لله درك قائداً أقسم ليصلينّ المجاهدون العيد في الكرمك وقد صلوا وصلى معهم صلاة أثلجت قلوب قوم مؤمنين فقد كان فتحاً وتطهيراً لبقعة دنسها التمرد بالفجور والخمور وكانت وكراً للعمالة والخيانة ولله درهم من جنود أبروا قسم القائد فرفعوا الأذان والتكبير والتهليل في مدينة أراد لها المتمرد عقار أن تكون مرتعاً للفساد وتقويضاً لسيادة البلاد وألّا يدخلها غير جيشه الشعبي والأجانب من فلول الحركة الشعبية لكن تأبي إرادة الله العزيز الحكيم أن ترجع الكرمك لحضن الوطن وهي أكثراً وأقوى طهراً للوطن وقد قدم فيها أبناء السودان من القوات المسلحة والمجاهدين تضحيات كبيرة وسكبوا فيها دماء زكية.. إنهم رجالاً صدقوا ماعاهدوا الله عليه منهم من قضى نحبه شهيداً ومنهم من ينتظر يحمل بشريات النصر القادم.. حرروا الكرمك بعد أن لقنوا العدو درساً في الفداء مع أبواب عيد الفداء. وكانت صلاة العيد في الكرمك رسالة قوية للتمرد الذي جاء يتوكأ على دعم الحركة الشعبية لدولة الجنوب. تلك الحركة التي تعرف أكثر من غيرها قدرة الجيش السوداني ومجاهدي الدفاع الشعبي من الدبابين كيف يصنع الانتصار وقد عرفت ذلك في معارك صيف العبور والقادسية والأنفال وجبل ملح والميل أربعين.. تعلم جيداً ماذا يفعل أبناء هذا الوطن عندما ينادي المنادي أن يا خيل الله اركبي فتتقاطر الجموع من كل فج عميق ليشهدوا منافع الجهاد إما نصر وإما شهادة. وتحية لركب الشهداء الذين مضوا في هذه القافلة إلى جنات الخلد بإذن الله الشهيد عبد الملك الملا «المنغمس» في خنادق العدو وقد سجل اسمه في قائمة الشرف والشهيد مساعد فتى أخلاقه مثل فهو خريج جامعة الدفاع الشعبي عاشق الكاميرا والبندقية مضى ليلتحق بزمرة الصادقين الشهيد شرفي ووداعة الله وفضل المرجى والتحية لروح الشهيد البطل عادل عبد الرحمن ذلك الفتى الوضئ والذي كان يخدم إخوانه دون منّ ولا أذى. وسلام على الشهيد جلال ابن الكاملين الذي سقط ساجداً لله بعد أن امتطى رصاصة إلى الفردوس الأعلى إن شاء الله. ولبقية العقد الفريد من شهداء سالي والكرمك النقيب أنور وحسين أبكر وغيرهم من الأخيار فالنصر عندما يكون ممهورًا بدماء الشهداء تكون الجنة هي الجزاء اللهم أسكنهم عندك في عليين. تلك الملاحم البطولية النادرة لقواتنا المسلحة المجاهدة ستبقى في الذاكرة تحكي عن عظمة هذا الشعب.. كم كنت أتمنى أن أشهد مع هؤلاء الأخيار تلك الملاحم والمشاهد الفريدة والتي اعادت لنا الأشواق وأيام خلت ظننت أنها لن تعود لكن تبقى إرادة الله أن الجهاد سنة باقية إلى يوم القيامة وأن المعركة بين الحق والبطل باقية فالله عز وجل يقول «ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم» فالدعم الذي يصل التمرد لن يتوقف مادمنا على طريق الحق. وقد روى لي أمير المجاهدون منسق النيل الأزرق المجاهد عوض الرضي عن تدافع المجاهدين في القوات الخاصة وكتائب البرق الخاطف والاستنفار المحلي لمجاهدي النيل الأزرق وكيف كان إصرارهم على اللحاق بالمتحركات الأمامية وعن تفاعل أهل الدمازين ودعمهم للمرابطين في الخنادق وأن النساء يحملن الطعام طازجاً قدمنه بأنفسهن ثم كيف كانت فرحة الناس يوم التحرير والدموع تذرف فرحاً بالانتصار على جيش عقار.. هذا هو السودان وتلك هي المواقف التي سيسجلها التاريخ بأحرف من نور ورسالتنا بمداد الدبابين للرئيس وآخرين نقول ياسيدي الرئيس لقد كنت عند حسن ظن أهل السودان بك مقداماً لا تخشى في الحق أحدًا وقد كتبنا في هذه المساحة قبل الآن وقلنا لا تفاوض مع عقار قبل تحرير الديار وقد وفيت لنا وأن المجاهدين مع قواتهم المسلحة يكونون السند لك حتى يسلموك المتمرد ليحاكَم على ما أقدم عليه من خيانة وجرائم فى النيل الأزرق. فجهِّز المجاهدين وارفع قوائم مؤسسة الدفاع الشعبي لتكون منارة تلبي أشواق أهل الجهاد والرباط. ورسالة لأمير المجاهدين في السودان الشيخ المجاهد عبد الله الجيلي المنسق العام افتح معسكرات التدريب ليتلقى المجاهدون جرعات التأهيل العسكري لصد كل من تدعمه إسرائيل وأمريكا وافتح باب الاستنفار ستجد جموع الشباب والشيوخ في كل الساحات بالتكبير والتهليل يلبون النداء وليكن العيد الثانى والعشرون للدفاع الشعبي في الكرمك تتحرك لها القوافل الدعوية والصحية والتعليمية.