ذكرني حديث الاخ محمد عبد الله شيخ ادريس في احتفال تسليم معينات متأثري السيول والفيضانات بمحلية أمبدة، بالكثير من الخيران المهملة في الاحياء منذ الخريف الماضي. شيخ ادريس تحدث عن مساهمة الدولة في زيادة السكن العشوائي، وذلك من خلال توفير الخدمات له. المواطن اخذت منه الدولة رسوم مياه وكهرباء ونفايات، يعني انه يجلس على الوضع الصحيح، وهذا كان واحد من اسباب كارثة السيول والفيضان للعام الماضي. عشوائية الدولة ليس في تحصيل الرسوم فقط لاصحاب السكن العشوائي وانما في الكثير من المجالات. نرجو أن تصدق الدولة وكذلك شيخ ادريس في نهاية أجل صندوق دعم المتأثرين قبل خريف هذا العام. صدق الدولة يبدأ بالاستعداد المبكر للخريف من خلال فتح المجاري وتنظيفها وابعاد سكان العشوائي من مجاري السيول. وهذا الصدق أيضاً ذكرني بالوعد الذي قطعته الدولة لتجمع قرى شمال وغرب ولاية سنار بإيصال خدمات المياه والصحة والكهرباء والتعليم. هذه القرى تجاور مصنع سكر سنار ولكنها تفتقر للخدمات. وصلني خطاب معنون لرئيس الجمهورية من أهل تلك القرى ينادون فيه بتلك الخدمات. تجمع كبير من القرى مستقبل أجيالهم قاتم الظلام كما هو الحال في قراهم. لا ادري ماذا يفعل والي سنار وبعض رعيته يبحثون عن التعليم البسيط والمياه والكهرباء والمياه. ان كانت كل هذه الاشياء غير متوفرة لتلك القرى فماذا وفر لهم والي سنار؟ من قبل زرت العديد من قرى ومدن سنار، ووجدت فيها الكثير من الإهمال وافتقار الخدمات. والجميع في تلك القرى يرفع الأكف ويدعو الله بالفرج القريب. اهل قرى شمال وغرب سنار يطالبون بحفائر للمياه وليس ايصالها من النيل. ويطالبون بمراكز صحية لإيجاد العلاج الناجع لابنائهم وأسرهم. ومدارس يجد فيها أبناؤهم العلم النافع الذي من خلاله يستطيعون خدمة البلاد والعباد. وأخيراً يريدون الكهرباء التى امتلات بها بلادنا بعد تعلية الروصيرص وسد مروي. مطالب بسيطة ومشروعة لأهلنا في تلك المناطق ولكنهم لم يجدوها حتى الآن. وقبل أهل تلك القرى تصلنا العديد من الخطابات التي تعنون لرئاسة الجمهورية لتوفير بعض الخدمات البسيطة. وهذه الخطابات تؤكد أن ولاة الأمر في تلك الولايات لا يفعلون شيئاً سوى الاجتماعات والافتتاحات الضعيفة. ليس في سنار وحدها وإنما في جل ولايات السودان نجد الإهمال وضعف الخدمات. حتى الخرطوم العاصمة الأكبر والأغنى يشكو بعض أهلها من انعدام الخدمات الصحية والتعليمية. في الخرطوم مازال بعض اهلها يحلمون بخدمة الكهرباء. وفي قرى سنار مازال المواطن يحلم بالمياه «عصب الحياة» والتعليم والصحة والكهرباء، ويبحث عن آدميته التى كرمه بها المولى عزَّ وجلَّ. في تلك القرى وغيرها من قرى الولاية مازال البحث جارياً عن شيء اسمه الخدمات.