انتقدت أمس اتجاه الهلال للتعاقد مع المدرب التونسي نصر الدين النابي بملبلغ يناهز الثلاثين ألف دولار بسبب ظروف النادي المالية الصعبة والتي لن تمكنه من الوفاء بالتزاماته الشهرية تجاه المدرب والمحترفين المحليين والأجانب والموظفين والعمال والتي تصل الى ما لا يقل عن 450 مليوناً وهو مبلغ كبير جداً لنادٍ بلا موارد بعد رهن ممتلكاته وحجز موارده ولم يتبق له الا جزء يسير من الرعاية التي استدان منها المجلس السابق مبالغ دولارية كبيرة على حساب العام القادم..! وطالبت بالتفاوض مع النابي على مبلغ عشرة آلاف دولار كحد أقصى لأنه ليس في قامة كبار المدربين التوانسة أمثال البنزرتي والطرابلسي ونبيل معلول والذين لا تتجاوز مرتباتهم الثلاثين ألف دولار حتى في الدول النفطية! واذا كنا سنوافق على ان يتقاضى النابي 30 ألف دولار فلماذا أقمنا الدنيا ولم نقعدها عندما تعاقد العسقلاني مع غارزيتو الايطالي الأصل الفرنسي الجنسية بمبلغ 50 ألف دولار واعتبرناها بدعة ونوعًا من البذخ والاهدار لاموال الهلال التي يدفعها أقطابه ورجال أعماله من جهدهم وعرقهم لتذهب الى مدرب فشل في تطوير مستوى الفريق وأضاع عليه بطولة كانت في متناول يده بالخسارة 2/صفر أمام جوليبا المالي بعد ان فاز عليه بالسودان بهدفين نظيفين ليفقد فرصة الوصول للنهائي بضربات الجزاء الترجيحية والتي يتحمل كامل مسؤوليتها المدرب غارزيتو الذي لعب المباراة بتشكيلة خاطئة وطريقة لعب غريبة وتغييرات غير موفقة وبدون استراتيجية دفاعية واضحة مع الاعتماد على المرتدات السريعة للمحافظة على فارق الهدفين من اجل الوصول للنهائي والمنافسة على الفوز بالبطولة لأول مرة في تاريخ النادي باللعب امام ليوبارد الكنغولي الذي يتفوق عليه الهلال بالتاريخ والشعبية والخبرة والقدرات الفنية الكبيرة.. واذا كان غارزيتو الذي تم التعاقد معه بسبب فوزه على الهلال بالخمسة وقيادته لمازيمبي للفوز بالبطولة واللعب في كأس العالم للأندية قد فشل بامتياز في معالجة عيوب اللاعبين وتوظيف قدراتهم لمصلحة الفريق واختيار طريقة اللعب التي تتناسب وامكانياتهم ولم يحقق أي انجاز يتناسب مع مرتبه البالغ 400 مليون جنيه الذي يساوي مرتب فرع احد البنوك او احدى الشركات المتوسطة رأس المال.. واذا كان غارزيتو صاحب الجنسيتين الاوربيتين والذي نال شرف الوصول بمازيمبي لبطولة كأس العالم قد تسبب في خروج الهلال من دور ال 32 في بطولة الاندية الافريقية لأول مرة منذ سنين طويلة، فالمؤكد ان النابي الفائز ببطولة الكونفدرالية لن يكون بأحسن حالاً من غارزيتو على مستوى الأداء والنتائج خاصة انه ترك قطاع الشباب بأحد الاندية البلجيكية مباشرة الى الكنغو حيث عمل مستشاراً فنياً لليوبارد ولم يدرب خلال مسيرته أي نادٍ تونسي على مستوى الكبار أو الأندية الصغرى، ولذلك ليس أمام مجلس ادارة الهلال سوى التعاقد مع المدرب الكبير فوزي التعايشة الذي صنع اسمه وتاريخه مع النادي الاهلي دبي الذي خرج له عشرات اللاعبين من مدارس الناشئين وتمت الاستعانة به عدة مرات لإنقاذه من الهبوط بعد اعفاء كبار المدربين الأجانب، ليس هذا فحسب بل انه استطاع في احدى السنوات ان يجعل الاهلي ينافس في البطولة بعد ان كان في مركز متأخر اضافة لذلك فقد شارك فوزي في العديد من دورات التدريب العالمية بأوروبا والبرازيل واكتسب خبرات كبيرة من عمله مع أكثر من عشرة مدربين أجانب نهل من علمهم ليصبح واحداً من أكثر المدربين السودانيين المغتربين تأهيلاً فضلاً عن أخلاقه الفاضلة وسلوكه الحميد وحسن تعامله مع اللاعبين والذي يصنفه كتربوي وليس مدرباً من الناحية المهنية، ولا اعتقد ان فوزي التعايشة سيختلف مع الهلال في تفاصيل مرتب حتى لو كان 25 مليوناً والتي لا تتجاوز الثلاثة آلاف دولار بسعر اليوم ليوفر النادي 25 ألف دولار شهرياً أي ما يساوي نصف منصرفات النادي في ثلاثين يوماً.. وقبل كل هذا وبعده فإن المدرب السوداني المؤهل أفضل مليون مرة من مدرب أجنبي لقدرته على توصيل المعلومة ومعرفته بعادات وتقاليد اللاعب السوداني وكيفية التعامل معه في ظروف المباريات الصعبة وساعات الحزن والإحباط والمشكلات العائلية..