لفت انتباهي الطريقة التي أثيرت بها شبهات الفساد والاحتيال على «حد تعبير كاتب التحقيق » لمعتمد محلية شندي، وما تلى ذلك من رأي عام ومناكفات بين مؤيد ومعارض لما نشر، وقبل أن أخوض في الدفوعات المنطقية، أرى بأن صفة الاحتيال التي زينت مانشيت تلك الصحيفة لم تكن مناسبة لقضية في اعتقادي لم تصدر فيها الجهات العدلية توجيه التهم، وبالتالي كان المناسب أن تعدل كلمة الاحتيال بتهمة فساد، حتى يتبين الحق من الباطل، ولا أظن أن صحيفة مرموقة ك«الصيحة» تبحث عن الإثارة والتشويق على حساب سمعة الآخرين، لذا أرى أن الأمر صاحبه إخفاق وخطأ يراجع ويقوّم، تفادياً لتلك الاحتكاكات والمهاترات والتجريحات التي حدثت، وأعلم عنها الكثير. فقد شاهدت أحد أقرباء المعتمد، يتحدث مع رئيس مجلس إدارة «الصيحة» داخل فناء المسجد في مناسبة عقد قران، بغضب وانفعال وطريقة عنيفة، رغم قناعتي بأن السيد رئيس مجلس إدارة تلك الصحيفة، لا علم له بتفاصيل ما ينشر، ولا يتذكر المسميات والعلاقات الخاصة عن من يكتب عنهم، وينتج عن تلك الأخطاء الكثير من الخلافات، فالتريث مطلوب من الإخوة الكتاب، خاصة في القضايا التي تعني الأشخاص، وقد قرأت ما كتبه وبرره ناشر التحقيق الأخ أحمد المكاشفي في عموده «قطع شك» بعنوان ما بيننا والحويج - الذي حاول فيه إيجاد مخرج مناسب لما تعرض له من هجوم واختتم المقال بأنه «ناقل للكفر وليس بكافر » وفي ذلك بيان وتوضيح تصعب ترجمته إلا لمن هو قريب من الواقع السياسي المعاصر والمقاصد والدسائس ، والغريب أن الهجوم الذي تعرض له معتمد شندي، تلاه أكثر من تحقيق عن فساد في ولاية الجزيرة، وولاية الخرطوم ورفع حصانة عن معتمد الحصاحيصا، إذاً الأمر فيه أبعاد تتناسب مع ظروف سياسية معقدة يفهم مغزاها قليل من عرابي الإنقاذ والمترجمين !!! أما إن أردت أن أتحدث عن الحويج، فحديثي وشهادتي ستكون مجروحة، ولكني سأكتب عنه من باب الصدق وإبراء الذمة، طالما منحتني السلطة الرابعة الحق في النشر والتعليق ، فهو الحسن عمر الحويج عرفناه منذ كنا لا نعرف هوى النفس والأطماع فقد تربى وترعرع في بيت القرآن والدين والكرم ، والده عمر الحسن الحويج، كان من أميز رجال المنطقة هيبة وفخامة وهندام وتميز ، كنا نرى فيه كل شيء جميل وعظيم حتى «سرج» تلك الدابة التي كان يستخدمها في ذلك الزمن الجميل، كان مميزاً يستورد له من البندر، ولا أنسى أبداً ملحقاته والمنظر الفخيم ، كان عليه رحمه الله يهتم بجميل الثياب ومرتب في مجلسه، وكانت دارهم في سوق الثلاثاء، قبلة ومفتوحة لكل من يدخل سوق تلك القرية العريقة المكنية، وإلى الآن فقد جعل منه شقيقه الأصغر عبدالله مضيفاً واستراحة كالفندقة فيه كل شيء مريح ، لذا ترعرع الحسن في دار العز والنعيم «والبتشوفو في بيت أبوك ما بخلعك»، أما جل وقته فقد كان بين أحضان جده الخليفة سليمان الخليفة حفيد الشيخ حامد أبوعصا، وعنده تعلم الورع والتقوى والقرآن وهو جده لأمه الحاجة آمنة عليها رحمة الله الأم النسمة البسمة ، وفي دار الخليفة حيث نار القرآن والمسيد والعيش الرغيد والخير الوفير، وجد أمامه أخواله الشيخ الطيب سليمان حافظ القرآن والخليفة عبدالمنعم رجل البر والإحسان الذي يتولى الآن خلافة المسيد، ويخرّج سنوياً حفظة للقرآن ينفق بلا من أو أذى على من تحتضنهم تلك الخلاوى، وهو بفضل الله تعالى من الذين أنعم الله عليهم بنعمة المال الوفير والحويج متزوج كريمته الوسطى ، وخاله الأستاذ الباقر المربي والفقيه ووجد في تلك الديار أمامه الدكتور البارع عثمان الخليفة وكان أصغرهم دكتور عبدالقيوم الذي يشار له بالبنان في مستشفيات المملكة، ولا أنسى أن الفراسة والشجاعة وفصاحة اللسان قد اكتسبها من شيخ بشير سليمان المجاهد والقيادي المعروف ، وحتى والده عليه الرحمة ترك لهم من الخير الكثير، ففي وسط الخرطوم تحديداً نمرة «2 » تجد عقاراتهم وأملاكهم التي توارثوها قبل الإنقاذ واقتسموها بالشرع والتراضي وكان للحسن نصيبه منها، تلك البناية الشامخة في ناصية حديقة القرشي « وللشهادة والتاريخ » فإنه شيدها قبل مجيئه للمعتمدية وولوجه دروب الإنقاذ التي لم تكن هي هدفه أو مبتغاه، بل إن نشاطه وهمته ومشاركاته الاجتماعية، فرضت عليه أن يمتثل لطلب من رشحوه ليدخل هذا العمل العام فقد درس بجامعة النيلين وتخرج من القانون بجدارة وعمل فترة بالمحاماة وشارك أخاه لأبيه المهندس الطاهر العمل التجاري ونجح فيه كثيراً، ولكن الأقدار أرادت له أن يتدرج حتى يصل لمعتمد مدينة شندي، تلك المدينة التي أعلم ما بها من تنافس حزبي وأعلم الصراع والمكايدات التي تحاك بين أبنائها، خاصة في العمل السياسي فالهجوم الذي أثاروه غير منطقي ولا يناسب مع ذلك الرجل، فالحويج أكبر من الشبهات وأرفع مما تزعمون و«عينه مليانة» و«625» مليون لا تساوي ذرة من القيم والموروثات التي تربى عليها، والقناعات التي يحملها في نفسه، والقضية حسب السرد فيها كثير من اللبس وتحتاج لتوضيح، وما كان للمجلس التشريعي لولاية نهر النيل الاستعجال في إصدار التصريحات والكشف عن ذلك القصور الإداري والمالي، الذي يحسب على تلك المعتمدية والولاية، وأنا أعلم علم اليقين بأن المجلس التشريعي مقتنع تماماً بأن الأمر فيه لبس وخطأ إداري، ولكن ليس من الإنصاف أن يتحمل الحويج فيه كل ذلك الهجوم والاتهام بالفساد والاحتيال، فهو أرفع من ذلك ونحن واثقون من أنه قانوني ضليع يعرف كيف يقتص من هؤلاء المغرضين أعداء النجاح. كما علمت بأن المجلس التشريعي ليس من صلاحياته محاسبة المعتمد، أو حتى توجيه أية مساءلة له إلا بالرجوع للمركز، ناهيك عن تولي عضو منه مثل بيومي للتحدث بهذه الطريقة الغريبة، فتألق الحويج ونجاحاته في كل المجالات التي تولاها بدءاً بمحلية أبوحمد مروراً بالدامر، أشعلت فيهم نار الغيرة والحسد وأرادوا أن يقتلوه معنوياً وسياسياً ، لكن لن تنالوا ما تمنيتم فقد جمعتني به الصدف أمس في مناسبة اجتماعية، يحرص على أن يشارك في مثلها ووجدته منشرحاً ،قوياً ، هاشاً باشاً كعادته، اكتفى فقط بأن الله مع الصابرين وأعجبت للهيبة والوقار والهندام الذي يتوشح به وهو ما يزيد كيد الحاسدين ، فلكم أبناء شندي الأوفياء أرسل رسالتي، الحويج رجل نعرفه فوق كل ما يقولون وعنده من المال والقناعة والدين والخلق الكثير، نشفق عليه دائماً في حركته ونشاطه من أجل تنمية المنطقة، دعوه يعمل من أجلكم ومن أجل تنمية المنطقة التي ترعرع فيها وأحب ترابها وله فيها ذكريات ودين مستحق ، اتركوه واتركوا المكايدات والدسائس، والنجاح الذي حققه يجب أن يجد عندكم التقدير تحروا عن الأصل والتربية والنشأة عن ذلك الحسن السيرة والسريرة، لن تجدوا فيها ما يشكك في ذمة الرجل، وابحثوا عن الفساد الحقيقي والمفسدين وستجدون الكثير، ويكفى أن الحسن بحصافته لزم الصمت، ليس صمت الخائفين، لكن الرجل يعلم أن للنجاح أعداء وأن قول الله هو الحق « وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما» لك قناعات الصمت عنده وعند الله تجتمع الخصوم.