شهدت العلاقات السودانية الإريترية تحسنًا ملحوظًا في الآونة الأخيرة بشكل ينبئ عن قرب التطبيع الكامل عقب أن افتتح الرئيس عمر البشير والرئيس الإريتري أسياس أفورقي أمس مهرجان السياحة والتسوق السابع «أتانينا 7» بولاية البحر الأحمر، بجانب عدد من المشروعات الاقتصادية والتنموية والخدمية بمدينة بور تسودان في مستهل زيارتهما لولاية البحر الأحمر التي تستمر لعدة أيام، وافتتح الرئيسان طريق «بورتسودان تلوم» بطول «19» كيلومترًا، بتمويل من حكومة الولاية بلغ «15» مليون جنيه، ومشروع «تمليك التاكسي» لعدد من المواطنين لزيادة دخولهم. وتفقد الرئيسان، يرافقهما والي البحر الأحمر محمد طاهر إيلا، مؤسسة «الكفالة المجتمعية» ودشَّنا مشروعًا اقتصاديًا لتمليك «وسائل الإنتاج» بتكلفة «3» ملايين جنيه و«450» ألف جنيه. وقام الرئيس البشير، بتوزيع نماذج من وسائل الإنتاج لعدد من المستهدفين والمشروعات، شملت تمليك قوارب الصيد، والإبل، ومواقع لنقل البضائع، وأجهزة مساعدة للمعاقين حركيًا. خلال الاحتفال الذي أُقيم مساء أمس في مدينة بوتسودان، أكد الرئيس عمر البشير أن الحدود بين السودان وإريتريا لن تكون عائقًا للتواصل بين الشعبين، مشيرًا إلى أنها لن تكون إلا حدود سلام وقوة وتبادل منافع بين البلدين. وقال البشير لدى افتتاحه مهرجان السياحة والتسوق إن السودان وإريتريا تجاوزا كل مؤامرات المستعمرين الذين حاولوا زرع الفتن، وقال لهم «خسئتم». وأكد البشير أن الإنقاذ جاءت لإنقاذ الضعفاء لافتًا إلى أن ولاية البحر الأحمر كانت تعاني من الفقر والجهل والمرض، إلا أنه أشار إلى أنها اليوم أصبحت قبلة سياحية لكل أهل السودان والعالم. وبشَّر أهل الولاية بأن العام القادم سيكون عام حل مشكلة مياه الشرب في البحر الأحمر. من ناحيته شكر الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي السودان لمواقفه الداعمة، وأكد أن العلاقة بين البلدين ستظل راسخة، من خلال التبادل التجاري بين شعبي البلدين. بدوره أكد وزير السياحة والآثار والحياة البرية المهندس محمد عبد الكريم الهد أن السياحة في السودان يمكن أن تتحول إلى مورد اقتصادي استثماري لما يتمتع به من موارد طبيعية. وقال إن السياحة يمكن أن تلعب دورًا هامًا فى دعم الاقتصاد الوطني، مشيدًا بمجهودات حكومة ولاية البحر الأحمر في إبراز الوجه الحضاري والثقافي والسياحي للسودان وفي خلق نشاط اقتصادي من عائدات السياحة وخاصة أن السودان بلد آمن ومستقر، وكشف وزير السياحة أن الفترة القادمة ستشهد انطلاق العديد من المهرجانات في جميع ولايات السودان، حيث يشهد يناير القادم معرض السودان العالمي الثاني للسفر والسياحة والتسوق، ومهرجان الهجن الأول العالمي في السودان ومهرجانات النيل والبركل. ويبقى القول إن تحسين إريتريا لعلاقاتها مع السودان يعد أمرًا مهمًا خلال المرحلة الراهنة، وإن مدينة بوتسودان أصبحت هي نقطة الانطلاق الحقيقية للدبلوماسية الجديدة التي تجمع البلدين.