من جملة شخصيات الدراما السودانية تبرز شخصيات درامية كان لوجودها داخل منظومة العمل الدرامي أثر واضح في العمل الدرامي الذي قامت به تمثيلاً وأداءً. من هؤلاء يبرز الدرامي المبدع محمد عبد الرحيم قرني الذي ارتبط بالأدوار ذات المغزى الاجتماعي فضلاً عن موهبته الفذة في تجسيد الشخصية التي يقوم بتمثيلها داخل النص الدرامي. في العام 1956م وبالديوم الشرقية كانت بدايات حياته مولدًا ونشأة فدرس مراحل تعليمه جميعها بالخرطوم حتى التحق بمعهد الموسيقا والمسرح. بالمدرسة الأولية شاء الحظ أن يلقى به في مدرسة الختمية الأولية التي كان يدرس بها أحد الأساتذة المهتمين بالفن وهو الأستاذ حسن أبوعركي الذي ساهم مساهمة فاعلة في اتجاهه للفن فمثل عدداً من الأدوار المسرحية والدرامية على خشبة المسرح ومنها كانت الانطلاقة نحو عالم التمثيل تلاحقت حالة اهتمامه بالتمثيل حتى أتت المرحلة الثانوية التي أثبتت أن الفتى عبارة عن موهبة فذة في عالم التمثيل فانطلقت موهبته في عوالم الفن المسرحي حتى أصبح بالمدرسة الثانوية بالخرطوم القديمة أحد صناع الدراما المسرحية حين تخرجه من المدرسة الثانوية كانت درجاته النهائية المسجلة بشهادته الثانوية تؤهله لدخول إحدى كليات الجامعات الموجودة بالقسم الأدبي ففضل الالتحاق بمعهد الموسيقا والمسرح في العام 1976م وتخرج فيه في العام 1979م. زامل في المعهد عدداً من الموسيقيين والدراميين أبرزهم مجموعة الديم المسرحية وجماعة المسرح السوداني تلقى علم الدراما على يد الأساتذة ناصر الشيخ وهاشم صديق. انفجرت موهبته داخل المعهد فظل لصيقاً بالعلم المنتظم والدراما كموهبة متأصلة في نفسه حين تخرج عمل بمصلحة الثقافة فكان الفتح الأكبر له في عالم المعرفة بالمسرح المحلي والعربي والإفريقي بل والعالمي. التقى كل من د. الخانجي ود. محمد عبد الحي فكان له نعم الأساتذة في عالم ما يبحث عنه. التحق أستاذاً بقصر الشباب والأطفال فأصبح نائباً لرئيس القسم الدرامي بالقصر. حين عمله استاذاً لمادة الدراما بالقصر كان أحد المهتمين بتجويد عمله فظل مع عمله النظري يقوم بعمل بروفات للأعمال المسرحية لطلاب القسم مما أكسبه خبرة إضافية خاصة في مجال الدراما الإفريقية. في 27 أبريل 1981م دلف لاستديو الدراما بالإذاعة لتسجيل أولى أعماله الدرامية. تواصلت بعد ذلك أعماله فقام بعمل ضخم وهو دوره كبطل مطلق في مسرحية (مأساة يرول) التي كتبها الخاتم عبد الله وأخرجها شاذلي عبد القادر. اشتهر بدوره في مسلسل (الشاهد والضحية) ودوره (ابوسنيدة). له مساهمة واضحة المعالم في طريق الدراما السودانية وهي حلقات (ناس وناس). شارك كذلك وما زال في مسلسله (يوميات سائق تاكسي) التي يعدها محمد شريف علي للإذاعة. تأكيدًا لدور الفنان الملتزم بقضايا أمته قام مؤخراً بتمثيل دور في مسلسل باللغة الإنجليزية لإذاعة البرنامج الإنجليزي بالإذاعة السودانية حول قضايا السلام والوحدة، يعتبر كذلك الممثل محمد عبد الرحيم قرني أحد المشاركين بكثافة في الفهم الدرامي السوداني وليس أدل على ذلك صرخاته المثالية بضرورة وجود دراما تلفزيونية تعالج مشكلات المجتمع وليس أدل على هذا كتابته سيناريو مسلسل (الهم والرماد) التلفزيوني. حالياً يعمل محمد عبد الرحيم قرني كأحد أعمدة الدراما المبثوث منها على الإثير الإذاعي. رغماً عن سعة ادراكه بالدراما السودانية فهو أحد المقلين في الكتابة حول هذا الأمر فالمجتمع الدرامي ينتظر منه الكثير حتى تخرج رؤاه الدرامية لحيز الوجود.