المعروف عن الأستاذ صلاح الدين عووضة أنه من محبي الديمقراطية ومن الحب ما قتل كما يقول المثل... فقد عرف عن حب القطة لصغارها أنها تقوم بالتهام هؤلاء الصغار واحداً بعد الآخر بغريزة الحب أولاً ثم الخوف عليهم ثانياً. وهذه الحالة تنطبق على الأستاذ عووضة الذي كتب بعموده بالصيحة تحت عنوان (وما تخفى الصدور) وما تخفى الصدور لا يعلمه إلا الله.. ولا يحق لنا أن نحاسب الناس على نواياهم ولكن بأفعالهم فإذا نوى حزب من الأحزاب الانقلاب على الديمقراطية ولم يقم بهذا الانقلاب ولا يمكن أن يستوي مع من انقلب على الديمقراطية بالفعل كما فعل اللبراليون واليساريون والعلمانيون الذين يستخدمون وزير الدفاع في حكومة الرئيس محمد مرسي (الفريق ثم الفريق أول المشير عبد الفتاح السيسي وكلها في ستة أشهر). وقد طاف عووضة بهتلر والإسلاميين في الجزائر وجماعة مرسي في مصر وإسلاميي تونس والربيع العربي وما ينبغي للأخ عووضة أن يقارن أحد من الناس (إلا السيسي) بهتلر الذي لم يكن ديمقراطياً ولو ليوم واحد بل إن هتلر كان عنصرياً نازياً وفاشياً مات على يديه الملايين من أبناء الشعب الألماني وأشعل الحرب العالمية الأولى ومعروف ما ترتب عليها من مآسٍ تعاني منها الإنسانية إلى يومنا هذا.. فكيف لكاتب أن يعقد مجرد مقارنة بين نظام الرايخ بقيادة أدولف هتلر وإسلامي الجزائر ويقول إنهم كانوا ينوون فعل الشيء الذي فعله هتلر وهم الذين فازوا بالانتخابات ولم يحكموا ليوم واحد لأن الجيش قد انقلب على الديمقراطية بمباركة من القوى الإمبريالية ودعم لقوى اليسار والعلمانية في الجزائر وغيرها... ويقول عووضة: سلفي كان حليفاً لجماعة مرسي عبر قناة (العربية) أن أخوان مصر أضمروا شرًا للديمقراطية من منظور (ما لاهاش لازمة) بعد أن أتت بهم إلى الحكم وفضلاً عن أن عووضة لم يذكر اسم هذا السلفي فإن السلفيين ممثلين في حزب النور وغيره لا يقبل لهم شهادة أبدًا في الديمقراطية ولا تقبل شهادتهم حتى ضد الإخوان الذين تحالفوا معهم ثم تآمروا عليهم مع الخارج والعسكر ولا أظن أن عووضة كان يمكن أن يرضى بمثل هذه الشهادة لولا أنها ضد جماعة مرسي. ويقول إسلاميو تونس الحاكمون يتململ الشعب منهم بعد أن بدأ لهم منهم مالم يكونوا (يحتسبون) من مظاهر الدكتاتورية.. وقد غدت موضة هذه الأيام أن يتم وصف الإسلاميين من قبل خصومهم بالدكتاتورية والإرهاب كما يقول عووضة: فجماعات نهجها في الحكم هكذا استغلال لأدوات الديمقراطية يبقى السيسي وأمثالهم هم المنقذون للشعوب من ديكتاتوريتهم الإسلامية.... ويقول: من يؤمن بالديمقراطية (حقاً) عليه أن يظل وفيٌ لها إلى نهاية المطاف أي حين تقفز به إلى سدة الحكم سواء أكان هتلر أو مرسي أو الغنوشى. ومن المعلوم يا صديقي عووضة أن السيسي لم يكن إلا تتويجاً لكثير من المخاطر التي حدقت بالديمقراطية والربيع العربي من جانب أعوان الأنظمة الدكتاتورية المبادة وهم يمثلون تياراً واحدًا هو تيار الثورة المضادة ووقف مسيرة الحرية في كل دول الربيع العربي من خلال العنف والقتل وتدمير الاقتصاد (وقد بدأ) يعبر عن نفسه في وسائل الإعلام هذه الأيام وهذه المخاطر التي تبلورت في تيارات على أرض الواقع في مصر (نظام حسني مبارك) ومجموعات البلطجية التي كانت تمارس قتل المواطنين وضربهم منذ واقعة الجمل واعتصامات ميدان التحرير مدفوعة القيمة والتي كانت حكومة الدكتور مرسي تعلم بها ولم تقم بفضها بالقوة كما فعل السيسي في ميدان رابعة العدوية والنهضة وهناك بلطجية يعملون لصالح بعض رجال الأعمال الفاسدين المؤيدين لمبارك ونظامه وعناصر أمنه السابقين وغيرهم من الفلول في دول أخرى من دول الربيع العربي نجد أزلام القذافي يحاولون أن يعيقوا مسيرة الثورة والديمقراطية في ليبيا ونجد ما يعرفون بأعوان نظام بني علي في تونس وما يسمى بأقارب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في اليمن، وهذه المسميات من فلول وأزلام وأعوان وصحفيين وإعلاميين يولولون في القنوات الفضائية ويسودون الصحف بقبيح القول (من شاكلة الفراعين والتلفزيون المصري وقناة العربية) وهؤلاء الكُتاب المقززون من أمثال هاني رسلان ومصطفى بكري وأسامة سرايا هم جميعاً إعلاميو جمال مبارك والحزب الوطني الذين لفظتهم ثورة 25 يناير (في الشقيقة مصر) وهم ومن لف لفهم كلهم أعداء حقيقيون للديمقراطية وثورات الربيع العربي وأنت اليوم تمارس ذات الدور الذي يمارسونه والهدف هو تخويف الشعوب من الإسلام السياسي ولكن هذه الشعوب تعرف الإسلام وتعرف السياسة فماذا أنتم فاعلون بعد أن فاز حزب العدالة والتنمية في تركيا وفازت كل الأحزاب الإسلامية في اندنوسيا رغم الحملات الإعلامية الضارية والمعادية للحرية والديمقراطية.