يعتبر قطاع الجلود من القطاعات المهمة التي تدفع بالاقتصاد، نتيجة عائداتها الضخمة من النقد الأجنبي ويمتلك السودان ثروة حيوانية مقدرة تمكنه حال تم توظيفها بصورة سليمة، من إنتاج جلود خام ومصنعة تقدر بآلاف الأطنان. ومؤخراً اشتكت وزارة الثروة الحيوانية والسمكية من وجود فجوة حادة في قطاع الجلود المصدرة بسبب السلخ غير القانوني، رغم أن وزارة الصناعة قامت خلال الاعوام الماضية بتدريب عدد كبير من السلاخين في مراكز محددة بغرض تحسين التعامل مع الجلود بطرق حديثة تقليلاً للخسائر الناتجة عن السلخ الا انه ما زالت هنالك فجوة كبيرة تتمثل في عدم استفادة البلاد بصورة واضحة في قطاع الجلود سواء من ناحية الدخل في الناتج القومي الاجمالي او القيمة المضافة واصبح القطاع من القطاعات ذات الإنتاجية القليلة مقارنة بالقطاعات الاخرى في البلاد ومهدد بكثير من المشكلات التي تحتاج الى معالجة جذرية واهتمام اكبر من الدولة لإزالة العقبات التي تعترض قطاع الجلود، وأكد رئيس الاتحاد الافريقي لقطاع الجلود صلاح عبدالله في حديثه ل«الإنتباهة»، أن الحديث عن وجود فجوة حادة في قطاع الجلود بسبب السلخ غير القانوني بغير الصحيح، مبيناً حاجة القطاع الى الكثير من المعالجات، مشيراً الى تراجع اهتمام الدولة بحل مشاكل الجلود، خاصة الجلود المصدرة الى خارج البلاد نافياً وجود مشاكل في جلود الماعز والضأن من ناحية السلخ، ولكن تكمن المشكلة في جلود الابقار بسبب استخدام اساليب قديمة في عملية السلخ حتى داخل المسالخ الحديثة من قبل العمال وقال ان معظم الذبيح اصبح خارج السلخانات الى جانب وجود قلة في السلخانات، ما ادى الى كثير من الخلل بالبلاد مطالباً الدولة بزيادة عدد السلخانات وتجويد السلخ وفرض عدد من الشروط عليها، بجانب مراقبة المسالخ غير الحديثة التي تنفذ عمليات الذبيح « الكيري» ما أدى الى المزيد من المشكلات في قطاع الجلود خاصة جلود الابقار، مشيراً الى ان وزارة التجارة الان تقوم بأخذ «2,500» ألف دولار في كل طن من جلود البقر الجافة وادارة الجمارك تأخذ رسم بمقدار«15%» من الجلود المصدرة وايضاً هناك مشكلة في تصدير الجلود التي تتم الى دولة نيجيريا دون فرض اية اجراءات بنكية، او اي رسوم عليها دون جلب اي عائدات من ا لدولار، كاشفاً ان النيجيريين اصبحوا يأتون الى السودان ويضخون الدولار من اجل اغراضهم، خاصة في تصدير الجلود السودانية الى نيجيريا وقال لابد للدولة ان تتخذ إجراءات حاسمة لوقف النيجيريين وتصدير الجلود الى دولة نيجيريا في حين ان هناك قانوناً يمنع استيراد الجلود «المشطبة» التي اصبحت تدخل الى السودان عبر دولة مصر، اضافة الى ذلك لابد من حماية المدابغ للعمل في الداخل. وقال ان تجار الجلود اصبحوا يجلبون المدابغ من نيجيريا ومصر بنسبة تعادل «150 % » من القيمة المضافة للجلود دون فرض اي جمارك اما الخبير الاقتصادي محمد الجاك أحمد أشار في حديثه ل«الإنتباهة»، أن قطاع الجلود من القطاعات المهمة في البلاد مشيراً ان عمليات السلخ غير القانوني للجلود تحتاج الى نوع من التدريب للسلاخين ومراقبة المخالفات التي تتم في هذا الشأن، وطالب الدولة بالاهتمام بقطاع الجلود بصورة واضحة ومحكمة، حتى يساهم في الناتج القومي الإجمالي للدولة.