نسرين محمد الحسن: كانت في قديم الزمان أثاث كل منزل، ولا يخلو منزل منها ولكنها تلاشت مع مرور الزمن واصبحت ديكوراً اكثر من قطع أثاث أصيلة، واصبح الاهتمام من قبل الاجانب، وعادت من جديد بصورة ملحوظة على نطاق الاسر والاهتمام بها، ودخل السعف والودع والقرع في البيوت الحديثة وظهر العنقريب بصورة جديدة ومختلفة. الديكور في قديم الزمان يحتوي على الاشياء المصنوعة يدوياً بالسعف مثل البرش وله انواع منها برش للجنازة، وهذا يمتاز باللون الابيض وآخر ملون وهو للجلوس عليه، وبرش الصلاة له شكلان مختلفان مستطيل الشكل والاخر على شكل دائري ويطلق عليه اسم التبروقة، ومن مصنوعات السعف الطبق وهو غطاء للطعام، والمشلعيب هو بمثابة ثلاجة وايضاً من السعف، وهو عبارة عن شبكة صغيرة مفتوحة من الاطراف يعلق بالحبل في سقف المطبخ«التكل» او الراكوبة، لحفظ المأكولات من القطط والجراثيم وما زال يستخدم في المناطق النائية، الهبابة الصغيرة وهي على شكل دائري، وتستخدم في تحريك الهواء. القفة «المندولة» وهي لحمل الخضروات والفواكه والاغراض من السوق، السحارة عبارة عن صندوق خشبي، كان ييستخدم في قديم الزمان كخزانة للملابس وحفظ الاغراض، ومن اهم الملابس في ذلك الزمان القرقاب وهو من التراثيات القديمة جداً وهو لبس « زي شعبي»شبيه بلبس الاحرام عبارة عن قطعة يغطي بها العورات الرجال والنساء، اما الرحط فهو زي ترتديه العروس في يوم العرس. القرع يستخدم كآلة في الغناء الشعبي واكثر انتشاره في غرب السودان وله استخدامات اخرى، يوضع به الروب ويحرك حتى ينفصل السمن عن الروب وهذه القرعة تسمى « بخسة» وأيضاً يستخدم لوضع الطعام في قديم الزمان ويعرف بالقدح، قرع الزينة وهو يستخدم كديكور وقرعة صغيرة تستخدم في غرف العجين. ومن الاواني الكلول «الكنتوش» مصنوع من الفخار لتسخين اللبن متوفر في غرب السودان. تحدثت الينا الحاجة حواء اسحاق، والحاجة حواء محمد تعملان بسوق امدرمان وأكدتا، أن كل هذه المنتجات ترسل من غرب السودان من مدينة الابيض وهنا تباع جاهزة، والاقبال عليها زاد في الفترة الاخيرة لأن التراث السوداني اصبح محط اهتمام الكثير من الناس وانتشرت الراكوبة او العريشة في كثير من المنازل السودانية، وكل الديكوات من هذا التراث العريق ويرجع تاريخه لقديم الزمان واسعار هذه التراثيات متناسبة مع كل الطبقات، الرحط«40 60» جنيهاً والبرش «40» جنيهاً والقفاف الكبيرة والصغيرة «30-15» جنيهاً القرعة الكبيرة والصغيرة تستخدم في غرف العجين «20-5» الكلول او الكنتوش «30» جنيهاً الهبابة «2» جنيه الجبنة والوقاية «25-15» جنيهاً قرع الزينة «25» جنيهاً الطبق أسعاره تبدأ من «70-50» جنيهاً المفحضة «20» جنيهاً بالسوداني، وأضافتا أن الاجانب يحبون الاشغال اليدوية ويعجبون بها، وخصوصاً المصنوعات من السعف والتراث السوداني له مكانة خاصة لدى الاجانب. العنقريب وهو من اهم الاثاثات منذ القدم، وشكل العنقريب في السابق كان تقليدياً وبدائياً وأخشابه محلية، والغالب فيها من شجر السدر و السنط، وكان يعمل بآلة يدوية اسمها القدوم، ويعمل المرق والوسائد وكان ينسج بحبال السعف، وخاصة في الشمالية بالجريد و القد «جلد البقر» استعمالاته للمناسبات الاجتماعية للفرح والكره وهو انواع، عنقريب الجنازة واحد يستخدم في برود الجنازة وهو منسوج من الحبل البلاستيكي والاخر منسوج من الدوبار لحمل الجنازة، وعنقريب الجرتق او الحنة يمتاز بأرجل عالية، قوائم عالية والاسر الممتدة اطلقوا عليه عنقريب الجرتق يمتاز بالوانه الزاهية « الاحمر-الاصفر-الاسود» «الإنتباهة»التقت مدثر إبراهيم حاج حسين، بسوق العناقريب في سوق أم درمان، صاحب محل للفلكلور والتراث السوداني، حدثنا عن العناقريب والبنابر الخشبية قائلاً يرجع تاريخ العنقريب الى زمن بعيد جداً وقال العمل في هذا المجال متوارث، وان والده هو اول من ادخل صناعة العنقريب في سوق ام درمان، واطلق عليه اسم ملك العناقريب، وللعنقريب مراحل كثيرة لتصنيعه. الاخشاب تكون على شكل كتل ثم تقطع بمقاسات معينة وتدخل المخرطة لتصنيع الارجل واشكالها لها اسماء«احفظ مالك الكادر- البلابل السوارات» وقام الوالد رحمه الله بتطويره الى شكل سرير بزيادة قوائم ارجل العنقريب واطلق عليه عنقريب« الجمايكا الدهباية» وطور نساجته ايضاً للبلاسيك وفي فترة من الفترات حصل ركود على العنقريب وسببه ظهور السراير الخشبية الراقية وايضاً المصنوعة من الحديد ذات الاشكال الجميلة والمتطورة وخلال الاربع سنين الاخيرة ارتفعت نسبة الاقبال عليها من الاسر العريقة والاحياء الراقية «العمارات » وخصصوا جزءاً من المنزل «العريشة» في ركن من أركان المنزل و ديكورها الخاص هو العنقريب وملحقاته البنابر. فطورتها وصنعت معها كنبة من ذات الفكرة والزير والسحارة وكل انواع التراث السوداني العريق، وقمت بتصميم هذا الديكور لعدد من الفنانين والاعلاميين، وشاركت في عدد من المعارض منها اسبوع المرأة في جامعة الاحفاد، وطورت الكوشة للجرتق و الحنة وهي ايضاً من عائلة العنقريب. الجلود تطور العمل بها ومن الجلود المستخدمة اربعة انواع جلد الاصلة، والكوبرا، والورل، والتمساح، البقر ،والضان، وقال محمد الفاتح عبدالرحمن مدير محل الامير للفلكلور نعمل على صبغها ونرسلها للقاهرة لاعادة الصبغ مره اخرى لضمان الجودة، ونشكل بها شنط نسائية ومطابق واحذية رجالية، و نسائية، والموديلات متجددة ومتطورة، بالاضافة لشنط السعف وايضاً نصنع مفارش من جلد البقر، وايضاً جلد التمساح والاصلة بأشكال مختلفة في الديكورات، اسعارها متناسبة في متناول اليد، ولكن من اغلى انواع الجلود جلد التمساح، وارخصها الورل والاجانب لهم ذوق في شراء هذه المنتجات، الروس هم الوحيدون الذين لا يرغبون بمنتجات جلد التمساح، ولكن ليس لديهم مانع لشراء الاصناف الاخرى التي تطور العمل بها. الودع يوجد في البحر وعلى الشاطئ ويستخدم في اشياء كثيرة، ومنها التنجيم لمعرفة الطالع وهذا قد نهى عنه الرسول «ص» « كذب المنجمون ولو صدقوا»، ولكن به فوائد اخرى وهو استعماله في ديكورات المنازل و الشغل اليدوي وفي الولايات الشرقية كزينة للشعر يركب مع المشاط يعطي منظراً رائعاً وهو مفيد للبشرة، يخلط مع عصير الليمون لفترة يعمل على اذابته واضافة عسل النحل ينعم ويبيض البشرة ويزيل البقع السوداء. التراث السوداني تنوع ثقافي امتد لكل ولايات السودان والى الان عدد من المطاعم تهتم بالاطعمة التي تعكس ثقافة كل ولايات السودان، باصناف خاصة ومتميزة من الاطعمة الشعبية « العصيدة-الكسرة، وملاح الروب» وغيره من المأكولات البلدية لعكس واجهة السودان الثقافي وعليها اقبال كثير.