عقد بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم في الأسبوع الماضي في الفترة من «23-24» محرم 1435ه الموافق «27-28» نوفمبر 2013م مؤتمر «الفتوى واستشراف والمستقبل».. وهو مؤتمر عالمي كبير شارك فيه باحثون من ثلاث عشرة دولة هي «السعودية والبحرين واليمن والأردن وفلسطين ولبنان ومصر والسودان والجزائر والمغرب ونيجيريا وماليزيا وأستراليا».. وبلغت أبحاث المؤتمر «94» بحثاً تنوعت في مجالات الفتوى وتكاملت الموضوعات لتغطي أبرز الجوانب، فأبحاث في مفهوم الفتوى وأخرى في مناهجها وفي تعارض الفتوى وفي الاحتياط في الفتوى وفتاوى الفضائيات والفتاوى الشاذة وفتاوى الأقليات المسلمة والفتوى في العقيدة والفتوى في السياسة الشرعية والفتوى في المسائل الطبية والقضايا الطبية المعاصرة وفي المعاملات المالية، كما اشتملت الأبحاث على المفتي وما يجب أن يتوافر فيه، والكفايات التي يجب تحققها فيه، والبناء العلمي للمفتي، وألقت الأبحاث الضوء على دور الكليات الشرعية في بناء المفتي واستعرضت تجارب بعض الجهات، وفي بعض الأبحاث تناولت قضايا الفتوى الجماعية والمؤسسية وما يعرف بمجامع الفتوى في زماننا المعاصر، وقُدّمت أبحاث فيها ضوابط الفتوى، وكان من الأبحاث ما فيه تقييم لمواقع الفتوى وغير ذلك مما تضمنه أبحاث هذا المؤتمر الكبير. وقد طبعت أبحاث المؤتمر في خمسة مجلدات، ووضعت في قرص صلب ليسهل تداولها بين الباحثين وطلاب العلم والجهات ذات الصلة. ولا يخفى أهمية موضوع الفتوى لا سيما في زماننا المعاصر حيث تصدر كثيرون ممن ليسوا هم على علم يؤهلهم لذلك ساعدهم في ذلك كثرة وسائل الإعلام ويسر وسائط النشر من منتديات وقنوات فضائية وغيرها، ووقع كثير من عامة الناس في اضطراب، ولجأ كثيرون للتخير من الفتاوى وتتبع الرخص وطلب الفتاوى الشاذة.. وقد جاءت أبحاث المؤتمر تعالج الإشكالات الموجودة في الساحة، حيث شارك في تحكيم الأبحاث ومراجعتها أساتذة متخصصون من تسع جامعات بالمملكة بلغ عددهم «130» محكماً.. وقد شرفني الله بأن أكون عضواً في الأمانة العامة لهذا المؤتمر شاركت في ذلك ثلة طيبة من الأساتذة الأكاديميين ذوي الخبرة والتجربة الجيدة في هذا المجال العظيم من مجالات خدمة هذه الشريعة المباركة التي ختم الله بها الشرائع. ويطيب لي وعبر عمودي «الحق الواضح» أن أتحف الإخوة والأخوات من أبناء مجتمعنا الكريم قراء العمود بالتوصيات التي أوصى بها المؤتَمِرون، حيث صيغت توصياتهم بما يلي: «الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين؛ نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد: فبرعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود؛ أمير منطقة القصيم، نظمت جامعة القصيم ممثلة بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية مؤتمر «الفتوى واستشراف المستقبل» يومي الثلاثاء والأربعاء «23 و24» من شهر الله المحرم من عام 1435ه، وعقدت في المؤتمر ست جلسات رئيسة تناولت مفاهيم ومنهجيات الفتوى، وبناء وتأهيل المفتي، والفتوى في القضايا المعاصرة، وحفلت هذه الجلسات بالبحوث العميقة والمناقشات والحوارات والمداخلات الثرة، وفي ختامها أوصى المؤتمرون بما يلي: 1/ رفع برقية شكر وتقدير لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني حفظهم الله، على عنايتهم بالشريعة الإسلامية وعلومها. 2/ رفع برقية شكر وتقدير لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز آل سعود، أمير منطقة القصيم، على تكرمه برعاية المؤتمر وتشريفه حفل افتتاحه. 3/ التأكيد على أهمية تأهيل المفتين وبنائهم بناء علمياً بإقامة برامج عليا متخصصة في هذا المجال، والعناية بتدريس مقررات خاصة بالفتوى في الكليات الشرعية. 4/ ضرورة تنظيم واقع الفتوى وتوجيه المستفتين إلى أخذ الفتوى من أهلها من العلماء الراسخين والمجامع الفقهية المعتبرة. 5/ على المفتين العناية بتحرير المصطلحات العلمية والرجوع إلى أهل الخبرة والاختصاص في كل المجالات. 6/ يجب على المفتين مراعاة اختلاف أعراف وظروف وأحوال البلاد الإسلامية قبل إصدار الفتوى. 7/ التأكيد على أهمية التثبت في الفتوى خاصة في وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وعدم تداولها دون تثبت، والتحذير من الفتاوى الشاذة المخالفة للكتاب والسنة والإجماع. 8/ أن تقتصر أجهزة الإعلام بأنواعها المختلفة في مجال الفتوى على المفتين الذين تتوافر فيهم شروط الإفتاء، والتنسيق في ذلك مع دور الفتوى بما يحقق ضبطها. 9/ الرجوع في القضايا الكبرى والمسائل الشائكة إلى المجامع الفقهية والهيئات واللجان العلمية القائمة على الاجتهاد الجماعي في العالم الإسلامي. 10/ التنسيق بين هيئات الفتوى في دول العالم الإسلامي لمعالجة ما يستجد من النوازل، والاهتمام بنشر البحوث المتعلقة بها على نطاق واسع. 11/ التوسع في إنشاء مجامع فقهية تُعنى بأحكام النوازل وفتاوى الأقليات المعاصرة. 12/ تبني مؤسسات ودور الفتوى الرسمية إنشاء قنوات فضائية خاصة بالفتوى تخاطب جميع المسلمين باللغات العالمية الحية. مؤتمر الفتوى واستشراف المستقبل بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة القصيم، فندق موفنبيك، مدينة بريدة، يوم الأربعاء 24/2/1435ه، الساعة الثانية وخمس عشرة دقيقة ظهراً. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين». هذه توصيات هذا المؤتمر الموفق الناجح، وإني لأحث الباحثين والمتخصصين في العلوم الشرعية وطلاب العلم والدعاة إلى الله وأساتذة الجامعات والجهات التي لها صلة بالفتوى في بلادنا، الاطلاع على موقع المؤتمر والإفادة من أبحاثه والموقع على الرابط: HYPERLINK »http://m-fatwa.org/« http://m-fatwa.org/ والله الموفق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.