اشتكى مواطنو الصالحة جادين من وجود حظيرة أبقار بالمنطقة تحتوي على كمية مهولة من الأبقار تسببت لهم في جلب الأمراض الصدرية وعند زيارة (الإنتباهة) للمنطقة رأينا بأم أعيننا الحظيرة أو كما يطلق عليها أهالي المنطقة (الدكة) فقد استقبلتنا الروائح النتنة منذ اقترابنا للمنطقة مما جعل أنوفنا تصيبها حكة بالداخل من شدة الرائحة الكريهة وعند وصولنا لم نستطع الدخول ولكن حاولنا أن نرى عبر الحائط كمية الأبقار ولم تصدق «عيوننا» ما رأته فهنالك قرابة «الألف وخمسمائة» بقرة موجودة داخل الحظيرة وفي مساحة تقدر ب 10 فدان والغريب في الأمر أن هذه الحظيرة لا يفصلها عن السكان سوى حوالى «7» أمتار فقط، والأمرّ من ذلك حتى مياه الشرب الموضوعة في (الأزيار) إذا حاولت شربها تجد رائحة مخلفات الأبقار بها والأعجب من ذلك عندما أردنا الرجوع وجدنا أيدينا وما نرتديه رائحته لا تطاق فالأحوال مزرية والمواطنون يعانون أشد المعاناة من وجود تلك الحظيرة. روائح كريهة وفي إفادات ل «الإنتباهة» قال المواطن الطيب ميرغني إنه منذ أن استقر به المقام بمنطقة الصالحة جادين حي التكامل وجد هذه الحظيرة المتزايدة الإعداد والتي تفوح منها روائح كريهة بجانب الأتربة التي تثيرها الأبقار، وأشار الطيب إلى أن له اثنين من الأبناء طريحي الفراش مصابين بداء الأزمة (الربو) بسبب تلك الأتربة والروائح المنبعثة من الحظيرة واتفق معه في الرأي المواطن عبد الكريم عبد الباقي الذي يعيش نفس المأساة فقال إن طفله مصاب بمرض حساسية بالصدر، فيما قال المواطن بابكر إبراهيم إنهم كسكان للمنطقة قاموا بالذهاب لمحلية أم درمان وقدموا شكوى لوجود الحظيرة داخل الحي، وبدورها قامت المحلية بتوجيههم لمحكمة حماية البيئة حيث استغرقت المحكمة فترة «6» أشهر لكن دون فائدة فالسلطات المختصة لم تفعل أي شيء لحل المشكلة بل زادتها تعقيدًا، فيما أكد المواطن الفاتح إبراهيم الذي كان يعمل ملاحظ صحة بمحلية أم درمان إصابة طفله بطفح جلدي جراء تلك الانبعاثات الصادرة من الأبقار كالروائح وغيرها وأضاف أن للأبقار مخاطرها الصحية التي يمكن أن تساعد في نقل الأمراض المعدية مثل الأمراض الجلدية والباطنية والعيون إضافة لتوالد الباعوض والذباب بشكل مزعج موضحاً أن علاج طفله المريض بلغت تكلفته «4» آلاف جنيه موضحاً أن طبيبه المعالج قال إن السبب الرئيس لإصابته بالحساسية هو وجود الحظيرة بالمنطقة ومشاركة الحيوان والإنسان نفس المكان، وتساءل الفاتح من أين جاء مدير صحة محلية أم درمان بتقريره المزعوم بأن الحظيرة مطابقة للمواصفات والمقاييس وكيف يستقيم هذا التقرير مع وجود حظيرة للأبقار لايفصلها عن المساكن سوى أقل من 10 أمتار فقط؟ وأضاف الفاتح وفقاً لقانون الصحة المجاز حالياً يفترض أن تزال هذه الحظيرة فوراً لجلبها الضرر للقاطنين بالحي، موضحاً أن أمراض الإسهالات والرمد منتشرة بكثرة في المنطقة بجانب الأتربة الكثيفة المنتشرة التي تحجب الرؤية نتيجة لدخول وخروج الأبقار من الحظيرة أثناء نقلهم للسلخانة، وأضاف أن المعتمد لايكلف نفسه ولو مرة واحدة بزيارة المنطقة والوقوف على أحوالها المزرية. هروب مبكر أما الموطن شلبي حسن فقد دفعه الخوف من الإصابة بالأوبئة وفر هارباً من المنزل وقام باستئجار منزل آخر بالفتيحاب خشية إصابة أسرته بالأمراض الناتجة عن التلوث البيئي بالمنطقة جَراء وجود تلك الحظيرة بالقرب من مساكن المواطنين إضافة إلى أن هناك عدداً كبيراً من السكان قاموا ببيع أو تأجير منازلهم هروباً من ذلك الوضع الذي وصفوه بالمزري، بينما يقول المواطن خضر عبد الكريم إن المواطنين لا يمنعهم أن يتصرفوا بالطريقة التي تجعلهم يحموا أنفسهم إذا عجزت الحكومة عن ذلك لكن الأمر فقط يحتاج إلى قرار إداري ولا يحتاج إلى محاكم أو غيره. قرار بالإزالة ولكن وقال رئيس اللجنة الشعبية بحي التكامل رجب محمد بشير في حديثه ل «الإنتباهة» إن منطقة الصالحة جادين حي التكامل تأسست في العام 1983م بينما بدأ السكان الاستقرار به في العام 1993م وعند استقرارنا بالمنطقة كانت هناك أعداد بسيطة من الأبقار، ولكن مع ازدياد عدد السكان شد مالكو تلك الأبقار الرِحال قاصدين مناطق أخرى، وأضاف أن منزلي يبعد حوالى نصف كيلو من تلك (الدكة) إلا أنني متأثر بها حيث لا نستطيع الأكل نهارًا نسبة لكثرة الذباب خاصة في فصل الخريف ومضى قائلاً: إن محلية أم درمان وحدة أبوسعد الريف الجنوبي حيث تعاقب عليها «5» معتمدين لم يستطيعوا البت في القضية باستثناء الفاتح عز الدين الذي أصدر قراراً بالإزالة ولكن لم يتم تنفيذه حتى تركه العمل. تلوث إضافي ويضيف رجب نحن كسكان للمنطقة قمنا بعدة مكاتبات للمحلية ولكن دون جدوى والأمر من ذلك أن هناك أكثر من «20» عاملاً يعملون بالحظيرة ليس لديهم دورات مياه بل يقضون حاجاتهم في العراء الأمر الذي جعل الوضع يزداد سوءًا فقد أصبح المواطنون يعانون من فضلات الإنسان والحيوان وعبر (الإنتباهة) يناشد أهالي منطقة الصالحة جادين حي التكامل الجهات المسؤولة بحل قضيتهم محملاً المحلية المسؤولية في حال تصرف المواطنين أي تصرف تجاه تلك (الدكة) ومن فيها، واصفين حالهم بطفح الكيل علماً بأن هذه الدكة يعاني منها كل سكان الصالحة خاصة هجليجة والقيعة وجادين بكل أحيائها.