يا عريس في الكوشة قاعد تتلفّت ،، كالمساعد هنا يصف الشاعرُ عريسَنا هذا بالكبكبة اللا شعورية لكثرة تلفّته كمساعد الحافلة (بالعربي القديم ) أو الكمساري بلغة العصر ، و الكوشة لها معنيين كل منهما ممسك بتلابيب الآخر ، فالمعنى الأول كما ورد في البيت السابق هو تلك المنصة التي يجلس عليها العروسان بعد الزفّة لتلقي التهاني ، وكثير ممن يجلسون علي هذه الكوشة يجلسون على الكوشة بمعناها الآخر ،إن عاكسهما الحظ وكاجرهما الزمان. و يقول ذو القُمامة بن كدوب الكوشابي : أب تِفّةً منكوشة شيطان مَرَق من كوشة والكوشة هنا مكان رمي النفايات (غير النووية) أو القمامة أو الأوساخ سابقا، و كانت منتزهات للأغنام و الكدايس و الكلاب الضالة وبعض بني البشر الذين طشّت شبكات عقولهم فطشّوا إلى الكوش ، وهي أيضاً مقراً دائماً لشياطين الجن الذين لجأوا اليها فراراً من شياطين الإنس ، والآن تلك الكوش حلت محلها عربة النفايات (إن وُجِدت) ، أي أصبحت الكوشة متنقلة أو محمولة حسب (نظرية التطور والإرتقاء الى الخلف و الأسفل) كما حدث في عالم الإتصالات ، فقد مضى عهد الكوش الثابتة وأتى عهد الكوش المحمولة (شدّوا حيلكم و ما يخذلكم الرصيد) ، وكانت الكُوَش أنواع ، منها ما به من الطعام ما لذّ و طاب و منها ما لا يستطيع أحرف (كلب) يملك أقوي حاسة شم في العالم أن يستخرج منها ما يصلح لإطعامه ، ، ورغم ذلك تُعَد الكوش مصدر غذاء هام للبهايم لوجود وجبات (الدلاقين ) و(الورق) و هلُمّ مضغا . أما أنواع الكوش حسب السعة التكويشية ،فكثيرة أيضاً فهناك كوشة خمسة طن وأخرى سبعة طن وهذه كوش ذات حجم عائلي ، أما ال (ميني كوشة) فحدث ولا حرج . يقول الشاعر في وصف الكوش : كوشاً فيها بهايم تسرح و فيها الكلب الميت حنبك ونحن نقول لشاعرنا : مش الكلب براهو الحنبك !! نحنا كمان حنبكنا و قربنا نطرشق من تأخير موكب عربة النفايات (المعفون) . وبهذه المناسبة نحن نسمع صوت (طنين أجنحة الذباب ) المرافق لسيادة العربة قبل سماع صافرة حكم مباراتهم الذي يسبق تلك الحملة . والى أن نلتقيكم في كوشةٍ أخرى نترككم في رعاية الذباب والبعوض متمنين عدم دوام العضعضة والإنكراش . القاموسنجي