخيرة الماضية وكثير من الخطوط الآن غير عاملة منها خط «سنار، القضارف، كسلا، سنار والدمازين» مؤكدًا أن بقية الشبكة تعمل ولكن بكفاءة أقل موضحاً أن المساعي التي تجري الآن ستؤدي إلى تأهيلها وإعادتها سيرتها الأولى ولكن رهن ذلك بإيجاد بدائل للتمويل، وفي ذات الاتجاه كشف مدير عام السكة حديد مهندس/ مكاوي في تصريحات صحفية أن قطاع السكة حديد يشهد تطوراً ملحوظاً في الفترة القادمة بعد رفع التقرير النهائي خلال أسبوعين للمجلس الوطني لإجازته النهائية وبالتالي ستكون السكة حديد دخلت في تاريخ جديد لافتاً إلى اتجاه لتطوير القطاع في إطار البرنامج المؤسسي وبالتالي ستعمل الهيئة على توفير من 3 4 آلاف وظيفة للخريجين والفنيين خلال ثلاثة أعوام مقبلة موضحاً أن الخطة تهدف عبر بروتكول سوداني تشادي أن يكون ميناء بورتسودان جاذباً لحركة السلع من تشاد وإليها وبموجب ذلك البروتكول قامت هيئة الموانئ البحرية بتخفيض خدمات الرصيف للتشاديين بنسبة (91)% على أن تدفع تشاد (9) من قيمة الخدمات في وقت أعلنت فية الهيئة عن تخفيض نقل الواردات من بورتسودان نحو تشاد بنسبة (30) والصادر بنسبة (70)% ومن جهتها منحت الجهات المختصة بتشاد كافة الأسواق الحرة موقعاً بمساحة (3) أمتار بالميناء إضافة إلى منحها مواقع في نيالا والجنينة حسب الحاجة وبمساحات تصل إلى (50) ألف متر مربع.