عشر من قرى من ولاية الجزيرة ريفى المناقل ودعت الظلام، لتمتد إليها أسلاك الكهرباء بعد أن ظلت الأعمدة لفترة طويلة فى بعض القرى مغروسة فى الأرض البكر الحالمة بمشروع «الهضبة» تصارع الرياح وتنشد الأمل، ومازالت البقية تنتظر الوعود لتلحق بالأخريات فى قطار التنمية الذى تخطى محطات اهل الريف الذى ظل متعايشاً بلا خدمات يعانى اهله البسطاء انعدام ابسط مقومات الحياة، نعم انتشرت الكهرباء ولكن تبقى ظلام الجهل والفقر والمرض، وهو ما تحدث به ابناء المنطقة فى حضرة والى ولاية الجزيرة الزبير بشير طه فى زيارته لقطاع المناقل. وانحصرت مطالب أهل ريفى المناقل فى تحسين القطاع والاهتمام بالمنطقة التى تفتقر الى الخدمات الأساسية، خاصة الكهرباء باعتبارها الدينمو المحرك لماكينة الحياة، بجانب المتطلبات الأساسية «الصحة والتعليم والمياه وقضايا الزراعة». وفي زيارته لقطاع المناقل افتتح والي الجزيرة الزبير بشير طه عدداً من المشروعات بالمحلية، أهمها كهرباء الريفى الحلم الذى طال انتظاره فى عدد من القرى «الدقيساب، قارو، البريكاب، ام جن، بقادى، دار السلام، البراقنة، صقير كنانة» اضافة الى مركز التلقيح الصناعى، وتدشين طريق «24 القرشى المناقل». حيث احتشد أهالى قطاع الريفى فى قرية الدقيساب، وتحدث ممثل القرية ولسان حال اهل المنطقة نقيب شرطة عبد الله محمد على، عن واقع قرى جنوبالمناقل، وقال ودعت بعض القرى الظلام الدامس، وكانت تحلم بالكهرباء والخدمات منذ امد بعيد، وظلت المنطقة طيلة الفترة السابقة فى ظلام حالك.. نعم اضاءت الكهرباء القرى ومازالت البقية تنتظر، ولكن تبقى أيضاً ظلام الجهل الذى حل لانعدام مرافق التعليم، وظلام المرض لافتقار الخدمات الصحية، وشح مياه الشرب مشكلة المنطقة الحقيقية. وناشد عبد الله والى الجزيرة توجيه المسؤولين بتعيين أبناء المنطقة فى قراهم لسد النقص فى المدارس، ولحل مشكلة الخريجين بالقطاع الكبير، وذكر عبد الله أن قرية الدقيساب بدأ تاريخها قبل خمسة قرون ولم تحظ بزيارة اى مسؤول طيلة العهود السابقة، وقال نريد من ولاة الأمر الاهتمام بالتعليم حتى يعود الطالب الذى ترك «شنطة المدرسة» بسبب الهجرة اليومية الى القرى الكبيرة، ليصبح مصيره على «كارو» بحثاً عن الماء، واضاف «المريض تحت رحمة العناية الإلهية، خاصة أن النساء فى فترات الخريف ينقلن على التراكتورات الى مستشفى المناقل». وقال رئيس قطاع الريفى الشيخ ابراهيم الشيخ، ان المنطقة تحتاج الى اهتمام أكثر، خاصة قرى الريفى التى ظلت تستبشر بالكهرباء التى ستحدث تحولاً كبيراً فى حياة المواطنين وتنمية القرى البسيطة. ووجه الشيخ حديثه الى والي الجزيرة فى زيارته للمنطقة، وقال «هؤلاء اهل الريفي الأنقياء اتوا ليستقبلوا ولاة الأمر فى حدث تاريخى بالمنطقة، مستبشرين بتنمية القطاع الذى صبر كثيراً ويحتاج ان يكافأ بالخدمات». ومن جانبه وصف معتمد المناقل إبراهيم الحسن مطالب أهل المنطقة بالمشروعة، وقال «المزارع في الريف ماعنده غير بقرة وبلاد». وأقر بأن الريفى يعانى نقصاً فى الخدمات، وتعهد بتنمية الريف وحل قضايا الصحة والتعليم وخاصة المياه فى القريب العاجل. وفى الختام خاطب والى الجزيرة الزبير بشير طه تجمع القرى بالدقيساب، ووعد بالاهتمام بقرى الريفى وحل المشكلات العاجلة بالمنطقة، وتعهد بتكملة مشروع انارة ما تبقى من القرى التى لم تصلها الكهرباء فى ريفى المناقل، وكشف طه عن ترتيبات جادة مع عدد من الشركات الاجنبية للنهوض بمشروع «هضبة المناقل الزراعى»، وقال «مشروع الهضبة هو مشروع الجزيرة الثانى، وستسمعون عنه بشريات فى الفترة القليلة القادمة»، وأشار إلى أن الولاية ستشهد نهضة كبرى فى القطاع الصحي ببرنامج طبيب الأسرة الذي أصبح ماثلاً للعيان.