نفى المتحدث باسم رئاسة جنوب السودان اتوني ويك اتنوني ان يكون الرئيس سلفا كير ميارديت قد شكل جيشا خاصا بغرض إنشاء قوة احتياطية وطنية، فيما أكد الناطق الرسمي باسم وزارة البترول والتعدين والصناعة بدولة جنوب السودان نيقوديموس أجاك بيور ان إنتاج النفط في ولاية أعالي النيل يتدفق بشكل طبيعي رغم الاشتباكات الأخيرة في العاصمة ملكال بين القوات الحكومية والقوات الموالية للدكتور رياك مشار، وقال نيقوديموس في تصريحات صحفية ان إنتاج النفط لم يعرقل بسبب القتال وان مستوى الإنتاج العادي لا يزال هو نفسه، مشيرا لوجود انخفاض بسبب مشكلات فنية ليس بسبب القتال لكن لمشكلة تقنية. وفيما يلي تفاصيل الأحداث الداخلية والدولية المرتبطة بأزمة دولة جنوب السودان أمس. جاتكوث في ملكال أكد قائد المعارضة المسلحة بدولة جنوب السودان جات هوث جاتكوث ان قواته تسيطر على مدينة ملكال بالكامل بعد ان طرد قوات سلفا كير ويوغندا من المدينة، وكان جاتكوث يتحدث مع صحافي من داخل ملكال مؤكدا سيطرته التامة على المدينة. زيارة موسفيني أكدت مصادر يوغندية ان الرئيس يوري موسفيني اجرى زيارة سرية الى دولة جنوب السودان امس الاول استغرقت عدة ساعات حيث وصل جوبا على متن طائرته الخاصة وكان في استقباله وزير خارجية برنابا ماريال بنجامين وذهب مباشرة إلى قصر الرئاسة حيث عقد لقاء مع سلفا كير لمدة ساعتين تقريبا ثم التقى كبار المسؤولين في الجيش اليوغندي في الجنوب، ولم تكشف المصادر اليوغندية ما جرى خلال الاجتماعات المغلقة، لكن مصدر صحفي يوغندي اتصل على الناطق باسم وزارة الخارجية اليوغندية فريد ابولتو الذي قال انهم ليس لديهم علم بالزيارة لكنهم ينتظرون التفاصيل من مكتب الرئاسة، وعقب الزيارة قام موسفيني بزيارة معسكرات تدريب عسكرية لقواته في شمال يوغندا بالقرب من الحدود مع جنوب السودان، وقالت مصادر عسكرية ان المعسكر فيه المئات من المقاتلين المدججين بالسلاح يخضغون للتدريب على يد مدربين من القوات الخاصة والكوماندوز إلاسرائيلي والروسي، واضاف المصدر بان موسفيني أجرى جولة بمدرعة لفحص جاهزية قوات الكوماندوز اليوغندي والتكتيكات الجديدة التى يستعدون بها للقتال ضد المعارضة المسلحة في دولة جنوب السودان، فيما زعمت الرئاسة في دولة جنوب السودان ان الرئيس اليوغندي يوري موسفيني ارجأ زيارة غير معلنة الى مدينة جوبا ظهر امس الأول لدواع امنية، ونقلت مصادر عسكرية عن انتشار عسكري كثيف قرب القصر الرئاسي ومطار جوبا، وقال السكرتير الصحفي لرئيس جنوب السودان اتوني ويك اتنوني ان الرئيس اليوغندي يوري موسفيني كان يفترض ان يصل الى جوبا ظهر امس، لكن الزيارة تأجلت الى اجل غير مسمى، مشيرا الى ان زيارة موسفيني لم تكن معلنة، غير ان الاستعدادات الأمنية المشددة في مطار جوبا وما حولها لفتت الانظار، وتعد الزيارة هي الثانية للرئيس اليوغندي الى جنوب السودان منذ ان اتهم الرئيس سلفا كير نائبه المعزول مشار بمحاولة انقلاب فاشلة في الخامس عشر من ديسمبر الماضي، مما دفع الاخير الى قيادة المعارضة ضد حكومة سلفا كير، كما أكدت الحكومة أنها لم تتداول أية مقترحات من وسطاء الإيقاد «شرق أفريقيا» من أجل الوصول إلى اتفاق نهائي بشأن الأزمة التي تعيشها البلاد بسبب الحرب الذي يقوده نائب الرئيس السابق رياك مشار، في وقت أعلن فيه عن استئناف المفاوضات بين وفدي الحكومة والمعارضة في أديس أبابا بعد توقف دام لأكثر من أسبوع. من جهة أخرى، قال اتوني إن مؤسسة الرئاسة لم تتسلم مقترحات من قبل الإيقاد حول الجولة التي سيجري استئنافها في أديس أبابا بين وفد حكومته والمعارضة، وأضاف أن كبير المفاوضين نيال دينق نيال جاء لإجراء مشاورات مع الرئيس سلفا كير واستمع إلى توجيهات منه لا يمكن أن نطرحها للإعلام. اتهامات جديدة اتهم مسؤولون من المعارضة بدولة جنوب السودان يوغندا بعرقلة الجولة الثانية من محادثات السلام في إثيوبيا التي تهدف الى تأمين التوصل إلى تسوية سياسية دائمة، وقال ضابط الاتصال بالمعارضة بور جتوش بأن كمبالا واصلت نشر آلاف من قواتها في جنوب السودان باعتباره انتهاكا واضحا لاتفاق السلام، كما اتهمت المعارضة بالجنوب مرتزقة الجيش اليوغندي وقوات من الحركة الشعبية قطاع الشمال وحركة العدل والمساواة بارتكاب مذابح عرقية في جنوب السودان. قلق الإيقاد أعرب مبعوثو الهيئة الحكومية للتنمية الأفريقية الإيقاد، في عملية الوساطة بشأن جنوب السودان عن قلقهم الشديد بشأن ما تردد عن استمرار القتال في مواقع عديدة عبر أنحاء ولايات أعالى النيل وجونقلى وواراب والوحدة. وجاء في بيان أصدرته هيئة الايقاد فيما يتعلق بهذا الشأن أن مبعوثى الايقاد أعربوا عن أسفهم لانتهاك اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي وقعه ممثلو جمهورية جنوب السودان وحركة تحرير شعب السودان المعارضة يوم 23 يناير الماضى في أديس أبابا. وجاء في البيان أن هذه التطورات لن تؤدى سوى إلى تقويض عملية الوساطة الجارية وتفاقم معاناة شعب جنوب السودان، وأن مبعوثى الايقاد يحثون الأطراف المعنية على الالتزام فورًا باتفاق وقف العمليات العدائية، وأن تستمر في الالتزام بعملية الوساطة لأن الأزمة في جنوب السودان لا يمكن حلها بوسائل عسكرية بل من خلال حوار سياسي وأشار البيان إلى أن مبعوثى الايقاد دعوا الأطراف إلى التعاون التام من أجل تفعيل آلية المراقبة والتحقق من تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، وأنهم حثوا في الوقت نفسه شركاء الايقاد على تقديم الدعم اللوجستى اللازم للتعجيل بتفعيل هذه الآلية. لندن وباريس تدينان أدانت الحكومة البريطانية انتهاك وقف اطلاق النار والأعمال العدائية فى ملكالبجنوب السودان. ووصف مارك سيموندز وزير شؤون إفريقيا بالخارجية البريطانية الصراع الأخير فى ملكال بالانتهاك الخطير لوقف الأعمال العدائية، وقال سيموندز فى بيان للخارجية البريطانية أشعر بقلق بالغ بسبب القتال الأخير فى ملكال، والذى أدى إلى خسائر لا مبرر لها فى الأرواح، ومقتل مدنيين اثنين جراء الاقتتال بين الطوائف فى مخيم تابع لبعثة الأممالمتحدة فى جنوب السودان، ويجب عدم السماح بتكرار هذه الأحداث، وأضاف أدين بشدة هذا الانتهاك الخطير لوقف الأعمال العدائية والذى يعد الأحدث فى سلسلة من التعديات من قبل كلا الطرفين، وأدعو حكومة جنوب السودان وقوات المعارضة للتخلى عن الأسلحة فورا والتقيد بالاتفاق المبرم بينهما، وأكد سيموندز على ضرورة انخراط حكومة جنوب السودان وقوات المعارضة بشكل كامل مع اللجنة الفنية المشتركة المسؤولة عن مراقبة وقف إطلاق النار، والالتزام بجدية فى عملية سياسية شاملة. ودانت فرنسا ايضا تجدد المعارك في مدينة ملكال عاصمة اعالي النيل في جنوب السودان وأعربت عن قلقها ازاء استمرار انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد. وذكرت الخارجية الفرنسية في بيان ان فرنسا تناشد أطراف النزاع في جنوب السودان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار والاتفاق حول وضعية المعتقلين الذي تم في 23 يناير الماضي بلا تأخير وبحذافيرها. واكدت ضرورة مواصلة المفاوضات السياسية التي بدأت في ال11 من الشهر الجاري في أديس أبابا تحت إشراف السلطة الوزارية المشتركة في شأن التنمية بغية إيجاد حل دائم لهذا النزاع. كما عبر البيان عن قلق فرنسا الكبير جراء انتهاكات حقوق الانسان وازاء الكارثة الإنسانية التي تضرب جنوب السودان منذ 15 من شهر ديسمبر داعيا الى ضمان حماية السكان المدنيين ووصول المساعدات الإنسانية. زيارة النازحين أعلنت الأممالمتحدة أن أعداد اللاجئين الفارين من جنوب السودان للسودان والفارين من الحرب الأهلية وصلت إلى 27.000 حيث عبر الحدود حوالي 5000 خلال 21 يوما الماضية. ووفقا لمركز الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في السودان تمنح المنظمات الإنسانية مساعدات وطعام للسودانيين النازحين من جنوب السودان وخصوصا في منطقتي جنوب وشرق كردفان، على حدود الدولتين. وقال تقرير الأممالمتحدة أن الاعتداءات الجنسية على البنات والسيدات واللائي تتراوح اعمارهن بين 15 إلى 49 عاما, ازدادت كثيرا. كما تزايد عدد المصابين بالأمراض الجلدية وأمراض الكبد. موظفون محاصرون أعلنت بعثة الأممالمتحدة في جنوب السودان أن القتال الدائر بدولة جنوب السودان أجبر موظفي الأممالمتحدة على البقاء داخل قاعدة الأممالمتحدة في ملكال. وقال المتحدث باسم البعثة الأممية في جنوب السودان جو كونتريراس إن موظفي الأممالمتحدة غير قادرين على مغادرة القاعدة بسبب القتال في مدينة ملكال القربية من حقول النفط في بالوش. حرية محدودة في ظل ظروف توصف بالاستثنائية في دولة جنوب السودان تحاول صناعة الصحافة مواصلة دورانها، لا سيما في مواجهة جملة تحديات تعيق الجهود الرامية لتحسين أحوال الصحافة المتردية في البلد الوليد، ومع الأحداث الدامية التي تشهدها دولة جنوب السودان بسبب النزاع المسلح بين حكومة الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار مؤخرا ازدادت أوضاع الصحافة سوءاً، الأمر الذي دفع البعض للتساؤل عن مستقبل الصحافة الحرة في البلاد، خاصة مع غياب المعلومات بجانب حالة الانقسام التي أثرت سلبا في حرية الصحافة وفقا لتأكيد الصحفي دينق ديت أيوك، ويشير أيوك في حديثه للجزيرة نت إلى أن هناك تحديات كثيرة تواجه الصحافة الحرة في جنوب السودان، منها أن الحكومة في الغالب تريد أن يكون الإعلام لسان حالها، ومثالا لذلك تفسيرها لما حدث بأنها محاولة انقلابية فاشلة، ومع أن هناك رواية أخرى نفت ذلك، غير أن أية محاولة للخوض في الرواية الثانية يعرض الصحف للتصنيف والوصف بأنها طابور خامس وأنها متآمرة، مما يؤدي إلى الاعتقال، الأمر الذي يجعل توازن الخبر في مثل تلك الظروف أمرا صعبا. ويتابع أيوك أنه تلقى تهديدا بالاغتيال من مجهولين قبل عامين بعد نشره مقالا تعرض فيه لمناسبة زواج ابنة رئيس دولة جنوب السودان سلفا كير.أما الصحفي بجريدة المصير إبراهام ألبينو فيؤكد ما ذهب إليه أيوك، قائلا إن أهم تحدٍ يواجه الصحافة في جنوب السودان هو التعامل بحيادية مع الأحداث التي تجري حاليا، لأن الحرب التي تدور في البلاد حاليا إذا لم تتعامل معها الصحافة بمسؤولية فإن الأمور قد تتطور لمثل ما حدث في رواندا. ويرى ألبينو في حديثه مع الجزيرة نت أن المشكلة تكمن في الوضع بصفة عامة، فالصحافة بذلت جهودا كبيرا قبل الأحداث الحالية ونبهت الشارع وحذرت السلطات من مغبة الاستمرار في التناحر. من جانبه، يكشف الصحفي لام جون عن أن المواقف الشخصية لها تأثير كبير في الكثير من المنتجات الصحفية، لأن الصحافة المحلية بطبيعتها في جنوب السودان ومنذ البداية صحافة موالية إما لأشخاص بأعينهم أو لتيار سياسي. ويضيف جون للجزيرة نت يمكننا استثناء الإعلام المملوك للأمم المتحدة والجهات غير الحكومية لأنه محايد نوعا ما، ولكن ربما يتعرض للضغوط أيضا، الأمر الذي أدى إلى تخفيف لغة خطابها أو التأثير على المهنية لحماية كوادرها أو للحفاظ على تراخيص العمل. من جهة أخرى، يرى الصحفي في صحيفة «الشرق الأوسط» والمهتم بشؤون جنوب السودان مصطفى سري أن الصحافة تواجه تحديات كبيرة. ويقول للجزيرة نت إن دولة جنوب السودان على حداثتها لم تشغل نفسها بقضايا الصحافة المهمة لتأسيس مجتمع حر ديمقراطي، ولذلك فان الحرية الصحفية وصناعة الصحافة في هذه الدولة الجديدة ستظلان مهمة كبيرة ليس بالنسبة للدولة وحدها، بل لمنظمات المجتمع المدني، وفي مقدمتها الصحفيين ونشطاء قضايا الحريات. وكانت حكومة جنوب السودان قد أعلنت مطلع أكتوبر الماضي إجراءات إدارية تمنع أي صحفي من مزاولة المهنة قبل التسجيل في وزارة الإعلام، في خطوة وصفها صحافيون بمحاولة الحكومة الحد من حرية التعبير. وكشف وزير الإعلام مايكل مكوي أن أي صحفي لا يتم اعتماده من قبل السلطات المختصة لن يزاول المهنة، وسيتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضده. ووفقا لمنظمة مراسلون بلا حدود، فإن دولة جنوب السودان تأتي في المرتبة ال«124» من أصل «179» دولة في مؤشر حرية الصحافة لعام 2013م.